«كتارا» تسعى للحفاظ على التراث والتقاليد القطرية

الدوحة- أشرف مصطفى:

يحفلُ سجِّل المؤسسةُ العامة للحي الثقافي كتارا بالعديدِ من الفعاليات والمهرجانات والأنشطة التراثيَّة المحلية التي تعزز الثقافة المحلية، في ذات الوقت الذي تفتح فيه ذراعَيها لثقافات الشعوب الأخرى، وتحقيق التوازن بين الأصالة والتراث والحداثة والمعاصرة. وفي هذا السياق، يتجلَّى العديد من الفعاليات المحلية التي تتفاعل مع ثقافات العالم، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك محمل فتح الخير الذي يذهب بالتراث القطري إلى أماكن تواجد الآخرين، إلى جانب مهرجان المحامل البحرية الذي يُقام كل عام، ويتم من خلاله مشاركة عددٍ من الدول التي تشترك مع قطر في ثقافة الغوص على اللؤلؤ، وكذلك الاحتفاء بمُمارسات الصيد بالصقور من خلال المشاركة مع العديد من الدول حول العالم، التي تتشارك مع قطر في تلك العادة التراثيَّة. وفي هذا التقرير، سوف نسلط الضوءَ على أبرز الفعاليات التي تحرص كتارا من خلالها على الاجتهاد في نشر التراث والحفاظ على التقاليد القطرية، حيث التوعية بأهمية كل ثقافة وحضارة بتنظيمها واستضافتها للمهرجانات وورش العمل والمعارض والفعاليات على المُستوى العالمي، الإقليمي والمحلي.
تكرِّس «رحلات فتح الخير» دورَها في ربط أجيال قطر الشابة بماضيهم العريق وتراثهم البحري المجيد، كما تعمق الصلات الثقافية التي تربط الشعب القطري بالشعوب الشقيقة والصديقة، حيث بناء جسور التواصل الحضاري والإنساني، مستندة إلى رصيد هائل من الخبرة والتجربة، التي اكتسبتها «كتارا» في تسييرها رحلات فتح الخير السابقة.

ويؤكِّد مهرجان كتارا للمحامل التقليدية عراقته نسخةً بعد الأخرى، خاصةً أنه ليس فقط مجرد مهرجان، باحتوائه عددًا من الأنشطة الثقافية التي من شأنها تحقيق أهداف كتارا على المستويَين الإقليمي والعالمي أيضًا، بل عبر فعاليات وأنشطة متنوعة تمزج بين تراثنا البحري الأصيل ومختلف مجالات الفنون، بالإضافة إلى إحيائه رياضات بحرية تقليدية من خلال المسابقات المتنوعة التي تم استلهامها من تراث الأجداد وتعاملهم مع البحر في سبيل طلب الرزق لعقود طويلة.
ويأتي معرضُ «سهيل» لبيع مستلزمات الصيد والصقور ضمن جهود كتارا للحفاظ على الموروث العريق وتشجيع الصقارين والهواة، ويعد أكبر معرض دولي متخصص في الصقور، وتقام العديد من الفعاليات والأنشطة على هامش هذا المعرض، منها مزاد للصقور، معارض خاصة بالصقور والصيد، تدريب الأطفال على رياضة المقناص، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات، كما يخصص المعرض جناحًا للحرف اليدوية الخاصة بالصيد ولوازم الطير، وذلك في الوقت الذي تحرص فيه كتارا على تنظيم المهرجانات والفعاليات التراثية والمتنوعة على مدار العام. فتنظم «كتارا» مهرجانات، منها مهرجان «مرمي» ومهرجان حلال قطر، والمحاصيل الزراعية والخيل العربية، فضلًا عن إقامتها عددًا من الجوائز كجائزة: تلاوة القرآن الكريم، شاعر الرسول، والرواية العربية.
كما أن تنظيم كتارا لمهرجان الضاد السنوي المختص بالاحتفاء باللغة العربية يأتي انسجامًا مع أهداف «كتارا» في التأكيد على الهُوية الثقافية العربية من خلال الأنشطة والفعاليات التي تقام على أرض الحي الثقافي على مدار العام، كما يأتي المهرجان كجزء مكمل للفعاليات الهادفة إلى الحفاظ على تراثنا ولُغتنا العربيَّة الأصيلة.
ولا تفوت كتارا فرصة للاحتفاء بالتراث ونشره بين الجمهور من خلال أي مناسبة تخص المجتمع القطري، سواء كان ذلك في الأعياد أم في المناسبات الوطنية، حيث تقود فرق الفنون الشعبية أعمالَها الإبداعية لتعرف الناس على الفنون التراثية القطرية الأصيلة، هذا إلى جانب توفير مساحات لممارسة الألعاب الشعبية من قبل الأطفال، فتقوم كتارا كذلك بإحياء تراث وتقاليد قطر والتعريف بها للجيل الناشئ والثقافات الأخرى وتحتضن ورشًا كورش تعليم الخط وورش الزخرفة والنقش على الجبس والخياطة والتطريز اليدوي والسدو والصناعات اليدوية عمومًا.
ولا شك أنَّ كتارا تجتهد بكل ما لديها من إمكانات للقيام بمهمتها في إطلاع ضيوف الدولة والسياح وكل من على أرض قطر على تفاصيل تراثنا القطري والخليجي والاستمتاع بالأجواء الرائعة، وخاصة في ظل استعدادات قطر للمونديال، وهو ما يثبت أن كتارا حاضرة بقوة في مساندة جهود الدولة الكبيرة في تنظيم كُبرى المناسبات العالمية في مجال الرياضة وغيرها.