الدوحة – حسين أبوندا:

فازَ 5 طلاب من مدرسة مايكل إي ديبيكي الثانوية للمهن الصحية بالمركز الثاني في فئة أفضل فيديو من بين 132 مدرسة مشاركة من مختلف دول العالم في مسابقة (SEAPERCH) الدولية التي أقيمت في جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية، عن تصميم وبناء واختبار «روبوت» يعملُ عن بُعد (ROV) بالتعاون مع مركز العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة بجامعة تكساس إي آند إم في قطر تحت إشراف الدكتور محمد غريب.

وقالت د. فرجينيا باراس، الرئيس والرئيس التنفيذي لمدرسة ديبيكي: إنها فخورة بفوز طلابها بهذه المسابقة التي تساهمُ في تحفيز باقي الطلبة على الإبداع، مشيرة إلى أن المدرسة حريصةٌ على تعزيز مفهوم البحث العلمي والابتكار في نفوس طلابها الذين يعتبرون من المتميزين، كما أنها تمنحهم الفرص للمشاركة في المسابقات العالمية والحصول على التعليم المناسب الذي يؤهلهم للانخراط في المجالات الطبية والهندسية.

وأكدت أستاذة ماجدة التميمي، مدير قسم العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة والفن والبرامج التطبيقية في مدرسة ديبيكي الثانوية، أن مدرسة ديبيكي حريصة على إتاحة جميع إمكاناتها من مختبرات علمية ومعدات تحت تصرف طلابها المبدعين الذين يمثلون قطر ومدرستهم على المستويين المحلي والدولي، مشيرة إلى أن طلابها الفائزين في المسابقة حققوا المركز الأول في مسابقة «سيبرش» المحلية التي تنظمها جامعة تكساس آي أند إم، ما أهلهم للمشاركة في تحدي SeaPerch الدولي السنوي الذي يتم فيه دعوة الفرق التي تحققُ تفوقًا في المسابقات الإقليمية والمحلية المسجلة للمنافسة في هذه المسابقة العالمية.

وأكدت د. أمنية لمودة، أستاذ الهندسة بمدرسة ديبيكي، أن ما يُميزُ المشروع الفائز هو حرص الطلبة المشاركين في المشروع على اختيار فكرة الغواصة التي استدعت اللجوء إلى جهة أخرى، نظرًا لأن صناعتها تتطلبُ إمكانات عالية، ما دفعنا للتعاون مع جامعة تكساس آي أند إم التي رحبت بالفكرة لصناعة الغواصة.

وأوضحت أن المسؤولين في جامعة تكساس آي أند إم بعد تنفيذ المشروع أعجبوا بالفكرة وعرضوا عليهم المشاركة في مسابقة «السيبيرش» المحلية، وبعد تحقيق المركز الأول عرضوا عليهم تمثيل قطر في الولايات المتحدة الأمريكية والمنافسة مع 132 مدرسة من مختلف دول العالم، مشيرة إلى أنها شعرت بالفخر لفوز طلابها بالمركز الثاني، كما انتهزوا فرصة وجودهم في الولايات المتحدة الأمريكية لتمثيل قطر بالتحدث عن الإنجازات التي حققتها الدولة خلال السنوات القليلة الماضية واستعدادها التام لتنظيم بطولة مونديال كأس العالم 2022، الأمر الذي نال إعجاب الطاقم التدريسي في الجامعة.

وأشارَ الطالب حمزة أنس الحلبي إلى أن المسابقة التي حققوا فيها المركز الثاني في جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية هدفها تحفيز الطلاب على استخدام الفيزياء والهندسة في صناعة «الروبوت»، مشيرًا إلى أنهم استحقوا الفوز بالمركز الثاني نظرًا للمجهود الكبير الذي بذلوه لصناعة هذه الغواصة التي تساهمُ بصورة مباشرة في الحفاظ على نظافة قاع البحر من المخلفات الصُلبة.

وأوضحَ أن فكرة صناعة هذه الغواصة جاءته وهو يمارسُ هواية الغوص، حيث تفاجأ من كم المخلفات المنتشرة في القاع، ما جعله يفكرُ جديًا في صناعة روبوت يقومُ بمهمة إزالة تلك المخلفات للمساهمة في حماية الكائنات البحرية، وبالفعل بعد عرض المشروع على المسؤولين وزملائه في المدرسة تشجعوا للفكرة وقاموا خلال مدة زمنية قصيرة بتطبيقها على أرض الواقع وتحقيق الفوز بالمركز الثاني في أولمبياد الابتكار الوطني تحت إشراف وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.

ونوّهت الطالبة مريم المنصوري إلى أنهم استغرقوا 3 أشهر لتجهيز اختراعهم، وعبرت عن سعادتها للفوز بالمركز الثاني في المسابقة التي تعتبرها بداية الانطلاق نحو صناعة أجهزة ومعدات تساعدُ بشكل مباشر في الحفاظ على البيئة البحرية من النفايات البلاستيكية التي تهددُ الكائنات البحرية، مؤكدة أيضًا سعيها وزملائها من خلال هذا الاختراع إلى نشر الوعي في المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة البحرية وحمايتها من الملوثات.

وأوضحَ الطالب محمد علي عبدالله أن المشروع عبارة عن غواصة تقومُ بمهمة محددة وهي إزالة المخلفات من قاع البحر تتضمنُ كاميرا تُمكّنُ المتحكم بها عن بُعد بمشاهدة مواقع انتشار المخلفات، بالإضافة إلى سلة وطوافات ومعلاق لانتشال المخلفات والنفايات، مؤكدًا أن الغواصة قادرة على حمل 3 زجاجات مياه، لكنهم يطمحون في المستقبل لصناعة غواصة بحجم أكبر قادرة على إزالة أكبر كمية من المخلفات في المرة الواحدة.

وأشارَ إلى أنه يتمنى أن تتبنى وزارة البيئة والتغير المناخي هذا المشروع والمساهمة في اختراع غواصة بحجم أكبر لإزالة المخلفات والنفايات من قاع البحر.

وأوضحَ الطالب محمد عبدالرحمن أن ما دفعهم للمشاركة في مسابقة الروبوت العالمية بدأ بعد فوزهم بالمركز الأول بمسابقة (السيبيرش) التي أقيمت في قطر، مؤكدًا أنه وزملاءه فخورون بهذا الإنجاز الذي جعل ثمرة مجهودهم المتواصل لا تضيع دون فائدة لا سيما أن هدفهم الرئيسي دعوة مرتادي البحر للحفاظ على نظافة الشواطئ وتجنب إلقاء المخلفات أثناء الرحلات البحرية.

وأكدَ أن طموحهم لن يقفَ عند هذا الحد، وقرر فريقهم العمل على مشروع جديد وهو عبارة عن صناعة غواصة تعملُ ذاتيًا لالتقاط المخلفات دون الحاجة لجهاز تحكم، والفكرة باختصار تزويد الغواصة بمجسات قادرة على تحديد الجسم المستهدف.