الدوحة- الراية:
تشهدُ المؤسسةُ العامةُ للحي الثقافي كتارا يومَ الأربعاء المُقبل تدشين معرض «هندسة الرمال بطابع معماري قطري» للمهندس المعماري مهند بركات، والمقرّر له أن يتواصل في مبنى 18 حتى يوم 28 يناير المقبل. يركّز المعرض على تأثيرات هندسة الرمال والطابع المميز في العمارة القطرية المستوحى من البيئة المحلية، فيقوم بركات من خلال عددٍ من الأعمال الإبداعية المتنوّعة بتحقيق الشكل الجمالي المتأثر بالطبيعة المتمثلة في الرمال كمصدر إلهام، حيث اعتاد الفنان في أعماله السابقة على نقل عناصر من البيئة الطبيعية المحيطة إلى الشكل الخارجي والحيز الداخلي للتصاميم المعمارية والهندسية النابعة من العناصر الطبيعية، مع توفير الخصوصية وتحقيق البراعة في البناء. ويأتي المعرض ضمن المحطة الفنية التي يمر بها بركات حاليًا، حيث سبق له وقدم العديد من الأعمال التي تنتمي لما هو مستوحًى من الطبيعة، وتمكن من ترك أثر إيجابي لدى جمهور الدوحة عند عرض أعماله في معرض سابق عام 2018، بعنوان «هندسة الطبيعة في التكوين المعماري» والذي عبّر فيه من خلال الأعمال الفنية والتصاميم المعمارية عن دراسة هندسة الطبيعة وما تحتويه من نسب جمالية وخطوط وعلاقات كتل وأسطح ونقاط الارتكاز، مجسدًا أسلوبَ تصميم جديدًا يمكن استخدامه في التكوين والتصميم المعماري الداخلي والخارجي.
ويقول مهند بركات: إنه تمكّن من ابتكار أسلوب فني خاص به يمكن اعتماده سواء في هندسة الديكورات الداخلية أو المعمارية أو المدنية. قائلًا: إنه ينطلق في أعماله من دراسة أشكال الطبيعة لرسم أشكال معمارية متنوّعة. جاء ذلك خلال تصريح سابق له حول هذا الشأن، حيث أكّدَ خلاله على أن الطبيعة عبارة عن مزج بين أشكال هندسية بديعة خلقها الله بشكل معقد جدًا على الرغم من أننا نراها بسيطة جدًا.
وبتأمل أعمال بركات، يمكن لزوار معارضه التي تسير على هذا المنوال أن يستشعروا مستوى الإبداع الذي يتحلّى به الفنان، فهو لئن استوحى أفكاره الأولى من عناصر الطبيعة سواء كانت جغرافية كالجبال والهضاب والسهول، أو حيوانية كالفراشات والأسماك وغيرها، فإنه يكشف عما يتمتع به من حسّ فني عالٍ وخيال لا متناهٍ ينجح من خلاله في التأليف بين البسيط والمعقد وبين الزوايا المنحنية والحادة وبين ماهو أفقي وماهو عمودي، بالإضافة إلى ثنائيات أخرى تلخصها علاقة الإنسان بالطبيعة.