راية الإسلام
نجَّى الله فيه موسى عليه السلام والمؤمنين به.. أئمة و دعاة لـ الراية :

عاشوراء.. من أيام اللّه العظمى

صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله

المسلمون يصومون عاشوراء شكرًا لله على نجاة موسى

عاشوراء يوم جليل القدر في الإسلام.. ومخالفة اليهود في صيامه سنة

كتب – محروس رسلان:
حثَّ عددٌ من الأئمة والدعاةِ المُسلمين على اغتنامِ شهرِ الله المحرم بالإكثار من الصيام فيه، وحضَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم على ذلك، خاصةً صيامَ يوم عاشوراء «العاشر من المحرم» لأنَّه يُكفِّرُ ذنوبَ سنة مضت، مُوضحين في تصريحات خاصَّة ل الراية أنَّ يوم عاشوراء يوم عظيم من أيام الله نجَّى اللهُ فيه نبيَّ الله موسى عليه السلام والمؤمنين من بأس فرعون وجنوده الذين أغرقهم الله وابتلعهم البحر، لافتين إلى أن المُسلمين ينطلقون في صوم هذا اليوم من منطلق شكر الله على نجاة موسى عليه السلام والمؤمنين وأسوة بالنبي- صلى الله عليه وسلم- الذي صامه ووجَّه بصيامه لما وجد اليهود يصومونه لأننا «أولى بموسى منهم».
وبيَّنوا أن لصيام يوم عاشوراء مراتبَ أفضلها صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، لحديثِ أبي قتادة عند مسلم أن النبي- صلى الله عليه وسلم-، قال في صيام يوم عاشوراء: «أحتسبُ على الله أن يُكفر السَنة التي قبله»، ولحديث ابن عباس الذي رواه مسلم: « لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر».
وشدَّدوا على ضرورة تجنُّب المعاصي وظلم النفس في شهر الله المحرم والذي سمِّي بالمحرَّم لكونه شهرًا محرمًا وتأكيدًا لتحريمه، مشيرًا إلى أن قوله تعالى: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم)؛ أي في هذه الأشهر المحرَّمة؛ لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، وإنما تُعَظّمُ الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل. وأوضحَ الداعية الإسلامي الشيخ د. محمود عبد العزيز، أن شهر الله المحرَّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السَنة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم.
وأكَّدَ أن الحكمة من صيامه، أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجَّى اللهُ فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكرًا لله تعالى، وصامه نبينا- صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه.
وأوضحَ أن الحكمة في صيام اليوم التاسع، وَفقًا لما نقله النووي رحمه الله عن العلماء في ذلك عدة وجوه، أحدها أن المراد من مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، والثاني أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده، والثالث الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر، لافتًا إلى أن أقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود، كما أشارَ إلى ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ونوَّهَ بأنَّ لصيام يوم عاشوراء مراتب أفضلها صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، لحديث أبي قتادة عند مسلم أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال في صيام يوم عاشوراء: «أحتسبُ على الله أن يُكفّرَ السَنة التي قبله»، ولحديث ابن عباس الذي رواه مسلم « لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر». وحث على الإكثار من صيام النافلة في شهر المحرم لما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ». رواه مسلم.

 

  • من صام عاشوراء جمع بين تكفير الذنب وتحصيل الأجر ومتابعة السُّنة

  • لصيام يوم عاشوراء مراتب أفضلها صيام التاسع والعاشر من المحرم

  • النبي صام عاشوراء ووجَّه المسلمين لصيامه لأننا «أولى بموسى منهم»

 

ونوَّهَ فضيلة الشيخ بدر الدين عثمان الداعية الإسلامي إلى أن الظُّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا ولكن الله يعظِّم من أمره ما يشاء، مُستدلًا بقوله تعالى: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها. ورغب فضيلته في الإكثار من صيام النافلة في شهر المحرَّم لحث النبي على ذلك، مبينًا أنه قد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرًا كاملًا قطُّ غير رمضان، فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم لا صومه كله. وذكرَ ما قاله الإمام القرطبي: لعلَّ قريشًا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السَّلام. وقد ثبت أيضًا أنَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يصومه بمكة قبل أن يهاجرَ إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدَّم في الحديث وأمر بمخالفتهم في اتِّخاذه عيدًا، كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ اليَهُودُ عِيدًا. وفي رواية مسلم «كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدًا» وفي رواية له أيضًا: «كان أهل خيبر (اليهود) .. يتخذونه عيدًا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارته، قَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصُومُوهُ أَنْتُمْ». رواه البخاري. ويرى أحمد جبر الدوسري الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن عاشوراء يوم جليل القدر في الإسلام، وأنه سُمّي بهذا الاسم لكونه «العاشر من شهر المُحَرَّم». حيث كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يصومه قبل الهجرة وبعدها، وأصل فضله أنه يصام شكرًا لله على نعمته إذ نجَّى الله به موسى من فرعون وكان اليهود يصومونه، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «أنا ‌أحق ‌بموسى منكم»، قال: فصامه وأمر بصومه (رواه البخاري 3942). وقالَ: ومما يدلُ على فضلِه شدة تحري النبي- صلى الله عليه وسلم- وصحابته وحرصهم على صيامه: كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهمَا قال: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان».
وأبانَ أنَّه يشرعُ صيام يوم قبل عاشوراء مخالفة لليهود والنصارى، لأنهم يصومونه منفردًا، قال صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع»، قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله. (رواه مسلم 1134). وقالَ: هكذا كان فعل السلف من الصحابة وغيرهم، يصومون عاشوراء ويومًا قبله، كما ثبت عن ابن عباس وابن سيرين. وأشارَ إلى أن صيام ثلاثة أيام، عاشوراء، عبر صيام يوم قبله ويوم بعده لاختصاص عاشوراء، لم يثبت عن أحد من الصحابة، ولكن يمكن صيام الأيام الثلاثة، التاسع والعاشر والحادي عشر بنية عاشوراء وبنيَّة ثلاثة أيام من كل شهر. وقالَ: إذا لم يصم الإنسان شيئًا قبله فلا بأس، وهو أقل وأدنى الاتِّباع، ولكن دون أجر المخالفة. ولفتَ إلى أن ما يذكره بعضُ العلماء من تخصيص عاشوراء باستحباب التوسعة على العيال واغتسال ونحو ذلك فليس يصح فيه شيء، لافتًا إلى إمكانية فعل ذلك دون نسبته إلى السنة أو ظن أن الشرع خصصه بذلك.
وأكَّدَ أنَّه مما يحسن احتسابه عند صيام عاشوراء: استحضار أنه في أحد الأشهر الحرم وهذه فضيلة يعظم بها الأجر، وكذلك استحضار فضل صيام في سبيل الله، فإن الأجر يعظم بالنيَّة.

 

 

 

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X