الواقعية والتجريدية يلتقيان في معرض بمطافئ
الدوحة – الراية:
شهدت مطافئ أمس إطلاق معرض الفنانتين مي المناعي وعبير الكواري وسط حضور جماهيري كبير اشتمل على فنانين ونقاد وإعلاميين، وتضمنت أعمال هذا المعرض عددًا من اللوحات التي تنتمي للفنون الحداثية المتميّزة بمزجها للواقعية مع التجريدية، فيما اجتمعت موضوعاتها في الارتكاز على مجموعة من القصص التي تلعب دورًا أساسيًا في كيفية صياغة الخبرات البشرية وبالتالي تكوين التاريخ، وفي هذا السياق قامت كلتا الفنانتين في معرضهما الذي يقيمه لهما جاليري المرخية بعرض بعض من القصص القديمة التي تؤثر علينا اليوم بعد إعادة صياغتها. هذا ومن المزمع أن يتواصل المعرض المعنون بـ «إعادة صياغة» حتى 28 يناير المقبل. من جانبها أوضحت الفنانة مي المناعي أن أعمالها تتشكل من نابع ما تنتجه قناعتها بأن كل إنسان خلق من أجل تحقيق هدف في الحياة، وهي نفس القناعة التي تمنحها اليقين بأن هدفها في الحياة هو الإبداع، ومن هنا تنبثق إبداعاتها من الصلة بين الكون المحيط و»الكون» الكامن الداخلي، مؤكدة أن الفن هو سبيلها للتواصل مع هذا الكون، وهو الأمر الذي يسمح بتقديم وجهة نظرها الخاصة حول الجمال من حولنا. وتقول الفنانة عبير الكواري: يعتبر سرد القصص من أقدم الفنون التي عَرفتها البشرية، ويزخر تراثنا الشفهي بالكثير من القصص والأساطير التقليدية الشيقة التي تعكس الثقافة القطرية، وتتميز هذه القصص بأحداث ومواقف سُردت بعناية لتأخذنا إلى الحكمة المنشودة، ومن أشهر هذه القصص، قصة «فسيجرة»، والتي اختلفت أحداثها حسب خبرة ومهارة الراوي. وتضيف: إن في معرض إعادة صياغة، تتجلى محاولة جديدة لسرد القصة من زاوية مختلفة، علمًا بأن فسيجرة هي قصة اجتماعية تروي معاناة فتاة يتيمة الأم، تذوق الويلات على يد زوجة أبيها الشريرة، وتنقذها سمكة «الفسكرة» المعروفة أيضًا باسم «بنت النوخذة»، من عذاب ومكايد زوجة أبيها، وتوضح عبير أن البعض شبه قصتنا بقصة سندريلا، ولكن قصة «فسيجرة» تتفوق بأحداثها وجمال حبكتها، فهي لا تنتهي بزواج البطلة من ابن التاجر بل تستمر الأحداث حتى تقع زوجة الأب في شر أعمالها، وتظهر لنا حكمة الرواية في العدالة وعدم استمرار الظلم، وعلى الباغي تدور الدوائر وكل ساقٍ سيسقى بما سقى.