الشبكة العربية تجدد التزامها بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان

الجزائر- الراية:
جددت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان – مقرها الدوحة – التزامها بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 بما تتضمنه من حقوق وحريات، وباعتبارها أحد المراجع الأساسيّة التي تنطلق منها الشبكة العربية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية.
جاء ذلك خلال الكلمة المصوّرة التي ألقاها سعادة السيد سلطان بن حسن الجمّالي المدير التنفيذي للشبكة العربية في الندوة التي نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الجزائر بمناسبة الاحتفال العالمي بيوم حقوق الإنسان الذي يسلّط الضوء هذا العام على «المساواة». وقال الجمّالي: إنّ مبدأَي المساواة وعدم التمييز مترسّخان في صميم حقوق الإنسان، ومقاربة ذلك مع خطة 2030 للتنمية المستدامة ومبدأ الأمم المتحدة بشمول الجميع. وأضاف: إن لمبدأ المساواة ومبدأ عدم التمييز في الشرعة الدولية لحقوق الانسان أهمية كبرى؛ ويعد حجر أساس ومنطلقًا لكافة الحقوق، فهما مبدآن يناهضان التمييز بكافة أشكاله وأنواعه سواء كان مبنيًا على النوع أو الجنس أو اللون أو المعتقد أو الدين أو الانتماء أو أي تمييز مبني على نبذ عنصري آخر. لذلك يتولى القانون الدولي لحقوق الإنسان وضع التزامات يتحتم على الدول أن تحافظ عليها. ونوه بالجدل السائد حول مفهومَي العدالة والمساواة، وأيهما يحقّق ما تصبو إليه التجمعات المهمّشة والفئات الأقل حظًّا مثل النساء والأقليات الدينية والعرقية. مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا مساواة في غياب العدل، وقال: لا يمكن أن يتساوى أبناء المجتمع الواحد في الحقوق والواجبات دون العدل بينهم. ومن هنا تصبح المساواة هدفًا أساسيًا من أهداف قيمة العدل. لافتًا إلى أن هذا الجدل فسره الإسلام بأن الحقوق يجب أن تعطى من منظور العدالة لا المساواة، وقال: إن المساواة التامة بين الرجل والمرأة قد تنطوي على ظلم وتمييز ضد المرأة، وهذا ما تنادي به بعض قطاعات الحركة النسوية في الغرب. وأضاف: لذلك ترفض تلك الحركات فكرة أن تحظى المرأة بنفس شروط العمل التي يحصل عليها الرجال، وذلك لوجود حاجات لديها غير موجودة عند الرجل، كإجازة أمومة طويلة ومدفوعة الراتب، وتوفير مرافق رعاية الأطفال في أماكن العمل والدراسة وإجازات للأمهات العاملات من أجل الرضاعة الطبيعيّة.
وأكد الجمّالي أنه دون الاعتراف بهذه «“الحاجات الخاصة» وتوفيرها لا يمكن القول إن المرأة تحظى بتكافؤ الفرص مع الرجال، وقال: لذلك لا بد من تكافؤ الفرص بالحصول على العمل مع توفير بيئة عمل مساندة للمرأة. وأضاف: المساواة تتحقق عند مُعاملة الجميع بنفس الطريقة، بينما يتحقق العدل عندما يتم مُعاملة الناس وفق احتياجاتهم وليس من الضروري أن تكون مُتساوية، وعلى الرُغم من أن العدل أشمل من المُساواة إلا أن المُجتمع بحاجة لكليهما من أجل الحُصول على مُجتمعٍ ناجحٍ. ودعا المدير التنفيذي للشبكة العربية إلى ضرورة تحقيق المساواة في الكرامة وإعمال حقوق الجميع في الفرص والنتائج من أجل بناء مجتمعات أكثر عدلًا وشمولًا.