المنبر الحر
ما زالت أمامي صغيرتي المدلّلة

ذكريات الأمس.. لن تُنسينا موعد الفراق

بقلم/ د. حنان شريف القبج:

لم أكن أتصور أنني أستطيع فراق «لانا» فقد أصابني حزن كبير ليلة انتقالها إلى الفندق يوم زفافها كل دقيقة كل ثانية تمنيت أن أحكيها لأرجعها لحضني.. لغرفتها. كان يومًا صعبًا فبعد أن تركتني، وإخوتها يبكون، كرهوا زوجها لأنه اختطفها منهم، على حد تعبير مجد الصغير.. بكيت بكاء شديدًا.. «لانا» تنام بمكان آخر.. وتوجهت إلى بلد بعيد بعيد جدًا إلى أروشا.. تنزانيا.. قوية الشخصية..«لانا» .. انهارت بكت طيلة الرحلة ساعات وساعات وهنا بدأتُ يوميًا أسرح وأفكر.. كنت فرحة لأن ابنتي أصبحت عروسًا، ومهمومة لفراقها، مر أمامي شريط الحياة وذكريات الأمس فما زالت أمامي صغيرتي المدلّلة «يا الله وكبرنا يا أمي».. كل أغاني الحزن مرت في خاطري.. الوداع والفراق ووحدتي وصديقتي.. لكن صديقتي أصبحت صاحبة بيت مستقل.. كل السيدات اللواتي يكبرنها أصبحن يشاورنها في كل صغيرة وكبيرة، أصبحت مرشدة للسيدات الكبار هذا يرجع إلى قوة شخصيتها.. إلى تربيتها.. إلى تجربتها الماضية.. شخصية نادرة، حملت وأنجبت زيد وذهبتُ لتنزانيا عندها ورأيت سعادة وذوقًا لم أتصوره.. يا حبيبتي يا عمري أصبحتِ أمًا حنونة، وقد كنت حنونة عليّ وعلى والدك وإخوتك، حماك الله ورعاك، أسعدت قلبي رأيت نفسي فيك.. كان بيتك نفس ذوقي ولكنك والله تفوقت عليّ، وعلى من هم في مثل سني.. يا الله أكلتُ مما تصنعين لم أر «شيف» مثلك.. سعادتك هي سعادتنا ابتسامتك هي ابتسامتك.. زيد هو ابننا.. يا حبي هكذا الأمهات هل لهن مثيل؟ بالطبع لا.

«لانا» .. أوصيك خيرًا بزوجك بأخلاقك بمعاملتك للناس للصديقات لصلاتك لبيتك.. بأهل زوجك أولًا وأخيرًا فقد تعبوا عليه مثل ما تعبنا عليك.. لا تسمعي كلام من تسيء للناس وللأهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X