راية الإسلام
أكدوا أن النبي حث المسلمين على صيامه.. علماء ودعاة لـ الراية:

الصيام من أجلِّ العبادات في شهر الله المحرم

منصور الكواري: الصيام تطوعًا من أفضل الطاعات

صبيح المري: ضرورة التزام المسلم بتعظيم الأشهر الحرم

الصيام عبادة خفية وهي أدعى إلى الإخلاص من كثير من العبادات

الدوحة- محروس رسلان:

أكَّدَ عددٌ من العلماءِ والدعاةِ أنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، حثَّ على اغتنامِ شهر الله المُحرَّم الذي يُعدُّ أحد الأشهر الحرم بالعبادة، وأوصى بالإكثار من الصيام فيه حين قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم..» (صحيح مسلم)، لافتين في تصريحات خاصة لـ الراية إلى أن الصيام يقتضي الامتناع عن سائر الموبقات والآثام والمُحرَّمات التي تؤدِّي إلى القدح في الصيام، كما يقتضي التنزه عما كان مباحًا من الأكل والنكاح، لذا فهو من أجلِّ العبادات.
واعتبروا أنَّ الصيام تطوعًا من أجلِّ العبادات التي يتقربُ بها العبدُ المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك لعظم فضل الصيام وعظم الجزاء عليه عند الله عز وجل، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ..».
وذكروا أن الصيام عبادة خفيَّة بين الشخص وبين الله عز وجل، حيث لا يعلم بها إلا الله ما لم يظهر صيامه لأحد، الأمر الذي يجعل عبادة الصيام أدعى إلى الإخلاص من كثير من العبادات.
وشدَّدوا على ضرورة التزام المُسلم بتعظيم وتوقير الأشهر الحرم، ومنها شهر الله المحرم، لأنها معظمة عند الله، الأمر الذي جعل المعصية فيها تكون أشد من المعصية في غيرها من الأشهر، لقول الله عز وجل: «إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ».
ودعوا كل إنسان مسلم إلى أن يجاهدَ نفسه وأن يحرصَ على الإكثار من الطاعات في الأشهر الحرم، ومنها الصيام والذكر وقراءة القرآن، وألا يظلم الناس، وألا يتكلم بما لا يليق، وألا يهجر قرابته وألا يظلم نفسه بجميع الأعمال السيئة التي تُحسب عليه في صحيفته يوم القيامة.
في البداية، أكَّدَ فضيلة الشيخ د. عبد السلام المجيدي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة في جامعة قطر، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، يربط بين الأزمنة والأمكنة والناس وعلاقتهم بربهم سبحانه وتعالى وبتذكر مبادئ دينهم.
وقالَ: شهر الله المحرم يأتي بعد ذي الحجة ليكون أول أشهر السنة الهجرية القمرية والتي يوقت المسلمون تاريخهم بها، ومن ثم فإذا ابتدأنا العام الهجري بالعبادة التطوعية غير المفترضة وأنهينا العام بركن من أعظم أركان الإسلام وهو الحج، فنحن بذلك نكون مرتبطين بذكر الله في كل أحوالنا وفي أول عهدنا بالعام الهجري وفي آخر عهدنا أيضًا.
وأضافَ: أعظم العبادات الصلاة، والصلاة متكررة لا يحتاج فيها إلى تذكير، لأنها خمس مرات في اليوم، لكن الذي لا يتكرر هو الصيام، لأنه افترض مرة واحدة في العام في شهر رمضان، ولأن الصيام يقتضي الامتناع عن سائر الموبقات والآثام والمحرمات التي تؤدي إلى القدح في الصيام، كما يقتضي التنزه عما كان مباحًا من الأكل والنكاح، لذا فهو من أجلِّ العبادات.

 

  • ضرورة التزام المسلم بتعظيم وتوقير الأشهر الحرم

  • د. عبد السلام المجيدي: الصيام عبادة تهذب النفس الإنسانية

ولفتَ إلى أن الإنسان عندما يصوم تطوعًا لله فإنه يعوِّد نفسه على التحكم في أهوائه وميوله ورغباته، لافتًا إلى أنَّ الصيام عبادة تهذِّب النفس الإنسانية وترتقي بها لتكون وَفق مراد الله تعالى.
ونوَّهَ بأنَّ الصيام باب من أعظم أبواب تزكية النفس ومن أسباب حمايتها من الفساد والزيغ، مبينًا أن تزكية النفس هي التي يُعرف بها الإنسان الصالح الذي يصلح ليقوم بالمهمة الربانية من عمارة الأرض والعيش بتعاون مع بقية بني الإنسان، ولفتَ إلى أن شهر الله المحرم يذكرنا بالجهد العظيم والكبير الذي بذله النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه في سبيل إيصال هذا الدين إلى العالم، كما يذكرنا بنجاة نبي الله موسى عليه السلام والمؤمنين من بطش فرعون، ومن ثم على المرء أن يتذكرَ أنه مهما أحاطت به النوائب ومهما دهته المصائب فإن معه ربه الذي سيهديه وينصره.
وأبان أنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، حثَّ على اغتنام شهر الله المحرم الذي يعد أحد الأشهر الحرم، وأوصى بالإكثار من الصيام فيه، حين قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم..» (صحيح مسلم).
بدوره، أكَّدَ الشَّيخ منصور الكواري، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميَّة، أن الصيام تطوعًا من أجلِّ العبادات التي يتقربُ بها العبد المسلم إلى الله سبحانه وتعالى وذلك لعظم فضل الصيام وعظم الجزاء عليه عند الله عز وجل.
وأشارَ إلى الحديث الذي رواه أبو هريرة، رضي الله عنه، أنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالَ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،..».
وقالَ: بعد أداء فريضة صيام شهر رمضان ينبغي على المسلم أن يتحرى صيام النوافل، لا سيما السنن المؤكدة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، كصوم الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض من كل شهر هجري.
وأضافَ: الصيام عبادة خفيَّة بين الشخص وبين الله عز وجل، حيث لا يعلم بها إلا الله ما لم يظهر صيامه لأحد، الأمر الذي يجعل عبادة الصيام أدعى إلى الإخلاص من كثير من العبادات.
وقالَ الشَّيخ صبيح المري، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: إنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يكثر من الصيام في شهر الله المحرم، حيث ورد أنه كان يصومه إلا قليلًا منه.
وأضافَ: صيام التطوع في شهر الله المحرم عبادة معروفة وسُنة مؤكدة عن النبي، صلى الله عليه وسلم.
وشدَّدَ على ضرورة التزام المسلم بتعظيم وتوقير الأشهر الحرم؛ لأنها معظمة عند الله، الأمر الذي جعل المعصية فيها تكون أشد من المعصية في غيرها من الأشهر لقول الله عز وجل: «إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ «.
وقالَ: ونظرًا لأن الله خصَّ تلك الأشهر بهذه المكانة ونهى عن ظلم الإنسان لنفسه فيها، فيمكن القول بأن الإثم مضاعف في تلك الأشهر.
وأضافَ: على الإنسان أن يجاهدَ نفسَه وأن يحرصَ على الإكثار من الطاعات ومنها الصيام والذكر وقراءة القرآن وألا يظلمَ الناس وألا يتكلم بما لا يليق وألا يهجر قرابته وألا يظلم نفسه بجميع الأعمال السيئة التي تُحسب عليه في صحيفته يوم القيامة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X