كتاب الراية

حبر مسكوب.. القرار المكين

تأكد أنه مهما كان قرارك فلا بد أن يكون هناك مؤيد أو معارض!!

حياتُنا مليئةٌ بالقراراتِ الصعبةِ التي يجب اتخاذُها وتحمل نتائجها.. القرار هو المكانُ الصالحُ للاستقرارِ، وأمَّا المكين فهو الثابت، بحيث لا يقلع من مكانه.. لأنَّك في النهاية أنت وحدك صاحب هذا القرار؟

القضية قد لا تكون بالأمر السهل فهو قرارٌ نابعٌ من داخلك أنت، ويجب عليك دراسة كلِّ الظروف المُحيطة بهذا القرار لأنه سوف تترتب عليه أمورٌ كثيرةٌ.

تخيَّل نفسك وحيدًا في مطعمٍ جديدٍ، لا يوجد معك صديق تستعين بخبراته حتى لو كان لك ذلك، فسوف يزيد من ارتباكك لأنه ببساطة سيقول: القرار قرارك أنت!

هنا يظهر لك عامل المطعم ومعه قائمة الطعام.. وحتى قبل أن تفتح القائمة يطلب أن تحدد طلبك ؟ والطامة الكبرى إذا حدثك بالإنجليزية ! وأنت كل خبرتك في الإنجليزية مثل خبرتي في الإسبانية ! وإذا كنت محظوظًا، فأنت لا تعلم سوى كلمة «يس بابا» التي تقولها لك العاملة في المنزل!

يتصبب العرق منك تطلب من النادل وقتًا مستقطعًا لـ 5 دقائق لتلتقط فيها أنفاسك وتحدد فيها خيارك؟ أو بمعنى آخر تتخذ قرارك المكين!

تقلب صفحات «المنيو» لعلك تجد صورة طبق يعجبك لكن للأسف لا توجد صور! تحاول أن تبحث عن كلمة من النوع المألوف وليس «الحلوف» مثل كلمة «تشيچن»!

تمضي ال 5 دقائق مسرعة وتسمع وقع خطوات النادل لتجده واقفًا فوق رأسك ليقول لك: «يس سير» وليس حتى يس بابا!

هنا عليك أن تتخذ قرارك!، فتشير بإصبعك إلى اسم أحد الأطباق، ولا تعرف ماهيته ؟ فيبتسم النادل مثنيًا على قرارك.. هنا تتنفس الصعداء، وتعتقد أن قرارك كان مكينًا! ولا تزال كذلك حتى يسألك ماذا تشرب؟

«بيبسي» أو «كوكا كولا» فتقول في نفسك يا الله ما هذا السؤال الصعب؟ نعم هو ليس بالأمر الهين وهذه حقيقة؛ لأنك إذا طلبت بيبسي فسوف تقول في نفسك: آه أنا أريد كوكا كولا ! أو العكس صحيح.. في النَّهاية أنت صاحب القرار ويجب أن تتحمل تبعات ذلك!

هنا يصل طلبك الذي كان بقرار خالص منك سواء فكرت به بعقلك أو قلبك أو تسرعت في الاختيار أو حتى اخترته بملء إرادتك.

الطبق كان عبارة عن كبد البط مع القليل من الكرفس والجزر المطبوخ!!

نعم هذا كان قرارك أنت! هناك من يراه لذيذًا وهناك من يراه مقززًا؟

لكن قررت لحظتها أن تعيد ترتيب قرارك وتطلب شخصًا يتحدث العربية وتأمره بصحن مشاوٍ مشكل مع الكثير من الكُفتة معتقدًا أنه هو القرار الصحيح!

أما فيما يتعلق بالمشروب فسوف أترك لكم أنتم القرار؟

عزيزي القارئ تأكد أنه مهما كان قرارك فلا بد أن يكون هناك مؤيد أو معارض!! سواء أكان فَرِحًا أو حزينًا؟ لكن الأهم هو ما تشعر به في قرارة نفسك.

الحياة قصيرة استمتع بها، وإذا لم تحن لك الفرصة لاتخاذ القرار أيًا كان فحاول أن تجعل من حياتك سكينة! لكن بدون ريا !!

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X