«الوثائقية» جوهرة تتلألأ على تاج الجزيرة
القناة قدمت إضافة نوعية لصناعة الوثائقيات العربية
أحمد محفوظ: ننحاز للإنسان العربي ولمفردات ثقافته

الدوحة- هيثم الأشقر:
احتفلتْ قناةُ الجزيرة الوثائقيَّة أمس بالذكرى ال15 لانطلاقتِها، والتي تقام هذا العام تحت شعار «15 عامًا من الوثائقيات». وشهدت سينما نوفو اللؤلؤة بالدوحة، حفلًا خاصًا للعرض الأوَّل لفيلم «أصل الحكاية»، الذي يروي قصة إنشاء قناة الجزيرة الوثائقيّة منذ انطلاقها في 2007، وذلك بحضور الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، والسيد أحمد محفوظ مدير القناة، وعدد من مديري الإدارات بشبكة الجزيرة الإعلامية.
وفي كلمته خلال الحفل، أكّدَ الدكتور مصطفى سواق على أنَّ مسيرة قناة الجزيرة الوثائقية لا تنحصر في كونها محطةً تلفزيونيةً تقدم أفلامًا وثائقية، بل قيمتها تبرز في الإضافة النوعية التي تقدمها كونها واحدة من فروع شبكة الجزيرة الإعلامية، التي أصبحت دوحة ضخمة بكل ما تمتلكه من مؤسسات، مشيرًا إلى أنَّ «الوثائقية» واحدة من هذه الجواهر التي تتلألأ على تاج الجزيرة.
وتوجَّه د. سواق بالشكر لكل العاملين بالقناة على الجهود التي يبذلونها من أجل تطوير العمل، وتوفير هذا الإنتاج الغزير نسبيًا في ظل الموازنات المالية المتاحة لهم. موضحًا أنَّ العالم العربي كان يفتقد هذا النوع من الأفلام الوثائقية، وبهذا المستوى من المهنية والاحترافية، ما جعل الجزيرةَ الوثائقية مدرسةً في هذه النوعية، مثل قناة الجزيرة التي أصبح منهجها مدرسة إعلامية يشهد لها الجميع. كما توجه بالشكر لشركات الإنتاج التي تساهم في إمداد الوثائقية بأفلام نوعية، مؤكدًا على أن هذه الشركات هي جزء من نجاح القناة، لأنها ساهمت في تطويرها وتطوير مهارات العاملين فيها.
من جانبه، أكَّدَ مُدير القناة أحمد محفوظ على أنَّ الجزيرة الوثائقية ليست مجرد قناة تعرض أفلامًا وثائقية فقط، بل هي مشروع ثقافي متعدد المنافذ خرج من بوتقة عربية ليخدم الإنسان العربي بشكل أساسي، فالجزيرة الوثائقية هي مشروع ثقافي، وليست قناة تلفزيونية تعرض أفلامًا وحسب.
مُضيفًا: استطاعت الجزيرةُ الوثائقية صناعة التأثير على مدار 15 عامًا، بمعنى أنها استطاعت أن تؤثر في المشاهد العربي وتغير من ذائقته، واستطاعت كذلك أن تُعيد الروح إلى صناعة الفيلم الوثائقي. وفيما يخص الجانب الكَمِّي، قال: أنتجنا على مدار 15 عامًا أكثر من ألفي عنوان فيلم وثائقي، إضافة إلى بث ما يزيد على 2500 ساعة تلفزيونية، وهو رقم ليس بسيطًا، خصوصًا، إن وضعناه في إطار قلة الميزانيات المتوفرة، إضافة إلى العناصر التي تتحكم في صناعة الإنتاج على مدار السنوات التسع الماضية.
وتابع حديثه قائلًا: 15 عامًا مضت على انطلاقة قناة الجزيرة الوثائقية، أهم ما فيها هو الثبات على رؤية واستراتيجية القناة التي تنحاز إلى الإنسان العربي ولمفردات الثقافة العربية، وحاولت جاهدة أن تضع هذه المفردات بشكل دائم على شاشتها.
وحول فيلم «أصل الحكاية»، أشار إلى أنه كانت هناك رغبة في تقديم عمل مثل هذا منذ فترة طويلة، لكنْ ثمة أسباب كثيرة حالت دون ذلك، وأهمها عدم إدراكنا أننا قد استكملنا ثمرة معينة بالنسبة لإنجازات الجزيرة الوثائقية، ولكننا رأينا أنه من منطلق كوننا قناة توثيقية، فعلينا أن ننتج عملًا يوثق مسيرتنا الحافلة التي امتدت على مدار 15 عامًا، حتى يكون هذا العمل تجميعًا لبعض المعطيات التي ساهمت في تألق قناة الجزيرة الوثائقية.
يُشار إلى أنَّ الفيلم من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، وإخراج محمد المنجي، ويَعرض في قالب تشويقي، أهم المحطات التي مرت بها القناة حتى أصبحت اليوم من أبرز القنوات المتخصصة في مجال الوثائقيات على الصعيد العالمي. ويسلط الفيلم الضوء على التطور الفني والزمني وأهم الاستراتيجيات التي انتهجتها القناة خلال عقد ونصف، ويتضمن مقابلات مع مجموعة من المخرجين والمنتجين الذين تعاونوا مع القناة خلال السنوات الماضية.