التفاصيل الصغيرة حسمت الصراعات المثيرة
«الوقت الإضافي للوقت الإضافي» يقود تونس والجزائر للنهائي
حكما المباراتين قطعا الطريق على اللجوء للحسم بشوطين إضافيين
متابعة- صابر الغراوي:
قبلَ انطلاقةِ مُنافساتِ الدور نصف النّهائي من بطولة مونديال العرب كان هناك شبه اتّفاق بين جميع المتابعين والمراقبين أن لقاءَي هذه المرحلة ستحسمهما بعض التفاصيل الصغيرة وأن أحدًا من المنتخبات الأربعة لن يتمكن من حسم هذا اللقاء بسهولة.
ولم تأتِ هذه التوقعات بصعوبة المنافسة من فراغ ولكنها جاءت نتيجة قوة المنتخبات الأربعة وأحقية كل هذه المنتخبات بالتواجد في الدور نصف النهائي سواء منتخبنا الوطني أو المنتخب الجزائري أو المصري أو التونسي.
وما توقّعه الجميعُ حدث بالفعل بل وحدث أكثر من ذلك أيضًا لأن التفاصيل التي حسمت المواجهتين كانت بالغة «الصغر» وبالغة الدقة لدرجة أن انتصارَي المنتخبين التونسي والجزائري لم يتحققا في الوقت الأصلي ولا حتى في الوقت الإضافي بل تحققا في «الوقت بدل الضائع».
ومما لا شك فيه أن الإثارة وصلت إلى ذروتها في اللقاءين خاصة في اللقاء الثاني الذي جمع منتخبنا الوطني مع نظيره الجزائري وفي الدقائق الأخيرة عندما احتسب الحكم 19 دقيقة وقتًا بدل ضائع دفعة واحدة.
فوز تونسيّ صعب
المواجهة الأولى التي جمعت المنتخبين التونسي والمصري شهدت أفضلية نسبية لنسور قرطاج من حيث الاستحواذ، خاصة في الشوط الأول، مقابل أفضلية للمنتخب المصري من حيث الفاعلية على المرمى أو بمعنى أدق الفرص المهدرة، حيث سنحت للمنتخب المصري أكثر من فرصة محققة للتهديف رغم استحواذ نسور قرطاج على الكرة في وسط الملعب.
وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع احتكام الفريقين للوقت المحتسب بدلًا من الضائع لحسم هذه المواجهة فوجئ التوانسة قبل المصريين بالهدف العكسي الذي أحرزه عمرو السولية في مرماه بالخطأ.
والإثارة في هذا السيناريو هو أن الحكم كان قد احتسب ثلاث دقائق فقط كوقت محتسب بدلًا من الضائع ولكن الهدف جاء في الدقيقة الخامسة.
دقائق مجنونة
أما السيناريو الأكثر إثارة وغرابة فقد حدث في الدقائق المجنونة التي احتسبها الحكم البولندي وقتًا بدلًا من الضائع لمباراة منتخبنا الوطني أمام الجزائر والذي وصل إلى 9 دقائق دفعة واحدة، ورغم احتجاج الجهاز الفني للمنتخب الجزائري على هذا العدد من الدقائق لحظة الإشارة إليها من الحكم الرابع إلا أنه بالرجوع لشريط الشوط الثاني يتبين للجميع أن الإصابات المتتالية للاعبي المنتخب الجزائري والتوقفات التي حدثت بسبب ذلك تجاوزت الدقائق التسع التي احتسبها الحكم.
وإذا كانت الدقائق التسع أثارت دهشة البعض، فإن الدهشة الأكبر يجب أن تكون في الدقائق العشر الأخرى التي احتسبها الحكم للدقائق التسع لأنه من المستحيل أن تكون هذه الدقائق التسع شهدت توقفات تستحق احتساب عشر دقائق أخرى إضافية.
وبشكل عام فقد شهدت أحداث المباراة تفوّقًا جزائريًا نسبيًا على أحداث الشوط الأول، ثم زاد هذا التفوق وضوحًا خلال الفترة الأولى من عمر الشوط الثاني حتى نجح محاربو الصحراء في إحراز هدف التقدم عن طريق جمال بلعمري، وبعدها انتقلت الأفضلية لصالح منتخبنا الوطني بشكل واضح.
وبحث لاعبونا بكل قوّة عن إدراك هدف التعادل ورغم مرور الوقت ورغم ضياع الفرص تباعًا إلا أن أحدًا منهم لم ييأس وواصلوا الضغط المكثف وحاصروا المنافس في وسط ملعبه حتى نجح محمد مونتاري في إحراز هدف التعادل من رأسية أكثر من رائعة وذلك في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع. ومثلما حدث في مباراة مصر وتونس عندما تهيأ الجميع للجوء للوقتين الإضافيين، كان الجميع داخل استاد الثمامة على ثقة تامة بأنه لا بديل عن الوقتين الإضافيين ولكن كان للحكم البولندي رأي مغاير عندما أصر على استمرار اللقاء حتى نجح ياسين براهيمي بذكاء كبير في إجبار عبد العزيز حاتم على ارتكاب خطأ غريب داخل منطقة الجزاء، وبالتالي أشار الحكم باحتساب ركلة جزاء للمنتخب الجزائري.
وزيادة أيضًا في معدلات الإثارة داخل هذه المواجهة الغريبة، نجح حارسنا المتميز في صد ركلة الجزاء لتعود إلى يوسف بلايلي الذي سددها أول مرة وبالتالي لم يجد صعوبة في إيداعها داخل الشباك محرزًا هدف الفوز والتأهل للمنتخب الجزائري.