أخبار عربية
نتائج مثمرة مرتقبة لاجتماع اللجنة الاستراتيجية العُليا

العلاقات القطرية التركية.. سفينة متينة تقاوم الرياح

الاجتماع مرحلة جديدة ومتقدمة في مسيرة تطور العلاقات

القمة القطرية تحمل رقم 29 بين زعيمي البلدين خلال 70 شهرًا فقط

68 اتفاقًا وبروتوكولًا حصيلة اجتماعات اللجنة العليا خلال الدورات السابقة

العلاقات القطرية التركية قائمة على بُعد استراتيجي ثابت

حمزة تكين- صحفي وكاتب تركي:

تستعدّ الدوحة غدًا، لانعقاد الدورة السابعة لاجتماع اللجنة الاستراتيجيّة العُليا القطريّة التركيّة برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى، وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو اجتماع غير عادي، إذ من المتوقّع أن يثمر مرحلة جديدة ومتقدّمة جدًا بمسيرة تطوّر العلاقات القطريّة التركيّة.

المتابع للعلاقة بين قطر وتركيا  بتجرّد  يستطيع أن يرى أنها علاقة تتميّز بأنها قائمة على مبادئ الأخوّة المتجذّرة والصداقة المتينة التي تتطوّر بصورة سريعة دقيقة بعد دقيقة وساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم وشهرًا بعد شهر وعامًا بعد عام.

لذلك نستطيع أن نقول إن العلاقات القطريّة التركيّة قائمة على بُعد استراتيجي ثابت، خاصة أن كلا البلدين يقفان مع بعضهما بعضًا في الأوقات الحرجة، والمعادن لا تظهر إلا في الأوقات الحرجة، على عكس من يحاولون اليوم أن يركبوا القطار الذي سعوا سابقًا لتدمير سككه وعرباته، القطار لم يعبأ بكل مخططاتهم واستمرّ بالسير بثبات نحو وجهته.

أرقام ومؤشرات

بالعودة لاجتماع المجلس الاستراتيجي في الدوحة، وإلى جانب أنه الاجتماع السابع لهذا المجلس منذ تأسيسه عام 2014، إلا أنه أيضًا يعتبر القمة ال 29 بين صاحب السمو والرئيس التركي خلال 70 شهرًا فقط، وهو رقم كبير ذو دلالة في العلاقات بين الدول، ويعكس البعد الاستراتيجي لهذه العلاقات.

مثل هذا الرقم خلال هذه الفترة يُعطي مؤشرًا أيضًا أن ما يجمع الدوحة وأنقرة من روابط تاريخيّة قبل أي مصالح اقتصاديّة أو سياسيّة حالية، وبالتالي التوقعات تشير إلى أن مثل هذه الروابط المتينة قادرة على تثبيت وتوسيع التعاون أكثر وأكثر في المستقبل أيضًا.

منفعة متبادلة

وما يميّز أيضًا ما هو قائم اليوم بين الدوحة وأنقرة، أنه يحقّق الفائدة والمنفعة الإيجابيتين للشعبين القطري والتركي على حد سواء، فلا ينظر أي طرف للطرف الآخر نظرة استعلاء أو نظرة دونية، على عكس ما يفعل الكثيرون حول العالم في علاقاتهم غير الإيجابيّة.

ومن صور الفائدة والمنفعة المتبادلة، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى نحو 2 مليار دولار أمريكي، وأن هناك 711 شركة تركيّة تعمل في قطر، و183 شركة قطريّة تعمل في تركيا، وأن حجم الاستثمارات القطريّة في تركيا وصل إلى أكثر من 33 مليار دولار، وأن حجم الاستثمارات التركيّة في قطر وصل إلى أكثر من 32 مليار دولار.

اتفاقيات جديدة

وإلى جانب أن الاجتماع السابع للمجلس الاستراتيجي في الدوحة، سيبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، من ملفات إقليميّة إلى ملفات إسلاميّة وملفات دوليّة، فإنه سيشهد أيضًا توقيع اتفاقيات جديدة تضاف إلى 68 اتفاقًا وبروتوكولًا شهدها خلال الاجتماعات ال 6 الماضية.

وستتركّز الاتفاقيات الجديدة على تعزيز التعاون العسكري والأمني، وترسيخ الشراكة في مجال الصناعات الدفاعيّة المتطوّرة، وزيادة التعاون في المجال الاقتصادي، والاستثمار، والصناعي والتنموي والتجاري، وكذلك في الشؤون الإسلاميّة والثقافيّة والتعليميّة والرياضيّة والصحيّة، فضلًا عن إقرار مزيد من الخطوات فيما يتعلق بالشق الإغاثي الإنساني حول العالم، حيث تعد تركيا وقطر من الدول المتقدّمة جدًا فيه، خدمة للإنسان حيثما تواجد وهو بحاجة للمساعدة.

مخرجات الاجتماع

وفق كل ما سلف حول المستوى المتقدّم جدًا بالعلاقات القطريّة التركيّة، التي يعود الفضل الأكبر في ترسيخها لزعيمين حاول الكثيرون استهدافهما بشتى الطرق وفشلوا، ولقوة الزعيمين وتأثيرهما الواسع ليس فقط على العلاقات بل أيضًا على ملفات كثيرة في المنطقة والعالم، فإن الكثيرين يترقبون مخرجات الاجتماع السابع للمجلس الاستراتيجي عالي المستوى، وعلى ماذا ستتفق قطر وتركيا فيما يتعلق بملفات المنطقة.

بالتأكيد، نستطيع أن نقول إن التوافق بين الجانبين سيكون سيّد الاجتماع، فالتناغم السياسي بينهما واضح في الإقليم والعالم، وبالتالي على من يتابع من بعيد أن يترقّب القرارات القطريّة التركيّة وتأثيراتها على ملفات المنطقة.

تأثيرات إيجابيّة لا سلبيّة، فكل من قطر وتركيا لم تدعما يومًا مشاريع الهدم والقتل والتخريب والتقسيم بل دعمتا مشاريع التنمية والحلول السياسيّة للأزمات ومشاريع البناء والحياة والإغاثة ودعم الشعوب الملهوفة.

علاقات متينة

الخلاصة، سيكون انعقاد الدورة السابعة لاجتماع اللجنة الاستراتيجيّة العُليا القطريّة التركيّة اجتماع خير للبلدين سياسيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا، وكذلك اجتماع خير على كل من يعوّل على الدور الإيجابي القطري التركي، فالسفينة القطريّة التركيّة متينة لم تنل منها كل محاولات الإغراق، وكذلك لم تضعفها الرياح العاتية، لم تنقل هذه السفينة إلا رسالة الخير حيثما رست وتوقفت.

 

العلامات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X