حبر مسكوب ….«الجِمْ» (الصالة الرياضية)
أقنعت نفسي بأن الكرش وجاهة لكن بشرط أن تكون محفظتك أيضًا بها كرش!

قِصَّتي بدأتْ قبلَ 3 أشهر بعد أن ضاقتْ ملابسي، للعلم، الملابس لا علاقة لها بكارثة وزنك، ولكن قل زاد وزني! الشاهد أنَّني اشتركت في إحدى الصالات الرياضيَّة التي تعرف ب «الجم» أي اختصار لجملة جمال الملامح !! مجرد دعابة!
الشاهد مجددًا أنَّه طوال هذه الفترة لم ينزل وزني ولا حتى جرام!!
فقررت أن أذهبَ إلى الجم بنفسي لكي أفهم الموضوع، و يا ليتني لم أذهب، وظللت بكرشي المترهل حتى ركبتي!
قال لي المدرب: إنه يجب أن أمارس التمرينات لمدة ساعة على الأقل كل يوم وتركني وذهب..
أخذت أراقب من حولي لعلِّي أجد معهم الجواب لعِلتي وأحصل على جسم ممشوق قبل سفري إلى جزر ماكينوس في اليونان؛ لأنَّه بجسمي الحالي فإنَّ أفضل منطقة أصيف بها هي مكينس للحجر الصحي في قطر!
الشاهد مرة أخرى رأيت أحدهم في «الجِمّ» يمشي على جهاز الجري منذ أكثر من ساعة بشكل بليد، وكأنه يتمشى على الكورنيش، وهو ممسك بهاتفه غير مبالٍ بالتمرين! على أقل تقدير احترمْ جهاز الجري؛ لأن ما يفعله هو مضيعة للوقت، لأنك لكي تستفيد من التمرين يجب أن ترفع درجة الجهد حتى ينفطر قلبُك، ويقفز من مكانه من شدة التعب أو تسقط مغشيًا عليك!
تركته وذهبت بعيدًا ورأيت اثنَين يتمرنان على جهاز شد العضلات، كلاهما يمتلك جسمًا، لا أقول لكم عنهما، كأن الجسم مصنوع من طبقات البيتزا السميكة ب «الببروني» المتراكمة فوق بعضها البعض، والجبن السائح من الأطراف! المشكلة ليست هنا، بل المصيبة أن كليهما يعتقد نفسه مدربًا.. تخيل معي المنظر، يَشْغلان الجهاز لساعات بالأحاديث الجانبية ونحن أصحاب العضلات المفتولة !! لا نجد سوى الانتظار !
تركتهما في مصيبتهما، وذهبت أبحث عن حلٍ لمصيبتي، أقصد وزني ! ووجدت ضالتي في جهاز رفع الأثقال، كان هناك شخص وزنه وزن الذبابة، قلت سينتهي عمره قبل أن يكمل جلسة من التمرين !، لكن يا لهول الموقف، التمرين لا يأخذ منه خمسة تكرارات، ويجلس على الجهاز للراحة خمس دقائق لا ينقصه سوى أن يطلب قهوة!
تركته وذهبت بعيدًا أجرُّ خيبتي وترهلاتي، وفجأة وجدت ضالتي في قسم التمرينات الجماعية.. كانت الأجساد ممشوقة، والملابس مزمومة، والوجوه مملوحة.. للأمانة خجلت من نفسي، وخشيت أن أفسد عليهم متعة التمرين وأنا أشبه «تليتبيز الأحمر» !
فجأة سمعت أحدهم يصرخ من بعيد ركضت إليه مسرعًا لكي أنقذه! لكن اكتشفت أنه يحمل أثقالًا بوزن الجبال، وحجم عضلاته مثل البالون المنتفخ! فقلت له هل هذا طبيعي؟ هزَّ رأسه بالكاد، وذلك لكبر عضلات رقبته، فقلت في نفسي هذا لن يعيش للغد من كثرة الحقن والمنشطات!
هنا شعرت بأحدهم يضع يده على كتفي وقال لي بهدوء:
يا والدي إذا كنت تبحث عن جسم رشيق لتكسب قلوب العذارى اللاتي هناك من خلال أجهزة الجِمّ، فإنك غلطان! هناك في خارج الجم جهاز الصراف الآلي وهو سَيَفِي بالغرض!
أقنعت نفسي بأن الكرش وجاهة، لكن بشرط أن تكون محفظتك أيضًا بها كرش!
لحظة.. لا تصدق كلامي لأن الصحة هي الأهم، فهي شعور لا يُضاهى، خاصة لمن بلغَ من العُمُر عتيًا.