
الدوحة – قنا :
عقدت مساء اليوم فعاليات النسخة الخامسة من الملتقى السنوي للمؤلفين الذي تنظمه وزارة الثقافة، بعنوان “بالفكر نزدهر” وذلك في فندق شيراتون الدوحة، تحت رعاية وبحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة .
شارك في أعمال الملتقى أدباء وكتّاب وأكاديميون ومترجمون وناشرون ومثقفون، بهدف تبادل الخبرات في مجال التأليف والكتابة والنشر.
وأوصى المشاركون في الملتقى في نهاية أعماله بضرورة رصد ودعم الأفكار والمقترحات لتشجيع المؤلفين على المشاركة في الحراك الثقافي من خلال الجهات والمؤسسات الثقافية في الدولة، لا سيما منظمات المجتمع المدني لخلق مجتمع فعال، داعين إلى أهمية التوعية بحقوق المؤلف وسبل حمايتها، وكذلك والحقوق المجاورة، مع حث الكتاب والمؤلفين على طرح مزيد من المبادرات المتنوعة في مجالات الكتاب والتأليف، فضلا عن تخصيص بعض الأيام لفعاليات الجاليات لتداول كتبهم وإعطائهم فرصة أكبر لاستعراض ثقافتهم، مؤكدين على أن الملتقى لجميع من يعيش على أرض دولة قطر.
وأكد المشاركون على أهمية الاستفادة من الدراسات العلمية التي تظهر مؤشرات القراءة في دولة قطر، لتعزيز القراءة في المجتمع، وذلك بالتعاون مع المدارس والجامعات، مع أهمية الاستعانة بالتقنيات الحديثة في هذا المجال وتفعيل دور المكتبات الخاصة في التسويق، فضلا عن تعزيز تواجد الكتاب في مختلف الأماكن بما فيها الفنادق والمقاهي لتكون جزءا من الثقافة العامة في الدولة، وطرح مزيد من الجوائز لتعزيز الإبداع والانتاج الأدبي، وتوظيف طاقات الشباب والعمل على دعم المواهب الشبابية عبر مزيد من المبادرات، وإبراز جهودهم وإبداعهم والارتقاء بمستوى إبداعهم .
وقالت السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والمدير العام للملتقى القطري للمؤلفين في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على هامش الملتقى، “نفخر بأن يقام الملتقى السنوي بجهود أعضائه وكذلك جهود ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، والفاعلين في مجالات الثقافة والتأليف خاصة، لتحقيق مزيد من الإنتاج الأدبي الرصين والعطاء الثقافي والإبداعي في الدولة”، مؤكدة أن الملتقى يواصل دوره في دعم الكتاب والمبدعين من خلال تبني ورعاية المبادرات التي يطرحها الكتاب أنفسهم، ومنوهة بأن هناك بعض المبادرات المستمرة للملتقى مثل “كاتب وكتاب”، والجلسات النقدية، وكذلك البرامج المتعلقة باكتشاف ورعاية المواهب.
وأضافت أن وزارة الثقافة توفر كافة أوجه الدعم للملتقى القطري للمؤلفين حيث يستفيد الملتقى من الموارد التي خصصتها الوزارة في خدمة المؤلفين مثل قاعات وزارة الثقافة ومسرح قطر الوطني وبيت السليطي وغيرها، هذا بالإضافة لدعم المؤلفين ليكونوا فاعلين في المجتمع، فضلا عن العلاقات والشراكات التي يعمل الملتقى على تعزيزها مع مختلف المؤسسات الثقافية.
وكان الملتقى قد انطلق بكلمة افتتاحية للسيدة مريم ياسين الحمادي المدير العام للملتقى القطري للمؤلفين ،حول اهمية انعقاد الملتقى وتأكيده على الرسالة الكتب وضرورة تطوير أدواتهم للمستقبل ، داعية أعضاء الملتقى إلى مواصلة العطاء والابداع لأعضاء الملتقى.
كما قدمت الحمادي عرضا تقديميا حول الملتقى وأهم ما أنجزه وما قدمه من مبادرات داعمة للمؤلفين خلال العامين الماضيين، إلى جانب وضع استراتيجية للاهتمام بالمؤلفين في دولة قطر، وذلك للإسهام في النهضة الفكرية وتنشيط الحركة الثقافية من خلال إحداث نقلة نوعية تبدأ من اكتشاف الموهوبين عن طريق الجهات المعنية.
وتم أيضا عرض فيلم تعريفي عن الملتقى القطري للمؤلفين منذ فكرته التي بدأت عام 2016 ثم صدور القرار الوزاري رقم 91لسنة 2018 باعتماد العقد الاساسي للملتقى وتحديد اهدافه بنشر إنتاج الأعضاء في الكتب والدوريات، وتشجيع ترجمة الجيد منها إلى اللغات العالمية، وتشجيع ونقل التراث العالمي إلى اللغة العربية، وتوثيق العلاقات مع المؤلفين والاتحادات العربية والكتاب والأدباء العرب والعالميين، إلى جانب توطيد العلاقات بين المؤلفين وتنسيق جهودهم والعل على رعاية المواهب الأدبية ، وغيرها.
وعقدت أولى جلسات الملتقى السنوي الخامس للمؤلفين التي أدارها الإعلامي محمد الحمادي ، تحت عنوان الملتقى القطري للمؤلفين من التأسيس إلى التنفيذ، تحدث خلالها مجموعة من الكتاب ومسؤولي الملتقى، حيث استعرض السيد ناجي عبد ربه العجي مدير إدارة الجمعيات والمؤسسات الخاصة بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة ، منظمات المجتمع المدني من الناحية القانونية والضوابط القانونية المنظمة لها ، مؤكدا اهتمام دولة قطر بهذه المنظمات في مختلف المجالات خاصة الثقافة باعتبارها مكملة لمؤسسات القطاع الحكومي.
من جانبه تناول الباحث القانوني عبدالله المري الإطار القانوني والتشريعي لتأسيس ونشاط الملتقى القطري للمؤلفين. وأهميته وكيفية الحصول على العضوية وغيرها.
وتحدث د. محمد حسين العنزي الكاتب والأكاديمي،عن تأثير المؤلف في المجتمع والفرد، وقدرته على تقديم حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع عبر عوامل أساسية مثل مكانة المثقف في المجتمع ، واستقلال الثقافة، بصفتها سلطة معرفية وأخلاقية ناعمة، داعيا الكُتاب إلى الثقافة الموسوعية ليكون لهم تأثيرهم في المجتمع.
وقدمت الدكتورة بثينة الأنصاري مديرة برامج المرأة في الملتقى القطري للمؤلفين، ورقة حول حق الثقافة للجميع وتمكين المرأة في القطاع الثقافي، بما يتناسب مع هويتنا الدينية والوطنية ،مؤكدة على أهمية تواجد منصات ثقافية تستطيع من خلالها المرأة نشر قيم وعادات المجتمع. مشيرة إلى أهم انجازات الملتقى في دعم الكاتبات وأهم المبادرات التي قدمها لهم على مدى العامين الماضيين.
كما استعرض في الجلسة ذاتها الكاتب حمد التميمي مدير البرامج الشبابية في الملتقى القطري للمؤلفين، المشاريع الاستراتيجية للملتقى، الخاصة بالشباب والعمل اكتشاف ورعاية المواهب، وتوجيه الشباب وتحفيزهم، مشيرا إلى أهم هذه المبادرات التي اطلقها الملتقى مثل / بشبابها تسمو/ وحوار العقل .. مناظرات شبابية / ، فضلا عن المسابقات التي قدمها الملتقى للشباب مثل/ أفضل كتاب غير منشور/ بالتعاون مع دار الشرق ، وزائر تراث الأدب ، وغيرها .
بدورها ، تحدثت الكاتبة والفنانة لينا العالي مديرة برامج أدب الطفل بالملتقى ، عن دور أدب الطفل في تعزيز الإبداع وزرع القيم، مؤكدة على أهمية العناية بالطفل في القضايا المتعلقة بالهوية الوطنية، مطالبة بضرورة إثراء الساحة بالأعمال التي تخص الطفل، وتشجيع ونشر ثقافة القراءة، ورفد المكتبة القطرية بمحتوى تراثي أدبي رصين في هذا المجال ، مشيرا إلى جهود الملتقى في تعزيز أدب الطفل.
واختتمت الجلسة الأولى بكلمة الدكتور أحمد الجنابي الخبير اللغوي ومشرف مبادرة مرقاة قطر الخطابة التي قدمها الملتقى، استعرض فيها أهمية المبادرة وأنواع الخطابة التي تعرضت لها مرقاة قطر للخطابة من خطب ارتجالية ونقدية ومحفوظة ومكتوبة ،حيث استطاعت المرقاة التي كانت المنصة العربية الاولى في الخطابة الأدبية في تخريج جيل يتعامل مع التراث بلغة عصرية ، منوها بأن المرقاة قدمت (161) خطبة محكّمة من قبل فريق التحكيم.
وعقدت الجلسة الثانية من فعاليات الملتقى السنوي الخامس للمؤلفين تحت عنوان “الملتقى القطري الواقع والمأمول..نظرة استشرافية” ، وأدارتها الكاتبة مريم ياسين الحمادي ، حيث سلطت الجلسة الضوء على جهود الملتقى في تعزيز حركة الترجمة، وسبل دعم حركة التأليف والنشر، لمواجهة التحديات التي تهدف لهدم قيمنا الدينية والأخلاقية.
وتحدث السيد رياض أحمد ياسين، مدير ملتقى الناشرين والموزّعين القطريين، عن الملتقى وأهدافه ومراحل صناعة الكتاب من المؤلف إلى القارئ ومجال النشر والتوزيع في قطر، مشيرا إلى ان أهم التحديات التي تواجه صناعة النشر هي جودة محتوى الكتاب وتحول والعزوف عن القراءة وضعف التسويق الاعلامي وارتفاع السعار والتكاليف والقرصنة الالكترونية، داعيا إلى إعداد استراتيجية ورؤية بدعم من وزارة الثقافة، وتندرج تحت مظلتها كافة دور النشر في قطر، لوضع حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه حركة التأليف والنشر.
فيما أشارت الدكتورة عائشة جاسم الكواري مؤسس ومدير دار روزا للنشر والتوزيع إلى حرص الدار على دعم المؤلفين الشباب، وتبني اصدار الكتب الرصينة في مختلف مجالات المعرفة، موضحة أن الدار أصدرت منذ انشائها في عام 2017، وحتى يومنا هذا 82 مؤلفًا قطرياً، مؤكدة في هذا الصدد على الدور المنوط به الناشرين لفتح الأبواب لجميع الأقلام المبدعة.
وفي ورقتها استعرضت الكاتبة سميرة عبيد، شاعرة وقاصة رئيس صالون البنفسج الثقافي، تناولت دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري، وذلك من خلال تسليط الضوء على جهود إدارة الترجمة بوزارة الثقافة، مشيرة إلى أنها لعبت دورًا مهمًا في إذكاء حركة الترجمة في المنطقة العربية من خلال الإصدارات والفعاليات التي قدمتها وأشرفت عليها، حيث تتجاوز عدد الكتب التي تم ترجمت من قبل هذه الإدارة 100 عنوان ما بين كتب مترجمة من اللغة العربية الى اللغات المختلفة (في كل ما يهم الثقافة القطرية والمؤلف القطري)، كما تم ترجمة كل ما هو متميز من الثقافات الأخرى الى اللغة العربية ويسهم في إثراء المكتبة القطرية والعربية.
وتحدث الإعلامي والخبير الاقتصادي الدكتور عبدالرحيم الهور، عن الاعلام الرقمي والاعلام التقليدي والفروقات بينها ودور كل منهما في نشر الثقافة، مؤكدًا على ضرورة التحرك على المستويين الدولي الاقليمي والمحلي للسيطرة والرقابة على المحتوى الاعلامي العالمي خاصة الرقمي بما لا يتنافى مع حرية الإعلام لانضباط المحتوى الإعلامي الذي يحافظ على قيم المجتمع.
أما الإعلامية والباحثة خولة مرتضوي، مديرة الاتصالات في جامعة قطر فتحدثت عن تعزيز أهمية الهوية الوطنية والعربية والاسلامية في مواجهة التغريب، مشددة على أهمية تعزيز جهود المؤسسات لتعزيز الهوية أمام الهجمات المنظمة التي تهدف لضرب كل ما هو موروث اسلامي .