واحة النفس.. تحديد الأهداف والأولويات بوابة النجاح
إذا أردت أن تنجحَ وتجددَ من حياتك لا بد أن تختارَ الطريق الصحيح، بمعنى أن تختار التخصص الذي يناسبك في الحياة، والذي ستصنع الحياة بهذا الدين من خلال التفوق فيه والمساهمة عبره في إقامة خلافة الله في الأرض، وتحقيق العبودية لله تعالى.
اختيارك لما تريدُ أن تقومَ به في وقت من الأوقات أثناء حياتك اليومية، يجب أن يكون من خلال الأهداف التي وضعتها فقط، فلا تُدخِل في أولوياتك ما يمكن أن يكون خارج أهدافك التي حددتها سلفًا، أو ما يمكن أن ينحرفَ بمسارك عنها، فإن فعلت ذلك، فإنك ستكون قد دخلت في مساحة (المربعين الثالث والسادس) التي تضيع الوقت وتعوق الوصول إلى الأهداف.
وليس المقصود بالطبع أن تعملَ طول وقتك، وتلغي كل أوقات الفراغ، أو أن تزيل كل متعة أو ترفيه من حياتك؛ لأن ذلك سيجعل الحياة جادة أكثر من اللازم، وسيجعلك تشعر بالسأم الذي يقودك إلى التخاذل؛ لأن النفس بطبيعتها ستتجنب ما تكره، وقد روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: «روِّحُوا عن القلوب ساعةً بعد ساعةٍ، فإن القلوب تكَلُّ، فإذا كَلَّت مَلَّت، وإذا مَلَّت عَمِيَت».
أنت أقدرُ على تحديد أولوياتك؛ لأنك أعرفهم بنفسك، وهذا لا يعني ألا تستفيد من خبرات الآخرين وأفكارهم، وما يقدمونه لك من تسهيلات.
فعندما تحددُ أنت أولوياتك، فإنك تتصرف بقناعة وثقة، وتضمن أنك لن تكون ضحية لاجتهادات الآخرين في شؤونك الخاصة؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يكن أحدكم إمَّعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت».
لذا ليس من الصواب أن تُلغي عقلك، وتتبع رأي الآخرين، مهما كانت دوافعهم الخيِّرة، ومهما كانت خبرتهم في الحياة، أو مبلغهم من العلم، عندما تكون أنت القائد، فهذا يعني أنك تجمع المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار المناسب، ثم تتخذه فعلًا.
كثير من أهدافك المادية متغيرة متبدلة، حسب ما تمليه عليك ظروف الحياة بين الحين والآخر، وحسب ما يتاح لك من فرص، وما يعترض سبيلك من عقبات، ولا شك في أن التعنت وعدم المقدرة على تغيير الاستراتيجيات حسب المعطيات المستجدة، هو تغير عن المسار الصحيح؛ لذلك تعلّم أن تراجعَ قائمة أولوياتك، ودرجة إلحاح بنودها، ومقدار أهميتها بين فترة وأخرى.
للحياة الأسرية أهميةٌ بالغةٌ في الجوانب النفسية والعقلية والاجتماعية والأخلاقية والروحية وحتى الأبعاد الجسمية من شخصية جميع أعضاء الأسرة إلى الحد الذي قد يصل بأحد أفرادها إلى هاوية الانتحار أو السقوط في مستنقع الإدمان.
النجاح في إقامة الأسرة السعيدة واستمرارها كالنجاح في شتى مجالات الحياة الأخرى لا يتأتى عفويًا من تلقاء نفسه، وإنما لا بد من بذل الجهد والتخطيط والتضحية لتسير سفينة الزواج إلى بر الأمان ترفرف عليها أجنحة السعادة والهناء وتقاوم ما يواجهها من أعاصير وعواصف، وتنعم بما يرزقها الله به من العطايا والخيرات، وبذلك تتمتع الأسرة بكاملها بالصحة النفسية والعقلية والجسميّة.
ومع أن الحياة الأسرية مشاركة وجدانية وواقعية إلا أنه لا بد أن يترك كل طرف للآخر جزءًا من الحياة الخاصة به كالاحتفاظ ببعض الأسرار والأوضاع العائلية، ولا يكشف خباياه أو يغزو شخصيته، مع ضرورة توفر الثقة المتبادلة بين الطرفين ويتطلب ذلك التمسك بقيم الصدق والأمانة والإخلاص والوفاء والطهارة والعفة والشرف، ويتعين عدم جرح كرامة أو كبرياء أحد الطرفين، مع اتسام الجو الأسري بالصداقة والتفاهم والتعاون والعطاء والمشورة.
بالإضافة إلى ذلك المشاركة الوجدانية العاطفية في السرّاء والضرّاء وتحمل أعباء الحياة بحلوِها ومرِّها، ويتطلب ذلك تفاني كل طرف في العمل على إسعاد الطرف الآخر.
ولا بد من ضرورة التلاحم والتواصل والتوحد الفكري بين الزوج والزوجة، مع الإيمان بأنه إذا بدأ أحد الأطراف في إسعاد رفيقه فإن الطرف الثاني سوف يبدأ بعد ذلك كرد فعل طبيعي لهذا العمل.
ومطلوب من كل طرف أن يبعدَ مشاعر الملل والغم والهم والنكد والحزن والضيق والغضب، ويتطلب ذلك تغيير الروتين اليومي، وإظهار كل واحد منهما ما يملك من طاقات الخير والعطاء والحب، وإثارة الجوانب الخيرة في الشخص.
ويحتاج الزوج إلى زوجة تعوض له ما ينقصه وتشبع له حاجاته التي يتمنى تحقيقها، وهنا تقوم الزوجة بدورها الفعال، باعتبارها نواة المجتمع الصالح وذلك في ضوء الحياة الأسرية من أجل تحقيق السعادة الزوجية.
والأسرة هي المدرسة التي يتعلمُ فيها الفرد أصول الطاعة والالتزام، حيث يمتدُ أثره ليعم أفراد الأسرة بكاملها.
فن التعامل مع الأبناء
– تعامل مع الأولاد حسب العمر الزمني والنضج العقلي والعاطفي.
– استغل فرصة حب الأولاد للمسامرة مع الوالدين في التوجيه والنصح.
– لا ينبغي الانشغال التام عن الأولاد بأي أمر كان.
– سلم على الأولاد وحادثهم وحاورهم ومازحهم وعلمهم.
– اهتم بالسنوات الست الأولى فلها أهمية بالغة في تكوين شخصية الطفل.
– المداعبة والمزاح إلى حد التصابي مع الأولاد لا يقلل من الهيبة بل يزيدها.
– ابدأ معهم قراءة كتاب أو دربهم على مهارة جديدة واترك لهم فرصًا للإنجاز.
خطوات لتحقيق أهدافك
– الجيوب الفارغة لم تمنع أحدًا من إدراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك.
– النجاح يكون من نصيب من تحلَّوْا بالشجاعة ليفعلوا شيئًا، لكنه نادرًا ما يكون من نصيب الخائفين من العواقب.
– لدى كثير من الناس أفكار رائعة، لكن القليل منهم من يقرر أن ينفذ تلك الأفكار.
– الناجح شخص يفعل لا يؤجل.
– النجاح ليس له نهاية، والفشل ليس أبديًا.
– ليس هناك حدود للعقل يقف عندها سوى تلك التي أقنعتنا بوجودها.
(طفلي عنيد ومتمرد)
(طفلي عنيد ومتمرد)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليكم بعد أن وصلت لمرحلة اليأس وعيوني تذرفُ دمعًا على ما اقترفته يداي مع طفلي، الذي يبلغ من العمر 5 سنوات فأصبح عنيدًا ولا يسمع كلامي، وأصبحت عصبية ودائمة البكاء، والذي زاد المشكلة أكثر سفر زوجي إلى الخارج وترك المسؤولية كلها علي، أرجو منك المساعدة فأصبحت لا أتحمل أي شيء، وجزاكم الله خيرًا.
أختكم / أم بدر.
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة أم بدر حفظكِ الله ورعاكِ، كما أشكركِ على تواصلك معنا.
أولًا وقبل كل شيء يا أختي الفاضلة يجب أن تعلمي أنك مؤمنة بالله تعالى، مؤمنة بقضاء الله وقدره، وأن الذي أصابكِ لم يكن ليخطئك، وأن الذي أخطأك لم يكن ليصيبك، فلماذا الحزن والأسى والتحسر على قضاء الله وقدره، أريدك أن تكوني قوية صابرة محتسبة أمورك كلها لله تعالى. لا يمكن أن نرمي كل الأمور على زوجك أو على سلوكيات ابنك، الابن في هذه السن محتاج إلى حب وإلى حنان وإلى ضمة صدر تغنيه عن الدنيا كلها.
اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائمًا أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكهم نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهدًا أيضًا لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة. ويجب أن تعلمي أختي أن هذه العصبية ترجع إلى الغضب، والغضب من النار والشيطان، كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، لتعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى، ولا تبالي بكلام الغير وامتصي غضب الغير بالابتسامة الطيبة، واعلمي أن الابتسامة علاج للتوتر والعصبية بالإضافة إلى أجرها العظيم، لأن تبسمك في وجه الآخرين صدقة. اعلمي -أختي الكريمة- أن ظاهرة العناد عند الأطفال ظاهرةٌ عادية مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، ومن مستلزماتها الأساسية؛ فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواء كانوا من الأهل أو من غير الأهل، وتتطور أشكال العناد من مرحلةٍ إلى أخرى، ويتم التخلص منها تدريجيًا إذا أحسنت تربية الطفل، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته العاطفية، وقد ترجع أسباب العناد في مرحلة الطفولة إلى:
1- الرغبة في تأكيد الذات.
2- وضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها.
3- إهمال الوالدين للطفل، وتركه في البيت وحيدًا أو مع الآخرين، وعدم اصطحابه معهم في الزيارات أو النزهات.
ولإنهاء مشكلة العناد عند طفلك يجب عمل ما يلي:
1- إشباع حاجات طفلك، واحتواء مطالبه الأساسية المشروعة.
2- يجب التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية طفلك.
3- لا تحاولي أن تقاومي العناد بالعناد، ولا تضعي نفسك في مجابهة مباشرة مع طفلك.
4- أقنعي طفلك باللين لامتصاص العناد، وذلك يحتاج إلى هدوء أعصاب وقليل من الصبر.
5- يجب خلق جو أسري هادئ خالٍ من الاضطرابات والصراعات .
وأنا أطمئنك مرة أخرى فالولد يحتاج إلى يد حانية وإلى قلب رحيم وبإذن الله تعالى سترين فيه الخير الكثير
وبالله التوفيق.