المحليات

السابقون الأولون …. عبد الرحمن بن عوف

«وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا – ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» .. (سورة التوبة-100)

هم المهاجرون الذين سبقوا الناس إلى الإيمان بالله ورسوله، بل وهاجروا قومهم وعشيرتهم، وفارقوا منازلهم وأوطانهم من أجل دين الله، أما الأنصار فقد نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه، والذين اتبعوهم بإحسان هم الذين سَلَكوا سبيلهم في الإيمان بالله ورسوله رضي الله عنهم ورضوا عنه.

عبد الرحمن بن عوف

أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام.

اسمه في الجاهلية “عبد عمرو”، وقيل “عبد الكعبة”، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى، ثم إلى المدينة، وشارك في جميع غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي خلفه في غزوة تبوك.

كان عبد الرحمن تاجرًا ثريًا، وكريمًا، حيث تصدَّق في زمن النبي بنصف ماله، واشترى خمسمائة فرس للجهاد، ثم اشترى خمسمائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة وقيل: إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا.

عندما هاجر عبدالرحمن بن عوف إلى المدينة -لم يكن يمتلك شيئًا فقد ترك كل شيء في مكة- آخى الرسول بينه وسعد بن الربيع الأنصاري، عرض عليه سعد أن يناصفه ما يملك فقال له عبد الرحمن: «بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق»، فدلوه على السوق، فربح وتزوج من الأنصار، رآه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أخباره، فقال: «يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار»، قال: «فما سقت فيها؟ (أي: ماذا كان مهرها؟)» فقال: «وزن نواة من ذهب»، فقال له النبي: «أوْلِم ولو بشاة». فكان عبد الرحمن يقول: فلقد رأيتُني ولو رفَعتُ حَجَرًا رجَوتُ أن أُصيبَ تحته ذَهَبًا أو فِضّة.

وكان عبدالرحمن بن عوف بارًا بأمهات المؤمنين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة بنت أبي بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يحنو عليكن من بعدي إلا الصابرون، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة”.

لما حضرته الوفاة أوصى لكل رجل ممن بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار، وأوصى لكل امرأة من أمهات المؤمنين بمبلغ كبير، وأعتق بعض مماليكه، وكان ميراثه مالًا جزيلًا.

كان عبد الرحمن بن عوف مُقلًا في رواية الحديث، ومن الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

توفي سنة 32 هـ، وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ودُفن بالبقيع عن خمس وسبعين سنة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X