قطر داعم إنساني كبير لشعوب العالم
صندوق قطر للتنمية يعزز مكانته شريكًا أمميًا لأمن الغذاء العالمي
إغاثة الشعوب دون تمييز ركيزة أساسيَّة لسياسة قطر الخارجية
أكثر من نصف مليار دولار مساهمات صندوق قطر العام الماضي
استجابة سريعة للأزمات والكوارث وأولوية لدعم التعليم والصحة
قطر الخيرية والهلال الأحمر نموذجان للعمل الإغاثي المميز

الدوحة- إبراهيم بدوي:
تواصلُ قطرُ مسيرتَها النبيلةَ في دعمِ أمنِ واستقرارِ العالمِ عبر جهودٍ دبلوماسيةٍ حكيمةٍ ومبادراتٍ تنمويةٍ ومساعداتٍ إغاثيةٍ لدعم الشعوبِ في شتى أرجاءِ الأرضِ من منطلقِ قيمٍ ومبادئَ عربيةٍ وإسلاميةٍ وإنسانيةٍ أصيلةٍ.
وترصد الراية حرصَ الدوحة على مد أياديها البيضاء لإغاثة الشعوبِ دون تمييز على أساس الدين أو العِرق أو البُعد الجغرافي كإحدى أهم ركائز السياسة الخارجيَّة القطرية التي تهدفُ إلى تخفيفِ معاناةِ الشعوب المنكوبة بصراعاتِ البشر وإكراهات الطبيعة، خاصةً في عالم اليوم الذي صارت أزماتُه عابرةً للحدود.
وفي أحدثِ محطاتِ الدعمِ القطري التي يصعبُ حصرُها لتعدُّدها وتشعبها وتنوع المستفيدين منها، وقَّع صندوقُ قطر للتنمية اتفاقيةً مع بَرنامج الغذاء العالمي (WFP) لدعم الموارد الأساسيَّة بقيمة 10 ملايين دولار لتلبية احتياجات الأمن الغذائي الأساسيَّة.
وتؤكِّدُ الدوحةُ بهذه الاتفاقيةِ التزامَها بدعم الشعوب، حيث تأتي في إطارِ وفاءِ قطرَ بتعهداتِها لتمويلِ الموارد الأساسية بقيمة 500 مليون دولار لعدةِ سنواتٍ لدعم منظمات الأمم المتحدة، والتي تم الإعلانُ عنها خلال مُنتدى الدوحة لعام 2018.
ويجسِّد هذا الالتزام أيضًا، إعلان اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، أنها ستبدأ بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، صرف دفعة شهر يوليو الجاري من المساعدات النقدية للأسر المتعففة في قطاع غزة، بواقع 100 دولار لكل عائلة.
نصف مليار مساعدات
وكشفَ التقريرُ السنويُّ الصادرُ عن صندوق قطر للتنمية لعام 2021 أنَّ قيمة المنح ومجموع مساهمات الصندوق بلغا أكثر من 551 مليون دولار أمريكي منها أكثر من 345 مليون دولار للإغاثة الإنسانيَّة، ونحو 100 مليون دولار للتعليم، وأكثر من 70 مليون دولار للرعاية الصحية، و22 مليون دولار للتنمية الاقتصاديَّة.
ويبرز امتدادُ جهود صندوق قطر لتمويل مشاريع التنمية المستدامة والإغاثة الإنسانية في 47 دولة في جميع أنحاء العالم، في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكتَين في تأكيد دامغ على أن الدعم القطري بلا أجندات ولخير الإنسانية جمعاء.
استجابة سريعة
تبدي قطر اهتمامًا لافتًا بالجهود الإنسانية والإغاثية العاجلة التي تستدعي استجابةً سريعةً وفوريةً للتعامل مع الكوارث الطارئة التي تضربُ العديدَ من الدول من فيضانات وسيول وزلازل بفعل الطبيعة. ويسطر لها التاريخُ مبادراتها بمد جسور جوية لنقل المساعدات الطبية العاجلة لعدة دول لدعم جهود مكافحة جائحة كورونا العالمية وإعادة العالقين في مطارات العالم إلى أوطانهم على متن ناقلتها الوطنية الخطوط الجوية القطرية حاملة لقب الأفضل على مستوى العالم. كما تواصل تقديم مساعدات إنسانيَّة للشعوب التي تواجه أزمات من صنع البشر من صراعات ونزاعات تمزق الممزق وتزيد الأوضاع تعقيدًا.
وتتركَّز الاستجابة القطرية السريعة للكوارث، في مجالات أساسية مثل الغذاء، والإيواء والصحة. وتتسم هذه المساعدات بتنوعها وشموليتها إضافةً إلى تنوع المستفيدين منها دون تمييز، حيث تمتد إلى جميع قارات العالم.
تؤمنُ قطرُ في سياستها الخارجيَّة بأهمية تعزيز التعاون الدولي من أجل عالم أفضل. وأكَّدت الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الكارثية على العالم من ارتفاع للأسعار وتهديد بعض الدول بالمجاعة، أن الأزمات عابرة للحدود، ولا مفرَّ من التعاون والتضامن من أجل مواجهة التحديات المشتركة.
تجربة ناجحة
ونجحت التجربة القطرية عبر المؤسسات الحكومية والخيرية في إغاثة ملايين المنكوبين. وعززت هذه الأدوار من مكانة قطر كدولة فاعلة وصاحبة مبادرات جادة في العمل الإغاثي والإنساني على المستويَين الإقليمي والدولي.
وتبرهن العديدُ من المواقف والمبادرات القطرية على اهتمام دولة قطر أميرًا وحكومة وشعبًا، بمجالات العمل الإنساني والجهود التنموية المستدامة. وتبدو قطر في مواقفها ومبادراتها وتناغم الجهود الحكومية والمدنية مثل ساحة واسعة لسباق الخير والتضامن لإغاثة الشعوب المكلومة، الأمر الذي يحظى بإشادة العديد من المنظمات الإقليمية والدولية نتيجة الدور المهم الذي تلعبه قطر في تخفيف معاناة الشعوب في عالم تعتصرُه الأزمات والكوارث.
بناء الإنسان
ويبرز اعتلاء الإنسان قمَّة أولويات الدعم القطري باعتباره ركيزة أساسية لجهودها الإغاثية والإنسانية في شتى بقاع الأرض من خلال العديد من المبادرات والمواقف التي لا يتسع حصرها لكثرتها وتشعُّبها.
ويركز الدعم القطري على بناء الإنسان من تعليم ورعاية صحية وفرص عمل باعتباره العمود الفقري للتنمية في أيِّ مجتمع.
ولا يقتصرُ اهتمام قطر على الجهد الإغاثي والإنساني الفوري العاجل، وإنما أيضًا في مشروعات التنمية المستدامة التي تكفل رفع مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل من شأنها تعزيز ركائز الأمن والاستقرار. كما لا يقتصر الاهتمام على مستوى التعاون بين الحكومات فحسب، ولكن أيضًا يشمل منظمات المجتمع المدني من المؤسسات والجمعيات الخيرية القطرية التي تلعب دورًا أساسيًا في تقديم وتنسيق الجهود الإغاثية والإنسانية في مختلف الدول مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري.
سجل حافل
تحظى قطرُ بسجلٍ حافلٍ من المواقف النبيلة والمشرفة في إغاثة الشعوب التي تتضافر فيها أيادي قطر البيضاء على المستويَين الحكومي والخيري، في تناغمٍ وانسجام فريد، ليشكلا معًا رافدًا أساسيًا لدعم العديد من الشعوب.
وبلغ عدد المستفيدين من جهود قطر الخيرية ٢.٢ مليون مستفيد في مكافحة كورونا عام ٢٠٢٠، إضافة إلى مساعدات ل ٤٢ دولة بقيمة ٨٩ مليون ريال عبر السفارات القطرية والمنظمات الدولية، وأيضًا ٦٦ مليون ريال مساعدات حملة دفء وسلام في ١٩ دولة إفريقية وآسيوية وأوروبية. كما قدم الهلالُ الأحمر القطري مساعدات خارجية بلغت نحو ١٤٠ مليون ريال إلى نحو ٥ ملايين مستفيد من اللاجئين والنازحين والفقراء في 33 دولة.
واستقبلت مستشفياتُ قطاع غزة دفعة جديدة من الأطباء الفلسطينيين المُبتعثين من الهلال الأحمر القطري، بعد عودتهم وانتهائهم من البرامج التدريبية والتخصصات الفرعية في الأردن، وغيرها من الجهود التي لا تتسع السطور لسردها.
الأطفال والشباب
ويسجلُ التاريخُ الحديث لدولة قطر نجاحَها في إعادة ملايين الأطفال المتسربين من التعليم إلى مقاعد الدراسة، خاصةً في مناطق النزاع والمناطق الفقيرة المحرومة، فضلًا عن تقديم الرعاية الصحية للآلاف من المستفيدين في شتى بقاع الأرض في برامج نوعية تستهدف صحة المرأة والطفل وأخرى لرعاية المكفوفين والمعاقين وغيرهم من أصحاب الهمم حول العالم.
كما يبرز اهتمام الجهد الإنساني القطري بتوفير فرص عمل للشباب والتمكين الاقتصادي لهم في بلادهم ما يفتح أمامهم أبواب رزقٍ وعمل تقضي على العديد من مسببات العنف والتطرف المتمثلة في الفقر والعوز وفتح آفاق جديدة لحياة كريمة. وعلى سبيل المثال لا الحصر ساهمت مؤسَّسة «صلتك» في توفير ملايين فرص العمل للشباب في العديد من الدول، بينما ساهم صندوق قطر في مشروعات عديدة لدعم اللاجئين وتجهيز الشباب بمهارات العمل في فلسطين وسوريا وأفغانستان وغيرها، من بينهم 700 ألف مستفيد من اللاجئين السوريين، و324 ألف مستفيد في دارفور، وتمكين نحو 1200 فتاة في أفغانستان، وذلك في مبادرات لا تتوقف من أجل صناعة الأمل لخير الإنسانية ككل.