المحليات
صاحب السمو وولي العهد السعودي بحثا تعزيز فرص التعاون.. البيان المشترك:

قطر والسعودية.. أواصر أخوية ومصير مشترك

حرص قطري سعودي على تحقيق الأمن والازدهار بالمنطقة

بحث الفرص المتاحة لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وغيرها

استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك

الجانبان أكدا عزمهما تعزيز التعاون تجاه كافة القضايا السياسية

السعي لبلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما

الدوحة – قنا:

صدرَ أمس بيانٌ مشتركٌ عن دولة قطر والمملكة العربية السعوديّة بمُناسبة الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشّقيقة، للدوحة يومَي 8 و9 ديسمبر الجاري.

فيما يلي نصّ البيان:

انطلاقًا من العلاقات التاريخيّة الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة ووشائج القربى والمصير المشترك التي تجمع بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية، وبناءً على توجيهات خادم الحرمَين الشريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية بزيارة رسمية لدولة قطر يومَي 4 – 5 /‏‏‏ 5 /‏‏‏ 1443 هجري الموافق 8 – 9 /‏‏‏ 12 /‏‏‏ 2021 م.

وقد عُقدت جلسةُ مباحثات بين حضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تمَّ خلالها استعراضُ القضايا الإقليمية والدوليّة ذات الاهتمام المشترك. وبحثا الفرص المتاحة في البلدَين في شتى المجالات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، والصناعية، والثقافية، والرياضية، والبيئة، والطاقة، والبنى التحتيّة.

وفي جوٍّ سادته رُوحُ الأخوة والتفاهم والثقة المتبادلة، عُقد الاجتماعُ السادس لمجلس التنسيق القطري السعودي، برئاسة مشتركة من لدن حضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، وشارك فيه من الجانبين أصحاب السّموّ والمعالي والسّعادة أعضاء المجلس.

وفي بداية الاجتماع، رحّب صاحبُ السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني بضيف قطر الكبير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعبّر عن سعادته بزيارة سموه التي تؤطر لعلاقات ثنائية متميّزة وتدفع بها لآفاق أرحب في جميع المجالات، مُنوهًا بما يوليه أخوه خادم الحرمَين الشريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من حرص واهتمام بتعزيز العلاقات بين البلدَين الشقيقَين، ومن جانبه، نقلَ صاحبُ السّموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لسموّ أمير دولة قطر تحيات أخيه خادم الحرمَين الشريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته لسموّه بموفور الصحة والسعادة وللشعب القطري المزيد من التقدّم والرخاء، وعبّرا عن ارتياحهما حيال ما تمّ إنجازه خلال اجتماع الدورة السادسة للمجلس تحقيقًا لأهدافه المنشودة.

وفي الشأن السياسي، أكّد الجانبان عزمهما على تعزيز التعاون تجاه كافة القضايا السياسية والسعي لبلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدَين الشقيقَين أمنهما واستقرارهما، وعلى أهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات والمستجدات في كافة المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في البلدَين الشقيقَين والمنطقة.

التعاون العسكريّ

  • التنسيق والتشاور إزاء المستجدات في كافة المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف
  • استمرار التعاون الأمني والعسكري وتعزيز تبادل المعلومات والزيارات والتدريبات المشتركة

وفي الشأن الأمني والعسكري، أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون العسكري بين البلدين، وأكّدا على استمرار التعاون في هذا المجال وتعزيز تبادل المعلومات والزيارات والتدريبات المشتركة والاستفادة من الخبرات في المجالات التخصصية، وتبادل الابتعاث للكليات والأكاديميات العسكرية في البلدَين، وتفعيل الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينهما.

  • تبادل الابتعاث للكليات والأكاديميات العسكرية وتفعيل الاتفاقيات الأمنية
  • تطوير أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة حجم التجارة البينية

وفي الشأن الاقتصادي والتجاري، أكد الجانبان عزمَهما على تطوير أوجه التعاون القائمة والعمل على زيادة حجم التجارة البينية، وتسهيل تدفق الحركة التجارية والاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية والصناعية بما يسهم في تمكين القطاع الخاص للدفع بالتبادل التجاري بين البلدَين إلى آفاق أوسع من شأنها تنمية الصادرات وتنويع مصادر الدخل في البلدَين الشقيقَين.

كما اتّفق الجانبان على تعزيزِ سبل التعاون حول سياسات المُناخ الدولية، والتعاون على تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها صاحبُ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتعاون حول تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، والسعي إلى إنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، للإسهام في معالجة الانبعاثات الكربونيّة بطريقة مستدامة اقتصاديًا، إضافةً إلى التعاون في مجالات كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات، للإسهام في استدامة الطلب على إمدادات الطاقة عالميًا.

  • الجانب السعودي يعرب عن تقديره للدعم القطري لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر
  • تعزيز استفادة البلدَين من الربط الكهربائي وتعظيم الاستفادة من مشاريع قطاعات الطاقة

وأعرب الجانبُ السعوديُّ عن تقديره لدعم دولة قطر مبادرةَ الشرق الأوسط الأخضر الهامة وإعلانها زرع مليون شجرة قبل بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وزراعة 10 ملايين شجرة بحلول 2030.

الربط الكهربائيّ

وأكّد الجانبانِ على أهمية تعزيز استفادة البلدَين من الربط الكهربائي، وتعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي في مشاريع قطاعات الطاقة، وتشجيع الشراء من المنتجات المصنعة في البلدَين وتبادل الخبرات، والتعاون على تحفيز الابتكار، وتطبيق التقنيات الناشئة في قطاعات الطاقة، وتطوير البيئة الحاضنة لها.

كما أكّدا على تمكين فرص التكامل الاستثماري بين البلدين وتعزيزها في قطاعات النقل الجوي والاتصالات وتقنية المعلومات بالإضافة إلى تمكين ريادة الأعمال والتقنية بين شركات البلدَين وتطوير الكوادر العاملة في مجالات الأمن السيبراني والتقنيات المالية والتسويق الرقمي، والاستفادة من الفرص المتعلقة بمشاريع البنى التحتيّة والمناطق الحرة واللوجستية، والغاز والطاقة، والحوافز الممنوحة لقطاع الأعمال في البلدَين وبالأخصّ خلال فترة استضافة دولة قطر بطولةَ كأس العالم FIFA قطر 2022، بما يسهم في إنجاح هذه الفعالية الكبرى ويحقق رؤيتَي البلدَين 2030.

  • تنسيق الجهود في سبيل إبراز الصورة الإيجابية لمواطني البلدين خاصة الشباب
  • تسهيل تدفق الحركة التجارية والاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية والصناعية

وفي الشأن الثقافيّ والاجتماعيّ، اتّفق الجانبان على ضرورة تنسيق الجهود في سبيل إبراز الصورة الإيجابيّة لمواطني البلدين وبالأخص فئة الشباب، وأكدا على تعزيز الجهود المشتركة في استضافة الفعاليات المحلية والدولية، الثقافية منها والرياضية، وتنسيق المشاركات فيها بين الجانبَين بما يحقق النتائج المأمولة ويعكس الصورة الحقيقيّة لشباب البلدين الشقيقين، وتنفيذ برامج وخطط للترويج والتسويق بشكل ثنائي للمهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية والترفيهية المحلية والدولية وبما يعزّز من الحراك الثقافي بينهما، وتمكين القطاع الخاص ودفعه لاستغلال الفرص المتاحة والإمكانات المتنوّعة في البلدَين الشقيقين، والعمل على تطوير الكوادر البشريّة العاملة من خلال تنفيذ برامج للتدريب.

وتبادل الجانبان وجهاتِ النظر حول المسائل والقضايا التي تهمّ البلدَين على الساحتَين الإقليمية والدوليّة، وأكدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وفي هذا السياق، أكّد الجانبان على مضامين إعلان العُلا الصادر في 5 يناير 2021م، واستعرضا رؤيةَ خادم الحرمَين الشريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي أقرّها المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته (36) في ديسمبر 2015م.

القضية الفلسطينيّة

وأكدا دعمَهما تحقيقَ السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية التوصّل إلى تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وَفقًا لحلّ الدولتَين، وقرارات الشرعيّة الدوليّة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكّدا على أهمية تضافر الجهود الدولية في تقديم المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني.

وفي الشأن اليمني، أشاد الجانبان بتوافق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنيّة، يقوم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مُؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216).

ونوّه الجانبُ القطريُّ بمُبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنيّة ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق.

ورحّب الجانبان بنجاح العملية الانتخابيّة في العراق، وأعربا عن تمنياتهما بتشكيل حكومة عراقية تستمرّ في العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته.

  • تمكين القطاع الخاص للدفع بالتبادل التجاري بين البلدين إلى آفاق أوسع
  • الترحيب بنجاح الانتخابات العراقية.. وما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان

كما رحّب الجانبان بما توصلت إليه أطرافُ المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات، وأكدا على استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وتمنياتهما للسودان وشعبه الشقيق بالاستقرار والازدهار.

وفي الشأن اللبناني، أكّدَ الجانبان على أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان أزماتِه، وألا يكون لبنان منطلقًا لأي أعمال تزعزع أمنَ واستقرار المنطقة أو ممرًا لتجارة المخدّرات.

  • أهمية التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لحل الدولتَين
  • الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص

وفي الشأن السوري، أكّد الجانبان أهمية الوصول إلى حلّ سياسيّ للأزمة في سوريا وَفقًا لإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254) لإنهاء المُعاناة الإنسانية للشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص بسوريا.

وفي الشأن الليبي، أكّدا على أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية وَفق قرارات الشرعية الدولية وبما يحقّق الأمن والاستقرار في المنطقة.

مكافحة الإرهاب

  • تعزيز الجهود المشتركة في استضافة الفعاليات المحلية والدولية الثقافية والرياضية
  • الجانب القطري ينوّه بالمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية ورفع المعاناة الإنسانية

وفيما يتعلّق بأفغانستان، أكّد الجانبان على ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين والمتطرّفين فيها، وأكدا على ضرورة استمرار الجهود الدوليّة لمُكافحة الإرهاب. وعبر الجانبان عن أهمية دعم جهود الإغاثة والأعمال الإنسانيّة في أفغانستان. وأشاد الجانبُ السعوديُّ بجهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر لتحقيق السلام في أفغانستان ودورها الحيوي في عمليات إجلاء المواطنين الأجانب وإعادة تشغيل مطار كابول.

  • الجانب السعودي يعرب عن تقديره للدعم القطري لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر
  • تعزيز استفادة البلدَين من الربط الكهربائي وتعظيم الاستفادة من مشاريع قطاعات الطاقة

ومن جانبه، ثمّنَ الجانبُ القطريُّ دعوةَ المملكة لاجتماع وزاري استثنائي لدول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع في أفغانستان الذي سيعقد في جمهورية باكستان الإسلامية بتاريخ 17 /‏‏‏ 12 /‏‏‏ 2021م.

كما أكّدا على أهمّيةِ التعاون والتعامل بشكل جِدّي وفعّال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوّناته وتداعياته بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، والتأكيد على مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدوليّة، وتجنيب المنطقة كافةَ الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

وأثنى الجانبان أيضًا على جهودهما في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، وعلى جهودهما المشتركة في إطار عمل المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب، ومقرّه الرياض.

وعبّر صاحبُ السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، في ختام الزيارة، عن شكرِه وتقديرِه لحضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على ما لقيه والوفد المرافق من حسنِ استقبالٍ وحفاوةٍ بالغةٍ وكرم الضيافة خلال إقامتهم ببلدهم الثاني دولة قطر، ودعوة سموّه لزيارة بلده الثاني المملكة العربية السعودية وعقد الاجتماع السابع لمجلس التنسيق القطري السعودي فيها، بمشيئة الله تعالى.

صدر في مدينة الدوحة 5 /‏‏‏ 5 /‏‏‏ 1443 ه الموافق 9 /‏‏‏12 /‏‏‏ 2021 م.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X