الدوحة – نشأت أمين:
أعلنت الجمعية العامة التأسيسية لشركة «الهدف» للتنمية الزراعية رسميًا تأسيس الشركة بوصفها شركة مساهمة قطرية تضم مجموعة من أصحاب المزارع، ومنتجي الدواجن والثروة الحيوانية والأسماك في قطر، وتستهدف خدمة جميع تلك القطاعات والعمل على إزالة العقبات وحل المشكلات التي تواجه العاملين فيها.شهد اجتماع الجمعية أمس تعيين السيد عبدالله سالم السليطين رئيسًا لمجلس إدارة الشركة والسيد ناصر الخالدي نائبًا للرئيس، وكل من غانم المهندي وعبدالله الكواري وعويضة الكواري أعضاء بمجلس الإدارة.وعبر السيد عبدالله سالم السليطين رئيس مجلس إدارة الشركة في تصريحات صحفية عن سعادته بتأسيس الشركة رسميًا، وخروجها إلى النور معتبرًا أن تأسيسها يُعد مكسبًا كبيرًا لأصحاب المزارع.وأكد السليطين أن أهداف الشركة عديدة، وتنصب في كيفية تحقيق الأمن الغذائي بمفهومه العام وترجمته على أرض الواقع، لافتًا إلى أن هذا الأمر لا يمكن القيام به بين يوم وليلة. وأوضح أن جزءًا من مهام الشركة ومجلس إدارتها يتضمن وضع برامج حسب الأولويات والعمل على تنفيذها، وكذلك العمل على التواصل مع الجهات المعنية في الدولة من وزارات ومؤسسات من أجل إيجاد نوع من التنسيق والتعاون المشترك وتبادل الرؤى والأفكار بما يحقق المصلحة للجميع.
أولويات العمل
وأشار السليطين إلى أن من أولويات عمل مجلس إدارة الشركة في الوقت الحالي هو القيام بإجراء بعض البحوث والدراسات الخاصة بعدد من الأنشطة من بينها الشق الزراعي والحيواني، وكذلك ما يتعلق بقطاع الدواجن، لافتًا إلى أنه على ضوء نتائج هذه الدراسات والبحوث، فسوف يتم وضع الخطط والبرامج اللازمة للتعامل مع هذه المعطيات وحل المشكلات بشكل علمي. ونوه بأن قيام الشركة بتنفيذ هذه الأنشطة بذاتها قد يكون صعبًا بالنسبة لحجمها في الوقت الحاضر، ولذا فإننا سنعمل على الاستعانة ببعض الجهات والمؤسسات البحثية وفي مقدمتها الجامعات للقيام بهذه البحوث والدراسات، مؤكدًا أن الشركة حريصة على أن يكون كل عمل تقوم به قائمًا على أسس علمية مدروسة جيدًا وليست عشوائية.
وأوضح أن النظام الأساسي للشركة ينص على قيامها بتقديم خدمات متكاملة لأصحاب المزارع بشكل عام سواء القطاع الزراعي أو الحيواني أو الدواجن، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تعمل الشركة كوكيل لشركات خارجية سواء فيما يتعلق بالأسمدة أو البذور أو الأدوية البيطرية أو غير ذلك من المجالات، ولن يكون تركيز الشركة في هذه الحالة على الجانب الربحي فقط، لكن القضية بالأساس بالنسبة لنا سوف تكون توفير الخدمة لمن يحتاجها.
النظام الأساسي
وقال ناصر محمد الخالدي نائب رئيس مجلس إدارة شركة الهدف للتنمية الزراعية: إن دور الشركة مكمل لدور الجهات الرسمية في الدولة وليس منافسًا لها على الإطلاق، مشيدًا بالدور الذي تقوم به وزارة البلدية في مساعدة أصحاب المزارع في الكثير من الجوانب، ومنها على سبيل المثال توفير الأسمدة والبذور وغيرها من الخدمات الزراعية الأخرى.
وأكد أن الشركة ليست بديلًا عن الدعم الكبير الذي تقدمه وزارة البلدية، ولكن القطاع الخاص على مستوى مختلف دول العالم يتميز عن غيره من القطاعات بقدرته على السرعة في اتخاذ القرار، وكذلك التعامل السريع من الأحداث ومستجداتها. وأوضح الخالدي أن هناك أولويات عديدة أمام الشركة، منها ما نص عليه النظام الأساسي الخاص بها، بإمكانية إدارة المزارع لصالح أصحابها إذا لم تكن ظروف بعضهم مناسبة لإدارتها بشكل اقتصادي، وكذلك العمل على إنشاء جهاز يتولى تسويق إنتاج المزارع حيث إن الغالبية العظمى من أصحاب المزارع يعانون بشدة من هذا الأمر لدرجة أنهم يتعرضون لمسلسل مستمر من الخسائر التي قد تحول دون قدرتهم على الاستمرار وذلك على الرغم من وجود العديد من البرامج التسويقية.
وأشار الخالدي إلى أن الكثير من المنتجات الزراعية يتم شراؤها من المزارع بأسعار متدنية للغاية، في حين أنه يتم بيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة وبالتالي فإن كلا الطرفين سواء المستهلك أو أصحاب المزارع خاسرون أما المستفيدون فهم الوسطاء.
أسعار المنتجات
وأوضح عبدالله الكواري عضو مجلس إدارة الشركة أن الشركة مساهمة قطرية وأغلب المساهمين فيها هم أصحاب مزارع، مشيرًا إلى أن الشركة سوف تعمل على التوفيق بين احتياجات السوق وأصحاب المزارع، بما يحقق مصلحة المستهلكين والمنتجين على السواء، كما أنها سوف تساعد أصحاب المزارع سواء في الإنتاج أو في إدارة مزارعهم. وأكد أن من أبرز المشاكل التي يعاني منها أصحاب المزارع في الوقت الحالي، الانخفاض الكبير في أسعار المنتجات الزراعية إضافة إلى أن أصحاب المزارع يدخلون الموسم الزراعي في كل عام وهم لا يعلمون الوضع الذي سوف تكون عليه الأسعار في هذا الموسم حتى يقوموا بترتيب أوراقهم بما يتواءم مع الوضع في هذا الموسم.
وأوضح أن فئة معيّنة هي المستفيدة من الأوضاع الحالية للأسعار حيث يقومون بشراء المنتج الزراعي بالسعر الذي يريدونه ويبيعونه بالسعر الذي يريدونه، مؤكدًا أن أصحاب المزارع قد يتحملون الخسارة مرة أو مرتين أوثلاث مرات ولكنهم لا يستطيعون تحملها على الدوام وإذا خسر أصحاب المزارع وانسحبوا من المجال، فإن المجتمع بأكمله سوف يتأثر، لافتًا إلى أن إنشاء الشركة لم يأت ليُلحق الضرر بالمستهلك على الإطلاق، ولكن الهدف من وجودها هو إحداث التوازن في السوق.
أسمدة ومبيداتوأكد غانم المهندي عضو مجلس إدارة الشركة أن إنشاء الشركة من شأنه أن يساعد أصحاب المزارع في الاعتماد على أنفسهم على غرار ما هو سائد في الدول الأخرى، كما أنه سوف يساهم في تلبية احتياجات أصحاب المزارع مثل الأسمدة والمبيدات، وغيرها من الاحتياجات إضافة إلى معاونتهم في التعامل مع المشاكل والصعوبات التي يواجهونها.
وأوضح أن هناك كمًا كبيرًا من المنتجات الغذائية يتم استيرادها من الخارج في حين أن رجال الأعمال والمستثمرين القطريين يمكنهم توفير تلك المنتجات.
ولفت إلى أن الكثير من أصحاب المزارع ليس لديهم استشاريون يوضحون لهم ما إذا كان المبيد أو السماد الذي يستخدمه جيدًا أم لا، ومدى فعالياته مضيفًا أن هناك مزارع بها أشخاص أصحاب خبرة إلا أن خبرتهم قاصرة على المزرعة التي يعملون فيها وسوف تعمل الشركة على تعميم تلك الخبرات بين أصحاب المزارع لكي يستفيد منها الجميع إضافة إلى الاستفادة من البحوث والدراسات التي سوف تقوم الشركة بإجرائها.