
بقلم /د. جاويد أحمد خان
إنَّ الله تعالى يقولُ في كتابه العزيز: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) سورة البقرة، الآية:187.
توجدُ في هذه الآية الكريمة إشارة واضحة إلى أكلة السحور، أما الأحاديث النبوية الشريفة التي تبينُ أهمية السحور وفضيلته فهي كثيرة.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» (متفق عليه).
إن هذا الحديث الشريف يدلُ على أن السحور ضروري للصائم، ولو بتمرة أو بجرعة ماء، وهو سُنة لرسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم، فعلى الصائم أن يهتمَ بهذه السُنة بكل حب وفرح، مما لا شك فيه أن السحور يجعلُ صيامنا سهلًا وميسرًا.
إن الله تعالى قد وضعَ في السحور كل بركة وخير، وهو يحبُ المتسحرين حبًا جمًا، وإن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد تناولَ طعام السحور بالمواظبة ولو على تمر، وحث أمته على أن يتناولوا طعام السحور بالمواظبة، ولا بد لكل مسلم أن يعلم جيدًا أن طعام السحور ليس سنة فقط، بل هو يفصل ويفرق بين صيام المسلمين وصيام أهل الكتاب، فقد جاء في الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر» (رواه مسلم).
لذا يجبُ على الصائم أن يفهمَ هذا الأمر المهم جيدًا، ويتناول طعام السحور بالمواظبة وبالعقيدة والمحبة وبالفرح والسرور، ولا بد له أن يعلمَ أيضًا أن أكلة السحر من الأعمال الصالحات التي يحبها الله عز وجل ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن عمل عملًا صالحًا، فقد فاز فوزًا عظيمًا في هذه الدنيا والآخرة.