الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يُسلّط الضوء على مشاركة الأندية القطرية في دوري أبطال آسيا
كوالامبور – قنا:
سلط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الضوء على مشاركة الأندية القطرية في منافسات دوري أبطال آسيا لكرة القدم 2022 لمنطقة الغرب التي ستقام في السعودية، لافتا إلى أن البطولة ستشهد تنافسا قويا من أجل الظفر باللقب، في ظل ما تمتلكه أندية السد والدحيل والغرافة من مقومات عديدة، تجعلها بين الفرق المرشحة للذهاب بعيدا في المنافسة.
وسيقام دور المجموعات لأول مرة في تاريخ دوري أبطال آسيا بنظام التجمع في أربع مدن في بلد واحد، حيث تستضيف الرياض وجدة والدمام وبريدة مباريات منطقة الغرب خلال الفترة من 7 إلى 27 أبريل الجاري.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، وفي محاولة لتأكيد استمرارية منافسات بطولة الأندية الأهم في آسيا على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، عقد الاتحاد الآسيوي نسخة 2020 بنظام التجمع في قطر، حيث استضافت مدينتا الدوحة والوكرة المباريات.
وفي العام الماضي، تم تقسيم حقوق استضافة مباريات مرحلة المجموعات بين السعودية والإمارات والهند لمنطقة الغرب، بينما استضافت أوزبكستان وتايلاند مباريات منطقة الشرق.
وأشاد الاتحاد القاري، في تقرير عن مباريات هذه المجموعة، بقدرة السد القطري على المضي بعيدا في هذه المسابقة، لا سيما أنه يمتلك العديد من النجوم، مبينا أن ممثل الكرة القطرية يبحث عن تحقيق إنجاز قاري جديد على مستوى دوري أبطال آسيا لكرة القدم، واستعادة الكثير من الذكريات الرائعة له في المسابقة بعد فوزه باللقب في مناسبتين سابقتين حيث سيلعب ضمن المجموعة الخامسة التي تضم إلى جانبه كلا من الفيصلي السعودي، والوحدات الأردني، وناساف الأوزبكي.
ويعد نادي السد القطري قيمة ثابتة في معادلة كرة القدم الآسيوية، فحضوره شبه الدائم ووصوله إلى المراحل المتقدمة في دوري أبطال آسيا خلال الأعوام الأخيرة منحت “عربون” صداقة للمسابقة مع الفريق الذي يتمتع بشعبية كبيرة بأوساط الشارع الكروي في قطر.
ويقود الحنين جماهير السد إلى العام 2011، عندما ظفر الفريق للمرة الثانية بلقب دوري أبطال آسيا بتغلبه على فريق جيونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي في المباراة النهائية، التي ستظل عالقة في الأذهان، إلى جانب ذكريات اللقب الأول الذي حققه الفريق في عام 1989 عندما اجتاز محطة الكرخ العراقي في المباراة النهائية، التي انتهت عراقية في الذهاب 3-2، وقطرية في الإياب بهدف دون رد.
ويشارك السد في دوري أبطال آسيا هذا الموسم بصفته بطلا للدوري القطري الموسم الماضي، حينما حسم اللقب بفارق 13 نقطة عن أقرب مطارديه فريق الدحيل، في الوقت الذي قدم أكرم عفيف ورفاقه مستويات رائعة للغاية.
ويقود تدريبات فريق السد المدرب الإسباني خافيير غارسيا، الذي تولى منصبه أواخر العام الماضي خلفا لمواطنه تشافي هيرنانديز، وحقق مع الفريق لقب الدوري القطري هذا الموسم، أول الإنجازات مع “الزعيم”.
ويملك غارسيا خبرات تدريبية كبيرة عبر إشرافه على العديد من الفرق الإسبانية أبرزها فالنسيا وملقا وأوساسونا، بالإضافة لتدريبه واتفورد الإنجليزي وروبن كازان الروسي، ويعتمد على الكثير من الأسماء القادرة على الذهاب بعيدا مثل: عبدالكريم حسن، وبوعلام خوخي، والقائد حسن الهيدوس، وأكرم عفيف أحد أبرز نجوم الفريق.
ويلعب أكرم عفيف دورا حاسما مع السد عبر صناعة الكثير من التمريرات الحاسمة لزملائه، وقدرته الكبيرة على التسجيل، وقد سبق له الفوز بلقب أفضل لاعب في القارة الآسيوية عام 2019، بعد قيادته منتخب بلاده للفوز بلقب كأس آسيا التي جرت في الإمارات في العام ذاته.
أما بخصوص فريق الغرافة، فقد قدم مستويات مميزة في نسخة عام 2010 من مسابقة دوري أبطال آسيا، حينما تصدر المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل وحيد، وخسر في لقاء أيضا، مسجلا 14 هدفا مقابل تلقي شباكه 6 أهداف.
وواصل الفريق القطري مشواره بنجاح في البطولة حينما تجاوز عقبة باختاكور الأوزبكي في دور الـ 16 بالفوز عليه بهدف دون مقابل، لكن أحلامه بالذهاب بعيدا في البطولة تبخرت على يد الهلال السعودي، الذي خسر أمامه ذهابا بثلاثية نظيفة، ولم يساعد الفوز في لقاء الإياب بنتيجة 4-2، لتكون تلك المشاركة هي الأبرز له في المسابقة.
ويشارك الغرافة في دوري أبطال آسيا هذا الموسم بعد احتلاله المركز الرابع في الدوري القطري الموسم الماضي حيث يلعب ممثل قطر ضمن المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبه فرق: شباب الأهلي دبي الإماراتي، وفولاد خوزستان الإيراني، وآهال التركماني.
وعلى المستوى المحلي أنهى فريق الغرافة مسابقة الدوري القطري هذا الموسم في المركز الخامس برصيد 30 نقطة من 9 انتصارات و3 تعادلات و10 خسائر، مسجلا 39 هدفا مقابل 40 هدفا في شباكه.
وتعرض الغرافة لخسارة موجعة أمام الدحيل بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة النهائية لكأس الأمير، والتي جرت في الثامن عشر من شهر مارس الماضي على استاد خليفة الدولي.
ويشرف على تدريبات الفريق المدرب الإيطالي أندريا ستراماتشوني منذ شهر يوليو عام 2020، ولم ينجح معه حتى الآن في تحقيق إنجاز، على الرغم من قيادته الفريق إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس الأمير، وهي إحدى المسابقات الكبرى في البلاد.
ويأمل ستراماتشوني بقيادة الغرافة لظهور مميز في دوري الأبطال، وهو يعتمد على الكثير من العناصر التي فرضت حضورها هذا الموسم، من بينها الجزائري سفيان هني، والمالي شيخ دياباتي الذي يعد هداف الفريق هذا الموسم.
وسجل دياباتي 10 أهداف مع الغرافة في الدوري هذا الموسم، ووقع زميله سفيان هني على 6 أهداف ليساهم اللاعبان في نصف الأهداف التي سجلها الفريق خلال مشواره في البطولة، بالإضافة لتواجد صانع الألعاب المميز غابريال بيريز، ليشكل الثلاثي خطورة كبيرة على الفرق المنافسة.
أما الدحيل القطري، فيأمل بدوره في الظهور بصورة مختلفة في النسخة المقبلة من المسابقة، التي يلعب فيها ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب فرق التعاون السعودي، وباختاكور الأوزبكي، وسيباهان الإيراني.
ولم يغب نادي الدحيل عن المشاركة في دوري أبطال آسيا إطلاقا خلال العقد الأخير، لكن الفريق لم يتجاوز في مشواره تاريخيا عقبة الدور ربع النهائي التي وصل إليها ثلاث مرات، ليمثل ذلك تحديا للفريق، أملا بتجاوز تلك المرحلة من الأدوار المتقدمة في البطولة.
وبات فريق الدحيل ضيفا دائما في دوري أبطال آسيا منذ تأسيسه عام 2009 باسم نادي لخويا، قبل أن يتم دمجه مع نادي الجيش ليصبح الاسم الرسمي للفريق “الدحيل”.
وعلى الرغم من غياب الألقاب القارية عن إنجازات الفريق، فإن الدحيل فرض واقعا جديدا في خارطة المنافسة المحلية في قطر لأن الأرقام تشير إلى حصول الفريق بمسمياته المختلفة على سبعة ألقاب للدوري خلال السنوات العشر الأخيرة، مما جعله يتسيد المشهد بقوة، ويغير كثيرا من المعادلة الكروية.
وحجز الدحيل مقعده في هذه النسخة من دوري أبطال آسيا بعد أن حل وصيفا للدوري القطري العام الماضي برصيد 47 نقطة بفارق 13 نقطة عن السد البطل، وحقق 15 فوزا، وتعادل 2، وخسر 5، مسجلا 52 هدفا مقابل 25 هدفا في مرماه.
وتوج الدحيل باللقب السابع له في المواسم العشرة الأخيرة، كما فاز بكأس أمير قطر أربع مرات، وكأس قطر مرتين، وكأس الشيخ جاسم مرتين، وكأس ولي العهد ثلاث مرات.
وتعاقد الدحيل مع النجم الأرجنتيني السابق هرنان كريسبو ليشرف على الإدارة الفنية للفريق خلال المرحلة المقبلة، بعد أن أنهى بالتراضي العقد المبرم مع المدرب البرتغالي لويس كاسترو الذي قاد الدحيل إلى الفوز بلقب كأس الأمير الشهر الحالي، بفوزه على الغرافة بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد.
ويملك الدحيل في صفوفه الكثير من النجوم، في مقدمتهم المهاجم الكيني البارز مايكل أولونغا المتوج بلقب هداف الدوري هذا الموسم برصيد 22 هدفا، ويشكل إلى جانب إدميلسون جونيور والمعز علي وفرجاني ساسي وغيرهم من النجوم إضافة كبيرة لخيارات المدرب كريسبو.