متابعة- صابر الغراوي:
يعيشُ الفريقُ الأوّل لكرة القدم بنادي الريان هذه الأيام واحدةً من أسوأ فتراته في تاريخ بطولة الدوري، الأمر الذي يهدّد بكبوة ثالثة لأسود الرهيب في البطولة المحلية الأهمّ للكرة القطرية، ويهدد جماهيره العريضة بسيناريو آخر مزعج ومؤلم يعيد إلى أذهانهم ذاك السيناريو الذي عاشه عشاق الفريق قبل سبعة أعوام.
والحقيقة أنَّ كافة الظروف المحيطة بالكتيبة الريانية تدعو للتشاؤم لدى عشاق النادي وتدعم فكرة إمكانية سقوط الفريق للمرة الثالثة طوال تاريخه في فخّ الدرجة الثانية بعد أن كانت المرة الأولى في موسم 1987 / 1988، ثم كانت المرة الثانية في موسم 2014/2015.
أما الرقم الذي يدعو للتشاؤم بالنسبة لعشاق الرهيب هو أن الفريق الرياني حقق نفس هذه النتائج في القسم الأول من الموسم الذي هبط فيه قبل سبعة أعوام، بل وبسيناريو متشابه إلى حد التطابق بدليل أن الريان في موسم 2013/2014 حصد 12 نقطة في أول 12 جولة، والآن وبعد أن انتهت الجولة ال 12 فإن الريان لم يحصد أيضًا سوى 12 نقطة، وبالتالي فإن رقم 12 قد يكون هو السرّ الأكبر وراء تشاؤم عشاق الرهيب، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أسبابًا أخرى أقرب إلى المنطق تساعد على ارتفاع نبرة التشاؤم في حناجر الأسود.
ولعلّ أول هذه الظروف وأهمها على الإطلاق، غيابُ الروح تمامًا عن الفريق ورغبة الفوز التي تعودنا عليها دائمًا من كتيبة الريان خلال معظم المباريات التي يخوضها الفريق في كل المسابقات المحلية، ولا يخفي على أحد أن هذه الروح غائبة تمامًا عن الفريق منذ انطلاقة منافسات الموسم الحالي.
ويعد عنصر عدم الانسجام هو ثاني الأسباب التي أدّت إلى هذا التراجع، حيث إن مسألة الانسجام والتفاهم بين كل عناصر الفريق غير حاضرة على الإطلاق من كافة الجوانب سواء بين الإدارة والفريق أو بين الجهاز الفني واللاعبين أو حتى بين اللاعبين أنفسهم داخل أرض الملعب.
وبشكلٍ عام فإنَّ عنصر الانسجام والتفاهم والتجانس من أهم العناصر التي تساعد هذا الفريق أو ذاك على تحقيق النتائج الإيجابية، فليس مهمًا أن تتعاقد مع لاعبين كبار، لديهم إمكانات فنية وبدنية هائلة، بقدر ما هو مهم أن تخلق التجانس المطلوب بين هؤلاء اللاعبين.
والقاعدة في كرة القدم دائمًا تؤكد أن أنصاف النجوم إذا حدث بينهم تجانس فإنهم يستطيعون التفوق على أي فريق آخر مدجج بالنجوم، ولكنه غير متجانس.
ولا ننكر بالطبع أنَّ غياب الجماهير عن مساندة الفريق في الفترة الأخيرة يعد من أهمّ أسباب التراجع؛ لأن مثل هذه الأندية سواء الريان أو العربي أو غيرهما من الأندية التي تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، تزداد توهجًا في حضرة جماهيرها الغفيرة، ولكن لا يمكن أن نحمّل الجماهير العبء الأكبر لأنه في الوقت الذي يعاني فيه الريان من الدخول في دوامة الهبوط نجد أن فريقًا مثل السد يعزف منفردًا في صدارة جدول الترتيب، وحتى العربي الغائب عن منصات التتويج منذ فترة طويلة فإنه يتواجد في المربع الذهبي على أقل تقدير حاليًا ونفس الحال بالنسبة للغرافة.
ورغم أن الوقت ما زال مبكرًا للحديث عن مسألة الهبوط أو حتى دوامة الهبوط إلا أن سوء نتائج الفريق الرياني في بطولة الدوري أعاد إلى الأذهان الذكرى القريبة بالهبوط قبل سبعة مواسم، والذكرى البعيدة بالهبوط قبل 14 عامًا.
والعجيب أن هبوط الريان للمرة الأولى في تاريخه موسم 87/88 كان مفاجئًا -لا سيما أنه جاء بعد موسم واحد من الفوز بدرع الدوري العام- ووسط دهشة المتابعين والنقاد، وحسرة الجماهير الريانية على فريقها.
والأعجب أنه عندما هبط الريان في موسم 2013/2014، عاد الفريق بعدها للدرجة الأولى في موسم 2015/2016 وحصد لقب بطولة الدوري بجدارة وبفارق كبير جدًا عن أقرب الملاحقين وهو فريق الجيش، حيث حصد الريان وقتها 62 نقطة مقابل 48 للجيش الوصيف.
والعجيب أيضًا أنّه في هذا الموسم الذي حصد فيه آخر ألقابه في بطولة الدوري حصد 33 نقطة بعد الجولة 12 عندما فاز في أول 11 مباراة بشكل متتالٍ، وكان الأكثر عجبًا هو أن الجولة 12 تحديدًا هي التي شهدت الخسارة الأولى للرهيب في هذا الموسم الذي توج فيه بآخر ألقابه وذلك عندما خسر من السد 2/1 بعد 11 فوزًا متتاليًا، ما يعني أن سرّ الرقم 12 سيبقى حاضرًا مع الريان في أهمّ محطاته.