رحلة شاقة إلى اللقب الموشح بالذهب
النهائي الأول من نوعه يضع الكأس بين قبضتَي الدحيل والغرافة
الفريقان توّجا باللقب من قبل 10 مرات 7 منها للفهود و3 للطوفان
متابعة- صابر الغراوي:
تستعدُّ بطولة كأس الأمير للمشهد الختامي في نسختها الـ 50، ومنذ انطلاقتها يركز كل فريق على تدوين اسمه جنبًا إلى جنب مع هذا الرقم الخاص للبطولة، باعتبار أنه سيبقى حاضرًا في أذهان جميع المتابعين لعقود طويلة.
ويسعى الدحيلُ لتحقيق الفوز وحصد اللقب للمرة الرابعة في تاريخه خاصة أن الفريق تأهل للمباراة النهائية في ثلاث مناسبات قبل ذلك وحقق خلالها العلامة الكاملة، وبالتالي يريد استكمال هذه المسيرة الناجحة والتي بدأها بلقب 2016 على حساب السد، ثم لقب 2018 على حساب الريان وأخيرًا لقب 2019 على حساب السد مرة أخرى.
وفي المقابل يدخل الغرافة المباراة آملًا تحقيق اللقب الثامن له في تاريخه والغائب عنه منذ آخر ألقابه الذي حقَّقه عام 2012 بعد فوزه على السد بركلات الترجيح، أما الألقاب الستة الأخرى فحصدها أعوام 1995 و1996 و1997 و1998 و2002 و2009، كما أنه خسر أربعة نهائيات أخرى أعوام 1999 و2006 و2008 و2011.
وعلى الرغم من أن الطوفان ظهر في الدرجة الأولى بين أندية الكبار قبل 12 عامًا كاملة، إلا أنَّ هذه هي المرة الأولى التي سيلتقي فيها فريق الغرافة في المباراة النهائية.
وعلى الرغم من التفوُّق الكاسح الذي سجله فريق الدحيل في بطولات الدوري منذ أن تأهل للدرجة الأولى إلا أنه لم يتمكن من التأهل لنهائي كأس الأمير خلال تلك الفترة سوى ثلاث مرات فقط. والمفارقة الأهم التي يركز عليها أنصار الفريق الدحلاوي هي أن الدحيل لم يفرط في اللقب في أي مرة صعد فيها إلى النهائي ووصوله إلى المباراة النهائية يعني تتويجه باللقب دائمًا مهما كانت الصعوبات ومهما كان حجم المنافس.
وخلال هذه النهائيات الثلاثة التي خاضها الطوفان حصد اللقب الغالي في المرات الثلاث، لقبان منها على حساب السد ولقب على حساب الريان.
وكانت البداية مع نسخة 2016 والتي لعب فيها الدحيل نهائي أغلى الكؤوس لأول مرة في تاريخه، ونجح خلالها في الفوز بالبطولة بعد تفوقه على السد بركلات الترجيح 4-2، وذلك بعد أن انتهى الوقت الأصلي بهدفَين لكل فريق.
والمرة الثانية حدثت في عام 2018 عندما التقى الدحيل مع الريان في المباراة النهائية، وفاز أيضًا بهدفَين مقابل هدف واحد ليتوج باللقب للمرة الثانية في تاريخه.
وحقق اللقب الثالث له في نسخة 2019 عندما التقى مجددًا مع السد في النهائي ويومها حقق فوزًا عريضًا وبأربعة أهداف مقابل هدف واحد، ولم يصعد الدحيل للنهائي في النسختَين الأخيرتَين. أما بالنسبة لفريق الغرافة فيعتبر هو أحد أكثر الأندية تتويجًا بلقب أغلى البطولات، ويحتل المركز الثالث في قائمة الأندية التي حصلت على العدد الأكبر من هذه الألقاب برصيد سبع بطولات خلف السد والعربي.
وفي حالة نجاحه في التتويج بلقب البطولة في موسمها الحالي فإن فريق الغرافة سيتمكن من معادلة رقم العربي الذي يحتل المركز الثاني برصيد 8 بطولات. وعلى الرغم من أن فريق الغرافة من أكثر الفرق تتويجًا بلقب كأس الأمير إلا أنه لم يتمكن من الصعود إلى النهائي خلال الأعوام العشرة الأخيرة. وكان آخر ظهور للفهود في المباريات النهائية في نسخة 2012 ويومها تمكن الفريق من التتويج بلقبه السابع، حيث التقى مع فريق السد في النهائي وانتهت المباراة بالتعادل السلبي قبل أن يحسم الغرافة اللقب بركلات الترجيح وبنتيجة 4-3.
165 هدفًا في جميع النهائيات
من خلال الأرقام المهمة في بطولة كأس سُموِّ الأمير نجد أن جميع النهائيات التي أُقيمت في السابق وعددها 49 مباراةً أُحرز فيها 165 هدفًا، بواقع 3.3 هدف في كل مباراة، وهي نسبة كبيرة تؤكد أن اللعب الهجومي هو الذي كان مسيطرًا على أغلب المباريات النهائية، خاصة التي أُقيمت في السنوات العشر الأولى من البطولة. وهنا يجب التذكير بأنَّ هناك 8 مباريات في النهائي فقط انتهت بالأشواط الإضافية، كما أنَّ هناك 4 نهائيات متتالية انتهت نتيجتها بركلات الترجيح وكانت في مواسم (2005-2006-2007-2008). وتعتبر أعلى نسبة تهديف شهدتها مُباريات النهائيات عام 1973 في البطولة الأولى التي فاز بها فريقُ الأهلي، حيث فاز وقتها على الريان بستة أهداف مُقابل هدف.
يقودهما كاسترو وستراماتشوني من خارج الخطوط
كتيبتان مدجّجتان بالنجوم في كافة المراكز
يَرَى الكثيرون من مُتابعي الشأن الكُروي في قطر أنَّ كفَّة الدحيل قد تكون أرجح -نظريًا- خلال المُواجهة الفنية التي تجمع بين الفريقَين داخل أرض الملعب عطفًا على نتائجهما في كافة البطولات خلال الأعوام الأخيرة، وعطفًا على نتائج المباريات الخاصة بين الفريقَين، ولكن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن كتيبة المدرب الإيطالي أندريا ستراماتشوني لديها من الرغبة والروح والإصرار ما يجعل فريق الفهود ندًا قويًا للطوفان في هذا اللقاء، بل هو قادرٌ على قلب الطاولة على منافسه في أي وقت من أوقات اللقاء وخطف اللقب الكبير.
ويملكُ المدربُ الإيطالي مجموعةً من اللاعبين المُتميزين في كافة الخطوط بداية من الحارس الدولي يوسف حسن ومرورًا بالمهدي علي وسعيد الحاج قائدَي خط الدفاع، وأمامهما لاعبون بحجم جابريل بيريس ومهدي تاهرات وشيخ دياباتي، فضلًا عن أبرز لاعبي الغرافة في الموسم الحالي الجزائري سفيان هني. وفي المقابل فإن كتيبة الدحيل التي يقودها البرتغالي لويس كاسترو من خارج الخطوط، مدججة بالنجوم ولديها أفضلية واضحة في كل المراكز، ولعل التفوق الكاسح في بطولة الدوري خلال الفترة الأخيرة أكبر دليل على ذلك، وبالتالي فإن أنصار الدحيل يدركون جيدًا أن الفريق لو ظهر بحالته الطبيعية فإن أحدًا لن يتمكن من الوقوف أمامه أو منعه من الوصول إلى لقب أغلى الكؤوس.
أما تشكيلة الدحيل فحدث عنها ولا حرج بداية من الحارس الشاب صلاح زكريا، وأمامه المخضرم توبي ألدرفيريلد، وبسام الراوي، ثم فرجاني ساسي، ونام تاي هي، وكريم بوضياف، وأمامهم مايكل أولونجا، وأدميلسون، ومعز علي.