المحليات
أبرزها الغضب والجدال والرفث .. علماء ودعاة لـ الراية :

أخطاء قد تضيّع ثواب فريضة الحج

تجاوز الميقات دون إحرام أبرز مخالفات الحج عبر الطائرة

محظورات الإحرام تشمل لبس المخيط والتقاط اللُقَطة والصّيد

الدوحة – محروس رسلان:

دعا عددٌ من العلماء والدعاة المسلمين الذين كتب الله لهم فضل أداء فريضة الحج إلى بيته الحرام أن يستشعروا أنهم يزورون بيت الله الحرام، ما يتطلب منهم التجرد من كل ما يعكر صفو وأجر هذه الفريضة العظيمة من جدال ورفث وفسوق وغضب.

ورأوا أن كثيرًا من الحجيج يقع في أخطاء ومحظورات الإحرام التي يجب عليهم تجنبها مثل: تغطية الرأس للحاج ولبس النقاب والقفازين للمرأة ولبس المخيط من الثياب لغير ضرورة، والطيب، والتقاط اللُقَطة وقطع شجر الحرم ونباته، وصيد الحرم، والجماع، مشددين على ضرورة تثقيف وتعريف الحاج بالأحكام الشرعية للحج قبل السفر إلى الحج، خاصة محظورات الإحرام. وأكدوا أنه على المسلم أن يجتهد أن يكون حجُهُ بلا رفث ولا فسوق ولا جدال، ويكون به طمأنينة وسكينة والتزام بجميع شعائر الله جل وعلا، ومحافظة على جميع أركان الحج وواجباته، وعدم إسقاط السُنن بل الإتيان بها على وجهها.

أبرز المخالفات

أكدَ د. سلطان الهاشمي، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة قطر، أن من بين أبرز المخالفات التي يقع فيها الحاج عند زيارة بيت الله الحرام هي الغضب والرفث والفسوق والجدال، لافتًا إلى أنها من الأخلاق والسلوكيات المنهيّ عنها في الحج بنص القرآن لقول الله تعالى: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).

وقال: هناك مخالفات تضيّع أجر الحج على الحاج ومنها الخصام والتنابز والغضب، داعيًا من سيزور بيت الله الحرام إلى أن يستشعر أنه سيزور بيت الله الحرام في العمر مرة، ومن ثم فيجب عليه أن يتجرد من كل ما يعكر صفو وأجر هذه الفريضة العظيمة من جدال ورفث وفسوق وغضب.

وأشارَ إلى أن بعض الأفراد – للأسف الشديد – يذهب إلى الحج دون أن يغيّر سلوكه أبدًا، ويتصرف على سجيّته فيكون غضوبًا، ويرفع صوته ويسب ويشتم ويريد الأجر بينما يمارس تلك التصرفات في بيت الله الحرام في أطهر بقعة في الأرض، لافتًا إلى أنه من الغريب أن يأتي الفرد بمثل تلك السلوكيات غير الأخلاقية في تلك البقاع وفي هذا التوقيت ثم يريد من الله أن يغفر له ذنبه بعد هذا.

وقالَ: من شعار الحج رمي الشيطان، ورمي الشيطان هو رمي لكل ما يدعو إليه الشيطان من سلوكيات ومن غضب ومحرمات.

وأشار إلى أن بعض الأفراد يتجاوز الشريعة في مسألة رمي الجِمار لأن الجِمار التي ترمى لها مواصفات محدّدة ولا ينبغي أن ترمى حجارة كبيرة قد تؤذي مَن أمامك من الحجيج كما لا يجوز أن ترمي بالنعال، أو بالعصا أو بغير ذلك، لافتًا إلى أن تلك من المخالفات التي ينبغي أن يتجاوز عنها كل مسلم ومسلمة. وأوضحَ د. سلطان الهاشمي أن على الحاج المسافر بالطائرة أن يلبس الإحرام من المطار حتى يكون مستعدًا عندما ينادي قائد الطائرة بأنه وصل الميقات لأن النية لا بد أن تكون في الميقات «اللهم لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج» أو «اللهم لبيك حجًا فتقبله مني».

وقالَ: ينبغي للحاج عندما يذهب إلى تلك الشريعة وتلك الفريضة العظيمة، أن يتلمس السُنن والواجبات ويتعرف على نواهي ومحظورات الإحرام، لافتًا إلى أنه لا ينبغي للحاج أن يتجاوز الميقات بغير إحرام.

وشددَ على ضرورة تثقيف وتعريف الحاج بالأحكام الشرعية للحج قبل السفر إلى الحج خاصة محظورات الإحرام التي تشمل تغطية الرأس للحاج ولبس النقاب والقفازين للمرأة، ولبس المخيط من الثياب لغير ضرورة والطيب، والتقاط اللقطة وقطع شجر الحرم ونباته وصيد الحرم والجماع.

مستحبات الإحرام

وأشارَ الشيخ بدر الدين عثمان، الداعية الإسلامي، إلى أنه من لطائف الإحرام التحلل من الدنيا وتذكير الإنسان بالرحيل عن الحياة للتشابه الكبير بين الإحرام والكفن.

وقال: الإحرام شرعًا نية الدخول في النُسك مقرونًا بعمل من أعمال الحج، ولا ينعقد الإِحرام إلا بالنية، فلا يصير محرمًا بمجرد العزم على الحج أو العمرة؛ لأنه من حين سفره من بلده وهو عازم على الحج أو العمرة، ولا يصير مُحرمًا بالتجرد من المخيط أو التلبية من غير نية الدخول في النسك؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى». (متفق عليه).

وأضافَ: ومن مستحبات الإحرام الاغتسال لما روي عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ «رَأَى النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) تَجَرَّدَ لِإِهْلَالِهِ وَاغْتَسَلَ»، ومنها التنظف، وذلك بأخذ شعر إبطيه وعانته، وقص شاربه وأظفاره، ومنها الطيب لحديث عائشة رضى الله عنها قَالَتْ: «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ الله ِ(صلى الله عليه وسلم) لإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ». ولا يُطَيِّب ثيابه؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَلَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلَا الْوَرْسُ». (متفق عليه).

وقالَ: وعلى الحاج التجرد من المخيط وهو كل ما خيط على قياس عضو، أو على البدن كله، مثل: القميص، والسراويل التي كان يرتديها قبل الإِحرام، أما بعد الإِحرام فيجب عليه التجرد من المخيط لأنه من محظورات الإِحرام وأن يلبس إِزارًا ورداء أبيضين ونعلين لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «وَلْيُحْرِم أَحَدُكُمْ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ وَنَعْلَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا إِلى الْكعْبَيْنِ». (رواه أحمد).

وأوضح أنه بالنسبة للمرأة فتُحْرِم بما شاءت من الثياب، وليس لها لون معين، لكن تجتنب التشبه بالرجال ولباس الزينة، ولا تلبس النِّقاَبَ في الإِحرام ولا القُفّازين إلا إذا كانت بحضرة رجال أجانب، فتغطي وجهها حينئذ بأن تسدل الثوب من رأسها؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ».

إيذاء المسلمين

وقالَ الشيخ صبيح المري، الإمام بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: الحاج عليه أن يتجنب كل مناهي ومحظورات الإحرام من قتل الصيد وإيذاء المسلمين وارتكاب المحرمات كالسرقة أو الكذب لأن الحج أجره عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ)، مشددًا على ضرورة أن يكون الأداء مكافئًا لعظم أجر العبادة.

وأضافَ: على المسلم أن يجتهد أن يكون حجُهُ بلا رفث ولا فسوق ولا جدال ويكون به طمأنينة وسكينة والتزام بجميع شعائر الله جل وعلا، ومحافظة على جميع أركان الحج وواجباته وعدم إسقاط السنن بل الإتيان بها على وجهها. وتابع: لا ينبغي التزاحم على ما ليس بواجب كما لا ينبغي التلفظ بأي ألفاظ تدل على السخط أو الغضب في أوقات الزحام أو غيره، وعدم التمنّي بقول «يا ليتني لم أحج» بل على الحاج أن يصبر ويتحمل ويحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى.

وأوضحَ أن محظورات الإحرام ومخالفاته ينبغي على الإنسان المسلم أن يكون عالمًا بها وملتزمًا بالابتعاد عنها حال الحج، ومنها: لبس المخيط وتقليم الأظفار وإزالة الشعر ومسّ الطيب، ومن أعظم المحظورات الجماع في الحج حتى يتحلل الحاج التحلل الأكبر فمتى تحلل جاز له ذلك.

ابتلاءات

ويرى د. عايش القحطاني، الداعية الإسلامي، أن الحاج إذا أراد الأجر فعليه أن يلتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج فلا يغضب ولا يرفث، ولا يتدافع مع الناس ولا يسيء إلى الناس ولا يؤذي الناس، وأن يلتزم بالذكر أغلب وقته حتى لا ينشغل بغير الحج.

وقال: من الصالحين من كان إذا خرج إلى الحج لا يتكلم حتى يرجع مخافة أن يقع تحت طائلة الجدال الذي جاء النهي عنه في قول الله تعالى: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).

ونصح الحاج بالتغاضي عن إساءات الناس ومسامحتهم قدر المستطاع، لأن الحج يحتاج إلى صبر عظيم ومجاهدة للنفس «وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ». وأكد أن المضايقات التي تحدث في الحج هي ابتلاءات وأن على الحاج أن يوطن نفسه بأن تلك المضايقات ستقع له وأن عليه أن يصبر على كل ذلك حتى يخرج من ذنوبه، ويعود كيوم ولدته أمه، مشددًا على أن الحاج عليه أن يتحمل لأن هناك عظيم بلاء، ولكن العطاء على قدر الصبر على البلاء والجزاء على قدر المشقة و(الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X