المحليات

واحة النفس.. تخلص من الجمود

إنَّ التخلصَ من الجمودِ هو تعلم حب العمل الذي نقوم به وسيكونُ هذا الأمر يسيرًا لنا، لأن كل ما نقوم به سيصبح جزءًا من برنامج جرى تصميمُه ليمنحنا الاستقلال والاستقرار والأمن، وأهم من كل هذا الشعور بالسعادة عند قيامنا بالعمل.
إنَّ النفوس تتفاوت في ميزان الله عز وجل، وكذلك في ميزان الحياة الدنيا، فهناك نفوس وأرواح تهيم حول العرش وأخرى تحوم حول «الحش»، كما قال ابن القيم رحمه الله :(فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها، كما يقع الذباب على الأقذار).

 

والهمم سبب هذا التفاوت، فكلما كانت الهمة أعلى وأسمى، كانت المكانة أرفع وأشرف، وكلما كانت الهمة أحط وأسفل، كانت القيمة أوضع وأنزل، فالهمة هي التي تصنع القيمة صعودًا ونزولًا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (العامة تقول قيمة المرء ما يحسن، والخاصة تقول قيمة المرء ما يطلب).
والهمم الصانعة للقيمة والمكانة في الدنيا والآخرة تكون على قدر ما يحمله أصحابها من همٍّ، فطبيعة الهم ونوعه ومجاله، هي التي تحدد مستوى همة المرء، فمن كان همُّه صلاحًا وإيمانًا وتقوى وعملًا وعلمًا وإصلاحًا ودعوة إلى الله واهتمامًا بقضايا أمته، تكون همته وأهميته على قدر هذا الهم، فإن تكنْ مهتمًا وذا همٍّ، تكن هامًّا وذا همة.
إنَّ الكثير منا تقعد بهم هممهم ويقصر طموحهم عن طلب معالي الأمور ومثلهم في الحياة «القناعة كنز لا يفني»، ومع اعتقادنا بأنَّ الطمع والجشع خلقان ذميمان ولا شك، إلا أن علو الهمة في طلب الكمال وقوة العزيمة في تحقيق الأهداف من أهم أخلاق المؤمن الصادق بل العاقل، كما يقول الإمام ابن الجَزَري رحمه الله تعالى: «من أعمل فكره الصافي دله على طلب أشرف المقامات، ونهاه عن الرضا بالنقص في كل حال».

 

 

6 نصائح تحبب المدرسة إلى طفلك

انطلقتِ الدراسةُ الجامعيةُ ببعض الجامعات وخلال أيَّام تنطلق بالمدارس، وتتأهب الأسر لاستقبال عام دراسي جديد، وعادةً ما يصاب بعض الأطفال بالانزعاج مع انتهاء الإجازة الصيفية، الأمر الذي يعني النوم والاستيقاظ مبكرًا، ومشاهدة التلفزيون بحساب، وغيرها من الأوامر التي يمليها الآباء على الأبناء.
لكن سرعان ما تنتهي المعاناةُ ويتأقلم الأطفال على الروتين الجديد بعد أيام معدودة من دخول المدرسة، ولكن تبقى المخاوف لدى الأطفال المُلتحقين بالمدرسة لأول مرة وخاصة مع الضغط الواقع عليهم من الآباء، لذا من الخطأ لجوء الأم إلى عقاب الطفل لإجباره على الذهاب إلى المدرسة، وبدلًا من العقاب يكون علاج المشكلة بذهاب الوالدين أو أحدهما معه إلى المدرسة من أول يوم ولمدة شهر، ويجلسان معه ثم يتواريان عن نظره بعض الوقت، ويظهران بعد قليل حتى لا يشعر الطفل بعدمِ الأمان.

وعن مخاوف سنة أولى مدرسة تأتي من أنَّ معاناة بعض الأطفال من الخوف والقلق مع بداية الدخول المدرسي، يعود إلى عدةِ أسبابٍ، وهي خروج الطفل من بيئة البيت الضيقة إلى بيئة أوسع وأشمل، بيئة عدد أفرادها أكبر من الأسرة العادية، والكل بالنسبة له يعد غريبًا، وهناك أطفال لم يكن لهم مسبقًا اتصال مع من هم خارج دائرة البيت، فيظهر عندهم صعوبة التواصل مع المحيطين بهم، وهناك أطفال يرتبطون ارتباطًا لصيقًا بأمهاتِهم إلى درجة مَرَضية.
وننبِّه على أهمية دور الآباء في بث الثقة في نفس الطفل بعدم نقل مخاوفهم إلى دواخل الطفل ما ينتج عنها إرهاب من الدروس والمدرسة، يستمرُّ مع الطالب مدة طويلة، كما أن الآباء يجب ألا يعاملوا الطفل بعصبية زائدة، ما يزرع المخاوف في أعماق الطفل، وهذا سيؤدي حتمًا إلى فشل الطفل وكرهه للمدرسة.
وهنا يبرز دور الأم في ترغيب طفلها في المدرسة وتهيئته نفسيًا لأول يوم حتى يمر بسلام، وذلك عن طريق التمهيد قبل المدرسة بمدة كافية ليكون لدى الطفل انطباعٌ جيدٌ عن هذا المكان المجهول بالنسبة له، كأن تتحدث معه كثيرًا عن أهمية المدرسة والدراسة، وأن تشرح له أن المدرسة ستجعل منه شخصًا مهمًا، وأنها مكان سيلعب فيه ويتعلم القراءة والكتابة والرسم، وتوضح له أن المدرسين يحبون تلاميذَهم الذين لا يخافون من المدرسة، ثم تبدأ بعد ذلك باصطحابه لزيارة المدرسة قبل الدراسة بأسبوع حتى يتعود على شكل المدرسة ويشعر أنها تجمع بين النادي ومكان العلم.
وهناك بعضُ التوصياتِ والنصائح وخطوات يجب على أولياء الأمور اتِّباعها من أجل راحة أبنائهم في المدرسة:
1 ‏- التعرف على مشرفات المدرسة لمناقشة وسائل الأمان في فناء المدرسة‏.
2 ‏-‏ أن يطلبوا من المُدرّسة أن تجعل الطفل يعاون في أي مطلب يوفر له الثقة بالنفس، ويزيد حبه في المكان، بأن يقوم بجمع الكراسات من الأطفال أو ترتيب اللعب أو توزيع وجبة الغداء‏.‏
3 ‏- الانضمام إلى مجلس الآباء‏ لأن اجتماع الأمهات والآباء‏، مع فريق المدرسين من شأنه أن يكسر حاجز الخوف‏ والقلق،‏ ويساهم في التعرف على مشاكل الأبناء وحلها‏ بطريقة سليمة وتربوية.
4 – توفير بعض الوقت بعد العودة من المدرسة‏،‏ وإذا لم يكن لديه الرغبة في ذلك بسبب الإرهاق وعدم الرغبة في المناقشة‏، تحترم رغبته ولا يرغم على الكلام‏.
5 – تشجيعه على أسلوب رفع اليد للاستئذان في الكلام عند الرغبة في السؤال أو الخروج إلى دورة المياه أثناء تواجده في الفصل‏.‏
6 – مساعدته على مصادقة الأطفال الأكبر سنًا الذين يحبون المدرسة‏،‏ ولديهم خبرة من خلال وجودهم من قبل فيها‏، والتعرف على بعض زملاء الفصل قبل دخول المدرسة حتى يشعر صغيرك بالألفة بمن حوله‏.‏

 

– خصص وقتًا للتفكير.
– تعلم أن تتعاطف مع الآخرين.
– كن كريمًا في المجاملة الصادقة.
– عندما تنزعج من الآخرين أو المواقف التي لا تستطيع أن تسيطر عليها فابتعد عن هؤلاء الأفراد وعن تلك المواقف لفترة قصيرة.
– لا تحب ما أنت عليه، بل ما يجب أن تكون عليه.
– السعادةُ تحتاج حقًا إلى أن تتخلى عن أشياء معينة.
– لن يصبح أحدٌ عظيمًا بتقليد غيره.
– ليس من المعقول أن تتخذَ قرارات سريعةً في قضايا هامة فعلًا.
– كن قائدًا، أو تابعًا، أو تنحَّ عن الطريق.
– خذ الوقت الكافي؛ لتصدر قرارات هامة، فنادرًا ما تحتاج هذه القرارات إلى أن تُتخذ فورًا، نَمْ ودَعِ الليل يمر عليها، فسوف تكون أكثر موضوعية إذا انتظرت أربعًا وعشرين ساعة.

 

 

 

– أوصلوا السعادة والسرور إلى قلوب أولادكم واحرصوا على تسليتِهم بما هو مباحٌ، واعلموا أن لكم بالفرحة والسرور اللذين تدخلونهما إلى قلوبهم أجرًا ومثوبة من الله عز وجل.
– استفيدوا من الجلسات العائلية في توجيه أولادكم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية.
– تابعوا أولادكم باستمرار وراقبوا سلوكهم وأفعالهم خِفية عنهم، فإن ذلك عونٌ كبيرٌ لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيههم بطريقة صحيحة.
– كل طفل لا بد أن يكون فيه صفات طيبة وما علينا إلا أن نبحث عن هذه الصفات ونثني عليها في كل مناسبة، ونشجعهم بالمحافظة على هذه الصفات.
– اهتموا بميولِ أولادِكم ونمو مواهبهم وتلمسوا لديهم مواطن الإبداع ليطوروها.
– أدخلوا إلى عالم أولادكم وعيشوا معهم في الجو الذي يعيشونه وخاطبوهم باللغة التي يفهمونها ويألفونها.
– إن التفرقة بين الأولاد أكبر خطأ يرتكبه الآباء بحق الأولاد، وهو عمل يؤدي إلى التباغض وتبادل مشاعر الكراهية بين الإخوة.

 

 

 

 

(أعاني من التلعثم في الكلام)

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور، مُشكلتي أنَّني أتلعثم في الكلام، وأجد صعوبةً في الكلام، أرجو أن ترشدوني إلى التخلص من هذه المشكلة، وهل هذه المشكلة تعتبر مَرضيةً أم لا ؟
وجزاكم الله خيرًا . أختكم: مروة .ج.
الإجابة:
أختي الفاضلة مروة حفظكِ الله ورعاكِ، وأشكركِ على التواصل معنا.
اعلمي أن مشكلة التلعثم يقصد بها عدم القدرة على التكلم بسهولة حيث يُتهته الشخص ويجد صعوبة في التعبير عن أفكاره.
فتارة ينتظر لحظات حتى يتغلب على خجله، وأخرى يعجز تمامًا عن النطق بما يجول في خاطره.
والتلعثم ليس ناشئًا عن عدم القدرة على الكلام، فالمتلعثم يتكلم بطلاقة وسهولة في الظرف المناسب، أي إذا كان يعرف الشخص الذي يكلمه، أو إذا كان أصغر منه سنًا أو مقامًا.
وأوَّل ما يشعرُ الشخص به هو الرهبة أو الخجل ممن يكلمه فتسرع نبضات القلب ويجف حلقه ويتصبب عرقًا، ويبدأ التلعثم عادة في سنِّ الطفولة، ولكن يعاود الشخص من جديد إذا أصيب بصدمة نفسية، حتى ولو كان مضى على شفائه سنوات عديدة.
وقد ينشأ التلعثم عن واحد أو أكثر من الأسباب التالية:
– قد تتقلص عضلات الحنجرة نتيجة خوف أو رهبة، فتحجز الكلمات قبل خروجها ولا يقوى الطفل على النطق بأي كلمة.
أو يقول أأأ ولا يستمر أكثر من ذلك حتى يزول خوفه وتتفتح حنجرته.
– قد لا يتنفس المصاب تنفسًا عميقًا قبل بدء الكلام فينطق بكلمة أو كلمتَين ثم يقف ليتنفس ويستمر كذلك بين تكلم واستراحة فيكون كلامه متقطعًا.
– قد يتنفس المصاب تنفسًا عميقًا قبل الكلام ولكنه يسرف في استعمال الهواء الموجود في رئتَيه فيستنفده في بضع كلمات.
– قد يكون التوازن معدومًا بين عضلات الحنجرة واللسان والشفتَين فينطق بأحد الحروف قبل الآخر، أو يدغم الحروف بعضها في بعض.
أختي الفاضلة مروة تستطيعين أن تتغلبي على هذه الحالة:
فهناك أساليبُ ومهارات تساعدك على اكتساب هذه المهارات، منها:
1- تأكيد الذات: بحيث لا بدَّ أن تتخلصي من مشاعر الخجل، وتؤكدي ذاتك بحرية التعبير والنقاش، والقدرة على اتخاذ القرار، والقدرة على التعاون مع الآخرين، والقدرة على التفاوض والإقناع، والتمتع بالشجاعة وعدم الخوف.
2- التواصلُ البصري: عندما تتكلمين مع الآخرين لا تكسري عينك ولا تحملقي فيه، وكوني طبيعية.
3- التعبيرات الوجهية: لا بد أن تكون تعبيراتك الوجهية ملائمة للموضوع، لا خاوية أو عدائية.
4- الإيماءات: استخدمي الإيماءات باعتدال، بحيث لا تكون متصلة أو مفرطة.
5- الوضع البدني: حافظي على المسافة المناسبة عند الحديث مع الآخرين، مع انحناء بسيط في اتجاه الآخر دون مبالغة.
6- الصوت: لا بد أن يكون ارتفاع صوتك ملائمًا واضحًا، لا منكسرًا أو هامشيًا.
كل هذه السلوكيات تستطيعين أن تجربيها وحدك في البيت أمام إخوانك أو أمام المرآة، وبالتكرار والتعود إن شاء الله تعالى ستكتسبينها وتتخلصين من الخجل.
واجعلي من نفسك الإنسان الإيجابي الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته ويعترف بمسؤولياته الكاملة، وابتعدي عن التفكير السلبي الذي يوقعك في الخجل وعدم مخالطة الغير والاحتكاك بالآخرين.
وفي هذه الحالة قد تحتاجين أحيانًا إلى اختصاصي علاج نطق يعطيكِ بعض التدريبات لكي تتخلصي من هذه المشكلة نهائيًا بإذن الله تعالى. وبالله التوفيق.

 

 

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X