فنون وثقافة
خلال حفل ختام مهرجان الدوحة المسرحي

وزير الثقافة: المسرحيّون دُعاة معرفة وحوار

مسؤوليّة المسرحيّين تجاه المجتمع تتوسّع يومًا بعد يوم

نسعى لفسح المجالِ للشّباب للإبداع المسرحي

حريصون على توفير البيئة المناسبة لدعم المسرحيين

«قصة حب دانة» تحصد جائزة أفضل عرض متميز

الدوحة – أشرف مصطفى:
أكد سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة أن المسرح في يومه العالمي يشهد التقاء أهل المسرح بالمثقَّفين وبجمهورٍ من مختلف الشّرائح الاجتماعيّة والمشارب الفكريّة، وليرسّخ طابع الحوار الذي عُرف به هذا الفنّ منذ القديم، فيكونَ المسرحُ مُصغيًا لقضايا المجتمع وتكون الخشبةُ فضاءً لتنوّع الأشكال الدراميّة، ويكون المسرحيّون دُعاة معرفةٍ وحوارٍ. وقال سعادته في كلمة ألقاها في ختام مهرجان الدوحة المسرحي إن مسؤوليّة المسرحيِّين تجاه المجتمع تتوسّع يومًا بعد يومٍ، مؤكدًا على أن المسرحيّين القطريّين قد أثبتوا على امتداد خمسة عقود قدرتهم في الاتّصال بالجمهور من خلال الاستجابة لتحدِّياتهم وعملهم على رفع الذّوق الفنّي وتطوير الوعي الاجتماعي. وقال سعادته: نحتفل باليوم العالمي للمسرح لنُجدّدَ إطلاق رسالة المسرح ولنؤكّد على أهمية اكتشاف المواهب وفسح المجالِ للشّباب للإبداع المسرحي، في مُناخ تواصل الأجيال ونقلِ التجارب. وأعرب عن سعادته لاستعادة المسرح العالمي نشاطه بعد أنْ بدأت غمامةُ المرحلة الاستثنائيّة تتبدّدُ، مشيرًا إلى أن حركة المسرح القطري التي لم تتوقّف عن العطاء ستتجدّدُ لتأدية مهمّتها الاجتماعية والجماليّة خاصّة بعد عودة مهرجان الدَّوحة المسرحي. وأردف قائلًا: إننا حريصون على توفير البيئة المناسبة لدعم المسرحيين وتيسير قيامهم برسالتهم النّبيلَة. لنجعل من المسرح مرآة حياتنا، بقضاياها وآمالها وأحلام الأجيال القادمة، مؤكدًا على مواصلة العمل لجعل المسرح مدرسة المثل العليا التي تعزّز هويّتنا الوطنيّة وتساهم في نهضة مجتمعنا.
وقد شهد مسرح الدراما في كتارا حفل الإعلان عن جوائز مهرجان الدوحة المسرحي بقسميه الجامعي ومسابقة الفرق، وقام أعضاء لجنة التحكيم بالإعلان عن الفائزين بمسابقة الجامعات والمعاهد، وتوّجهم سعادة وزير الثقافة، ففازت لولوة النصر من كلية المجتمع في فئة أفضل ممثلة، كما فاز عبدالله الملا بجائزة أفضل ممثل، وحصل على الجائزة التشجيعية التي حملت اسم الفنان عبد العزيز جاسم عائشة العيش، وعبدالله كساب، وفاز بجائزة أفضل سينوغرافيا عرض «ما وراء سينتارا» لجامعة قطر وفاز بجائزة أفضل إخراج فيصل العذبة عن عرض «ما وراء سينتارا»، وفاز العرض المسرحي «ما وراء سينتارا» بأفضل عرض متميز. وفي مسابقة الفرق الأهلية فاز ناصر حبيب بجائزة أفضل ممثل عن عرض «الغبة» وفازت زينب العلي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «قصة حب دانة»، بينما فاز بأفضل ممثل دور ثان فيصل رشيد عن دوره في مسرحية «الغبة»، وفازت العنود الخوري بجائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها في مسرحية «قصة حب دانة»، وفاز ذات العرض بجائزة أفضل سينوغرافيا، وفاز مخرجه الفنان حمد الرميحي بجائزتي أفضل إخراج وأفضل نص مسرحي . وفاز بأفضل عرض متميز فرقة الوطن المسرحية عن «قصة حب دانة».

 

  • ناصر حبيب أفضل ممثل وزينب العلي أفضل ممثلة

  • «ما وراء سينتارا» أفضل عرض في المسرح الجامعي

  • عائشة العيش وعبدالله كساب يفوزان بجائزة عبدالعزيز جاسم

 

لمسة وفاء بتكريم رواد المسرح

قام سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة بتكريم الفنان علي حسن على مجمل عطائه الفني، كما تم تكريم رؤساء المسرح السابقين، حيث تم تكريم اسم الفنان الراحل محمد عواد، والفنان سالم ماجد المرزوقي، والفنان صالح المناعي، والفنان حمد الرميحي، والفنان سنان المسلماني، والفنان سعد بورشيد، والفنان أحمد المفتاح، والفنان صلاح الملا. كما شهد الحفل كذلك تكريم عدد من فناني الفرق المسرحية حيث تم ترشيح فنانين من قبل كل فرقة، فمن فرقة قطر المسرحية تم تكريم كل من الفنانين سيار الكواري وناصر عبدالرضا، ومن فرقة الدوحة الفنانين خليفة جمعان ومحمد حسن المحمدي، ومن فرقة الوطن الفنانين عبدالله غيفان، وسعيد المناعي. وكان الحفل قد بدأ بعرض فيلم وثائقي تم من خلاله استعراض جهود مركز شؤون المسرح خلال الفترة الأخيرة، حيث تم تسليط الضوء على ما تم تقديمه من ورش وعروض وأنشطة مختلفة وكذلك ما يتم حالياً من أرشفة رقمية للإرث المسرحي، وهو الإرث الأرشيفي من سبعينيات القرن الماضي وحتى عام 2022. أعقب ذلك كلمة اليوم العالمي للمسرح والتي ألقاها عدد من الفنانين حيث حرص مركز شؤون المسرح على اختيار ممثل عن الرعيل الأول وجيل الوسط والجيل الجديد، وهم الفنانون: هدية سعيد وخالد عبد الكريم الحمادي وفيصل رشيد.

 

«نجمة» ومشوار المسرح القطري

واحتفى المهرجان في ختامه بمرور ٥٠ عامًا على المسرح القطري بتقديم عرض فني بعنوان «مسرح نجمة» تم من خلاله الحديث عن مشوار المسرح القطري بدءًا من مسرح نجمة، وقد اشتمل العرض على عدد من الاسكتشات المسرحية التي تخللتها أغنيات تعبر عن ما للمسرح من قدرة وتأثير على المجتمع، وخلال الفواصل التمثيلية تم الحديث عن مسرح الكشافة ومسارح الفرجان باستعراض الطريق الذي وصل إلى تحقق الحلم بولادة أول فرقة مسرحية مكتملة العناصر من دار المعلمين، ثم تم الانتقال بالحوار للكشف عن أهم محطات وأحداث المسرح القطري، كما تم ذكر عدد من المسرحيات التي تم تقديمها مرورًا بتأسيس فرقة السد ثم فرقة الأضواء وإعادة الفرقة الشعبية للتمثيل وغير ذلك من محطات. والعرض رؤية ونص الفنان حمد الرميحي، تمثيل خالد الحميدي، أحمد ميا وأداء غنائي حمزة الفضلاوي ويسرا محمد وإخراج إبراهيم علي. أعقب ذلك عرض فيلم قصير تم من خلاله استعراض عدد من أسماء الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا بعد أن قدموا الكثير للساحة المسرحية.

لجنة التحكيم: عودة المهرجان إضافة لمسيرة الثقافة

ألقى الدكتور أحمد عبد الملك كلمة للجنة التحكيم، تم الإعلان خلالها عن التوصيات، استهلها عبد الملك قائلًا: هذه ليلة من ليالي قطر، يفتح فيها المسرح ذراعيه لاحتضان المواهب وتكريمها، ولا شك أن قرار عودة المسرح هو إضافة لمسيرة الثقافة في وطننا العزيز، ولعل أهم ما يحققه المسرح هو التلاقي المحمود بين جيل الرواد وجيل الشباب الذين أثبتوا جدارة في هذه الدورة، ووجه عبد الملك الشكر للقائمين على المهرجان، ثم أعلن عن التوصيات، حيث قال إن لجنة التحكيم قد رأت بعد مداولاتها وحضورها جميع العروض التالي: أن تقترح إطلاع الفرق المشاركة في المهرجان على فئات الجائزة وشروطها، ضرورة إقامة ورش وندوات متخصصة في الفن المسرحي في الجامعات والمعاهد والفرق الأهلية، أهمية حضور الفنانين الرواد لعروض المهرجان بهدف تشجيع الفنانين الشباب وتحفيزهم، ضبط أداء الممثلين على المسرح وضرورة الالتزام بتعليمات المخرج واتجاهات النص، وكذلك دعوة الفنانين الرواد إلى إلقاء محاضرات في الجامعات والمعاهد والفرق الأهلية بقصد نقل خبراتهم وتفاعلهم مع الفنانين.

الصديقي: المهرجان لن يكون بديلًا عن الموسم المسرحي

قال السيد عبدالرحيم الصديقي مدير مركز شؤون المسرح، إن احتفالية المركز هذا العام جديدة من نوعها، حيث تعيد الحراك إلى المشهد المسرحي بعد فترة وباء كورونا الذي تسبب بإيقاف الحياة المسرحية في العالم بأسره.
وأضاف الصديقي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية: إن الاحتفالية «أعادت الحياة إلى مهرجان الدوحة المسرحي بعد انقطاع دام خمس سنوات»، موضحًا أنها ضمت أيضًا مهرجان المسرح الجامعي (شبابنا على المسرح) ومهرجان الدوحة المسرحي الذي قدمته الفرق القطرية الثلاث، وبذلك شكلت ربطًا بين الجيل الجديد وجيل من سبقوه ومهدوا الطريق للحركة المسرحية.
وأكد الصديقي أنه لن يكون المهرجان بديلًا عن الموسم المسرحي، على العكس هناك تفكير بأن يعاد تقديم مسرحيات مهرجان الدوحة، بالإضافة إلى عروض أخرى ينتقيها المركز وتساهم فيها الفرق والشركات الخاصة.

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X