سكاكين «بورصة».. جودة تضاهي السيوف اليابانية
بورصة- الأناضول:
تزايدَ مؤخّرًا الطلب على سكاكين الطهاة التي يجري إنتاجُها بوسائل تقليدية في مدينة بورصة التركية (غرب)، بسبب جودتها وشهرتها العالمية.وشهد فنّ الطهي مؤخّرًا تطورات مهمة مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعرض الطهاة المحترفون أو الهواة مهاراتهم في التقطيع والطهي إضافة إلى السكاكين التي يستخدمونها. ومع هذا الانتشار ازداد الطلب عالميًا على السكاكين التقليدية المعروفة باسم «سكاكين بورصة»، التي استخدمها طهاة مشهورون في العديد من مسابقات الطهي ومقاطع الفيديو المنشورة على مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وتجذب سكاكين بورصة ذات المؤشر الجغرافي (علامة تستخدم للسلع التي لها منشأ جغرافي معيّن وسمات أو خصائص محددة)، اهتمام الطهاة المحترفين والهواة على حدّ سواء.تتميز سكاكين بورصة التقليدية بجودتها وصلابتها، حيث يتم إنتاجها بنفس الطريقة التقليدية المستخدمة في صناعة السيوف اليابانية، من ناحية تسخين المعدن في فرن يعمل بواسطة الفحم والطرق على السندان والتبريد بالماء.وقال الحرفي التركي عصمت شريف، أحد الحرفيين القلائل الذين يعملون في مجال صناعة سكاكين بورصة: إن الفرق بين استخدام سكاكين بورصة التقليدية والسكاكين العادية الأخرى يشابه الفرق بين نكهة الأطباق المطهية في أفران حجرية والأخرى المطبوخة في أفران كهربائية. وأضاف شريف: إنه بدأ عمله في مجال صناعة سكاكين بورصة التقليدية عام 1963 كمتدرب مع شقيقه، وأنه بدأ معه في إنتاج السكاكين التقليدية لحسابه الخاص في عام 1971. وتابع: صنعت الوشم الخاص الذي يرمز لورشتي. لقد نجحت في تطوير عملي وهذه المهنة التي تمثل بابَ رزقي. في عام 1983، انفصلت عن أخي وفتحت ورشتي الخاصة، وواصلت فيها صناعة وبيع السكاكين التقليدية. وأشار شريف إلى أنّ التطورات التي يشهدها قطاع الطهو خاصة بعد انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، انعكست بشكل إيجابي على مجال صناعة الأدوات المطبخية بشكل عام وصناعة السكاكين التقليدية بشكل خاص. وأردف: مع الوقت، تحولت سكاكين بورصة التقليدية إلى ركن رئيسي من أركان قطاع الطهي وفنونه، لذلك فإن هذه السكاكين تحولت إلى أداة للطهاة المحترفين والهواة على حدّ سواء. وأكد أنّ سكاكين بورصة التقليدية هي سكاكين محمية بموجب المؤشر الجغرافي الذي تتمتّع به، وأنها حاصلة على براءة اختراع نظرًا لجودتها. وأضاف: القطاع يعاني اليوم من نقص كبير في اليد العاملة الخبيرة، خاصةً بعد رحيل كبار الحرفيين عن هذه الدنيا.