متحف قطر الأولمبي والرياضي أول متحف في الشرق الأوسط مخصص للإنجازات الرياضية

الدوحة – قنا :
أكدت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، أن متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1 الذي تم افتتاحه اليوم، يعد أول متحف في منطقة الشرق الأوسط مخصص للإنجازات الرياضية، من أجل التعرف عن كثب على الدور البالغ الأهمية الذي تؤديه الرياضة في مجتمعنا وفي حياة كل واحد منَّا. كما أنه المؤسسة العربية الوحيدة التي انضمت إلى شبكة المتاحف الأولمبية العالمية.
وقالت سعادتها ، في كلمة لها أثناء حفل افتتاح متحف قطر الأولمبي والرياضي، ” تؤكد هذه العضوية على التزام دولة قطر بقِيَم الحركة الأولمبية الحديثة، والتي تُقِر بالإمكانات التي تنطوي عليها المنافسة الرياضية في رفع المعنويات، وتعزيز روح التعاون بين الناس، وتشجيعهم على تبني نمط حياة صحي ومُنتج”.
ويُعد متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1، أحدث عضو في شبكة المتاحف الأولمبية، وأحد أكثر المتاحف المخصصة للرياضة ابتكارًا وتقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم، إذ يأخذ زواره في رحلة ملهمة لا تُنسى عبر تاريخ وإرث الرياضات حول العالم والألعاب الأولمبية. فمن خلال فضاءاته وبرامجه التفاعلية، يهدف المتحف إلى إلهام وإشراك زائريه، وتشجيع الجمهور على المشاركة في الرياضات والأنشطة البدنية.
وتبلغ مساحة المتحف، الذي صمّمه المهندس المعماري الإسباني خوان سيبينا، 19 ألف متر مربع، ما يجعله أحد أكبر المتاحف الأولمبية، ويقع في استاد خليفة الدولي، التابع لمؤسسة أسباير زون في قطر، وسيكون هذا الملعب، الذي شيّد في الأصل عام 1976، أحد الملاعب المستضيفة لمباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد بن علي آل ثاني، رئيس متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1: “يدعم المتحف الذي يُعد أحدث مؤسسة في عائلة متاحف قطر، ركيزة التنمية البشرية في رؤية قطر الوطنية 2030، وإنه لتأكيد للدور الأساسي الذي تضطلع به الرياضة في رعاية رأس المال البشري وتأمين مستقبل زاهر ومستدام. ففي الأعوام الأخيرة، عززت دولة قطر دورها كمركز رياضي دولي رئيسي، وإن الكشف عن متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1 لَلحظة تاريخية ملؤها الفخر بما أنجزناه في متاحف قطر.”
وأردف سعادة الشيخ محمد قائلًا: “إنه لشرف عظيم أن نحتفي بثقافة الرياضة في دولة قطر، وأن نكون سَندًا لوطننا في تعزيز مطامحه كمساهم رئيسي في التنمية الرياضية المستدامة”.
من جهته، قال سعادة الشيخ جبر بن خالد آل ثاني مدير نادي قطر لسباق السيارات والدراجات النارية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، “إن دولة قطر يوما بعد يوم في تقدم في كل المجالات ومن بينها المجال الرياضي، وهي الآن عاصمة الرياضة، وخلال شهور، فإن أنظار العالم ستتجه إلى دولة قطر لمتابعة الحدث العالمي كأس العالم FIFA قطر 2022 .
وأوضح أن الإنجازات في السابق لم تكن مدونة. والآن فإن المتحف سيحتضن هذا الإرث، ويطالعه الأبناء والأقارب والأصدقاء وكل الناس.
وأكد سعادته أن متحف قطر الأولمبي لا يقتصر على الجانب التوثيقي فحسب، بل إن الجانب التعليمي مهم، وهو مكتبة رياضية قائمة بذاتها، حيث إن هناك مكتبات عالمية في أمريكا وأوروبا يرجع لها أهل الاختصاص في أبحاثهم. ومن هذا المنطلق، من يريد إجراء بحث عن أي رياضي عالمي في العالم، فإنه سيجد ضالته في متحف قطر الأولمبي 3 ـ 2 ـ 1.
ويأمل سعادة الشيخ جبر بن خالد آل ثاني أن تعدّ قطر جيلا من الأبطال العالميين في كل المجالات، يتم تخليد أسمائهم في هذه المعلمة العالمية.
من جهته، قال البطل العالمي ناصر بن صالح العطية في تصريح مماثل لـ/قنا/:” إن متحف قطر الأولمبي والرياضي، يعد ثاني أكبر متحف في العالم. ونحن فخورون عندما نشاهد إنجازاتنا وهو ما من شأنه أن يعطي للجيل الصاعد انطلاقة ودفعة كبيرة لتحقيق مثلما أنجزناه وأكثر”.
وحول ما يمثله له توثيق متحف قطر الأولمبي باحتوائه على إرثه في كبريات البطولات العالمية قال العطية:” هذا الأمر يمثل لي الكثير.. وأنا أشاهد هذه المتعلقات بي أكيد عبرتي تنسكب على خدّي رغما عني.. فهذه مسيرة ما يقارب 28 عاما من عطاء وإنجازات وتعب وغربة. وأنا أواصل المسير سواء في سباق السيارات أو في مجال الرماية، وأفتخر بما أنجزه. وعندما وقفت على ذلك بمتحف قطر الأولمبي، أرجعتني للوراء لأكثر من عقدين من الزمن، وحافزا للمزيد من العطاء”.
وتُبرز معروضات المتحف الفريدة ومجموعته الرائعة دور الرياضة كواحدة من أهم التطورات الثقافية، وتاريخ الألعاب الأولمبية وأهميتها في هذا العصر، وقصص أبطال الرياضة حول العالم، والقصة الملهمة لتطور الرياضة في قطر، وتتطرق إلى التأثير الهائل الذي أحدثته الفعاليات الرياضية الكبرى التي استضافتها قطر في العقود الأخيرة. ومن شأن التجارب التفاعلية في “منطقة الأنشطة” بالمتحف أن تعزز الرياضة في جميع أنحاء قطر، وتشجع على تبني أنماط حياة صحية ونشطة. ويتألف المتحف من سبع صالات عرض تحتضن مقتنيات من جميع أنحاء العالم، منذ البدايات الأُولى للرياضات حتى يومنا هذا.
وتضم صالات العرض التي أشرف على تنظيمها الدكتور كيفين مور، نائب مدير الشؤون المتحفية: صالة /عالم من المشاعر/، وهي أول صالة عرض يصادفها الزوار، فهي بمثابة ردهة استقبال للمتحف، تمنح لمحة عامة عن مواضيع المتحف والدور الرئيسي للرياضة في قطر.
وصالة /تاريخ الرياضة العالمي/ هي رحلة عبر تاريخ الرياضة في العالم من العصور القديمة إلى العصور الحديثة.
تحوي صالة العرض ما يقرب من 100 من المقتنيات الأصلية والنسخ، يمتد تاريخها من القرن الثامن قبل الميلاد إلى أوائل القرن العشرين، مقترنة برسومات، وعناصر رقمية سمعية وبصرية وتفاعلية.
تنقسم صالة العرض إلى أجنحة بحسب التوزيع الجغرافي والمواضيع، وتُركز على فترات تاريخية مختلفة في أوروبا، وآسيا، وأوقيانوسيا، والأمريكتين، وإفريقيا والشرق الأوسط.
صالة /الأولمبياد/ تأخذ الزوار في رحلة عبر الألعاب الأولمبية القديمة، تمتد إلى انطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة وازدهارها وازدياد أهميتها في يومنا هذا. كما تعرض كل شعلة من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية من عام 1936 فصاعدًا. داخل المسرح الأولمبي بصالة العرض، يوجد عرض مصور غامر يسرد قصة ولادة الألعاب الأولمبية الحديثة، ويقدم العوامل الجيوسياسية، والاجتماعية، والتكنولوجية التي مكنت شخصيات، مثل بيير دي كوبرتان، من المساهمة في إحياء الألعاب الأولمبية.
أما /قاعة الرياضيين/، فهي احتفاء بالأبطال الرياضيين من جميع أنحاء العالم. يمكن للزوار هنا مقابلة الأبطال، القدامى منهم والجدد، واستمداد الإلهام من مسيرة نجاحهم وإنجازاتهم. تمتد صالة العرض هذه على ثلاثة طوابق، وتُلقي الضوء على 90 رياضيًّا من جميع أنحاء العالم عاصروا القرنين العشرين والحادي والعشرين، ويمثلون مجموعة كبيرة من الرياضات الدولية.
وستتضمن الصالة سلسلة من العروض الآسرة، يركز كل منها على رياضي مختلف وستحوي نصًّا إعلاميًّا، بالإضافة إلى مقتنيات ساحرة تبعث على الذهول (مقتنيات تاريخية ونسخ طبق الأصل).
كما أن صالة /قطر- البلد المضيف/ تتناول كيفية ازدهار الأحداث الرياضية الكبرى بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، إذ صارت طريقة تقديمها موضع جذب عالمي واعتزاز وطني.
تدعو صالة العرض الزوار إلى استكشاف الصيت الذائع لقطر كونها البلد المُضيف لأحداث رياضية عالمية. تستحضر صالة العرض، مُستهِلةً بدورة الألعاب الآسيوية الدوحة 2006، أكثر اللحظات الخالدة في الأذهان لفعاليات عالمية نظمتها الدولة، بما فيها تلك التي أقيمت في استاد خليفة منذ افتتاحه عام 1976.
أما صالة /الرياضات القطرية/، فتستعرض القصة الملهمة لتطور الرياضة في قطر، من الألعاب التقليدية إلى وصول الرياضة الدولية إليها، ثم إلى تنظيم المسابقات الدولية. وتستكشف الصالة كيف كانت الرياضة ولا تزال أمرًا أساسيًا للتنمية في دولة قطر التي تتطلع إلى بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. كما تُلقي الضوء على الأنشطة الرياضية الراسخة في قطر، مثل الصيد بالصقور، والغوص على اللؤلؤ، وسباق الهجن، مُبرزة تجليات هذه الرياضات في الروايات الشفوية لدولة قطر، وارتباطها بتراث وبيئة البلاد.
بينما /منطقة الأنشطة/، تُروج للأنشطة الرياضية في جميع أنحاء قطر، وتُشجع على تبني أنماط حياة صحية ونشطة. حيث إن الزوار مدعوون للمشي في ستة فضاءات تعكس البيئة القطرية، إذ سيشارك الزوار في باقة من التحديات الممتعة وهم يستكشفون الحديقة، والسوق، والصحراء، والشاطئ، والمدينة، وأخيرًا الملعب.
وشُيِّد المتحف، الذي صممه المهندس المعماري الإسباني جوان سيبينا، على أحد جوانب استاد خليفة الدولي، ويتألف من مبنيين: مبنى رئيسي يمتد على طول أحد قوسي الاستاد، ومبنى آخر مستدير الشكل متصل به، مستوحى من الحلقات الأولمبية الخمس، هو مدخل المتحف. يقع استاد خليفة الدولي ضمن أسباير زون المعروفة أيضًا باسم مدينة الدوحة الرياضية، وهي مجمع رياضي يقع في حي بعيا بالدوحة، تبلغ مساحته 250 هكتارًا (2.5 كم)، ويضم أيضًا أكاديمية أسباير التي تعنى بالشباب القطري، ومجمع حمد للرياضات المائية، وبرج أسباير، وحديقة أسباير، أكبر حدائق الدوحة.
يُشرف فندق جي دبليو ماريوت على تشغيل المقهى والمطعم في متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1، فيما عمل على تصميم قائمة كل منهما الشيف الاستشاري توم أيكنز، وهو طاهٍ من مواليد لندن، حاصل على نجمة ميشلان، بالإضافة إلى كونه عَدَّاء ماراثون شغوفا. ويقدم كافيه 3 – 2 – 1 ، الواقع في الطابق الثالث من المتحف، للزوار خيارات متعددة لرواده.
أما مطعم /نوى/ الذي سُمِّي بهذا الاسم نسبة إلى نواة الثمار، فيقع في الطابق الثامن من المتحف، ويشجع على الأكل الصحي والواعي. تقدم القائمة أطباقًا رفيعة مُعَدَّة من مكونات موسمية عالية الجودة. هذا المطعم الراقي غير الرسمي مهيأ ليصبح الوجهة الأولى في الدوحة لرواد المطاعم الذين يبحثون عن مأكولات صحية وراقية.
ويُقدِّم متجر الهدايا الرئيسي، الواقع في الطابق الخامس من المتحف، للزوار تشكيلة واسعة من البضائع الحصرية المستوحاة من تراث الرياضة والألعاب الأولمبية. يمكن للزوار معاينة وشراء مجموعة واسعة من الملابس الرياضية التي تستعرض القيمة البناءة للرياضة وأهميتها لنشر ثقافة الرياضة داخل قطر وخارجها. وهنا، يجد الزوار باختلاف أعمارهم شيئًا يناسبهم، من قمصان وأطقم فرق كرة القدم المحلية، إلى مطبوعات الملصقات الأولمبية القديمة.
ويتعاون المتحف مع الرابطة الدولية لمحو الأمية البدنية من أجل تطوير مسيرة وطنية في محو الأمية البدنية، تهدف إلى تشجيع المجتمع على تبني أسلوب حياة صحي، والانخراط في الأنشطة البدنية.
كما أقام متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1 شراكة مع /قطر متيسرة للجميع/، وهي مبادرة مجتمعية مقرها الدوحة، تدعم الترويج لقطر كوجهة متيسرة للجميع، وتضمن إمكانية الوصول الكامل إلى مرافقها.
وقدمت كل من اللجنة الأولمبية القطرية، ومؤسسة أسباير زون، واللجنة العليا للمشاريع والإرث وشبكة المتاحف الأولمبية دعمًا سخيًا لهذا المشروع.
ويُفتتح متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 – 2 – 1 برعاية شركة /أريدُ Ooredoo/.