المحليات
أكدوا أن الكلمة أمانة.. أكاديميون ومحامون وكتاب لـ الراية:

التغريدات المخالفة لعادات المجتمع.. مرفوضة

الاستهزاء والتجريح واستخدام عبارات تتنافى مع العادات والتقاليد غير مقبول

تجنب الغيبة والنميمة وكل ما يثير البغضاء بين الناس

«تويتر» مساحة لمناقشة الأفكار بضوابط وآداب لا بد من احترامها

الدوحة – نشأت أمين:

أكدَ أكاديميون ومُحامون وكتّاب أن الكلمة أمانة وأنه ينبغي على كل من يغرد على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من المؤثرين فيها، أن يراعي عادات وتقاليد المجتمع في كل ما يكتب أو ينقل، وأن يعلم أنه مسؤول أمام الله عز وجل عن كل ما كتب فضلًا عن مسؤوليته أمام القانون في حال ارتكابه ما يوقعه تحت طائلته.

وقالوا لـ الراية إن البعض قد يغردون تغريدات تتعلق بقضايا خاصة ليس للمجتمع علاقة بها أو التشهير أو إصدار أحكام على بعض الناس أو الاستهزاء بوجهات نظرهم أو التجريح فيهم أو استخدام ألفاظ وعبارات غير لائقة تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع، موضحين أن النقد البنّاء مطلوب ومرحب به أما التجريح فهو مرفوض، وقالوا إن «تويتر» عبارة عن مساحة لمناقشة الأفكار بآداب لا بد من احترامها.

ودعوا كل مُسلم يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن تكون نيته قائمة على تسخيرها خدمة للدين والالتزام بمنظومة القيم الإسلامية من خلال الحرص على الالتزام بالآداب العامة والأخلاق الرفيعة، من الصدق والأمانة، والابتعاد عن الألفاظ البذيئة والسبّ واللعن، والتشهير بالآخرين وتتبع عوراتهم وأسرارهم الخاصة وتجنب الغيبة والنميمة، وتجنب كل ما يُثير المُشاحنة والبغضاء بين الناس.

المهندس حمد المهندي: مراعاة التقاليد القطرية

أكدَ المُهندس حمد لحدان المهندي أن هناك عادات وتقاليد مجتمعية راسخة يتوجب على كل من يقوم بالتغريد مراعاتها والتقيد بها سواء كان هذا المغرد مشهورًا أو غير مشهور، إلا أن المسؤولية تكون أكبر بالنسبة للمشاهير منهم، نظرًا لأن هناك أعدادًا كبيرة من الناس قد تتابع ما يكتبون، وأوضح أنه ينبغي على كل من يغرد أن يراعي في كتاباته التدقيق في الموضوعات التي يختارها بما يحافظ على الأعراف السائدة في المجتمع القطري، وأن يراعي أيضًا أن هناك شرائح صغيرة السن يمكن أن تتابع مثل هذه التغريدات التي يكتبها، وأوضح أن الدستور القطري في المادة رقم 57 منه يؤكد على أن احترام الدستور والامتثال للقوانين الصادرة عن السلطة العامة، والالتزام بالنظام العام والآداب العامة، ومراعاة التقاليد الوطنية والأعراف المستقرة واجب على جميع من يسكن دولة قطر، أو يحل بإقليمها.

وشددَ على رفض نشر أي قضايا أو أمور خارجة عن الآداب العامة المُستقرة في المجتمع القطري والمُستمدة من الدين الإسلامي الحنيف.

 الشيخ د. جاسم الجابر: الابتعاد عن الألفاظ غير اللائقة في التغريد

قالَ فضيلة الشيخ د. جاسم محمد الجابر: نظرًا للحرية التي تعطيها هذه الوسائل لمُستخدمها والفضاء المفتوح أمامه، فإننا نعول بشكل أساسي على الوازع الديني الذاتي للمُستخدم فهو خير رقيب لمن يختلي بهاتفه الذي يعد نافذة واسعة لعالم مفتوح فيه معلومات عن كل شيء، ومن باب المسؤولية الشرعية نبين لمُستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أهم الضوابط الشرعية المتعلقة بهذا الاستخدام، وهي: أولًا: استشعار مراقبة الله تعالى: في حالة الضعف التي يمر بها الإنسان.

ثانيًا: إخلاص النية: عن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»، لذا على كل مسلم يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أن تكونَ نيته قائمة على تسخيرها خدمة لدين الله.

ثالثًا: الالتزام بمنظومة القيم الإسلامية، من خلال الحرص على الالتزام بالآداب العامة والأخلاق الرفيعة، من الصدق والأمانة، والابتعاد عن الألفاظ غير اللائقة والسبّ واللعن، والتشهير بالآخرين وتتبع عوراتهم وأسرارهم الخاصة وتجنب الغيبة والنميمة، وتجنب كل ما يُثير المُشاحنة والبغضاء بين الناس والجدال إلا بالتي هي أحسن.

د. بدر الإسماعيل: تغريدات تنشر الثقافة الاستهلاكية في المجتمعات

أكدَ د. بدر الإسماعيل، الأستاذ بجامعة قطر، أن التغريد هو عبارة عن كلمات، والإنسان سوف يُحاسب على هذه الكلمات، موضحًا أن بعض المُغردين مؤثرون في المجتمع وبغض النظر عن المستوى الثقافي لبعضهم فإن لديهم مُتابعين، وأي كلمة يكتبها هذا المغرد أو ذاك هو مسؤول عنها وسوف يُسأل عنها إن لم يكن أمام القانون فإنه سوف يُسأل عنها أمام الله عز وجل مثلما هو الحال بالنسبة لنشر الأكاذيب والقيم الدخيلة على المجتمع، مؤكدًا أنه قد ينجح المُغرد في زيادة عدد مُتابعيه، ولكن يجب عليه أن يعلمَ أنه مسؤول عنها أمام الله.

ولفتَ إلى أن الكلمة أمانة وبعض المُجتمعات تحولت بسبب بعض أنواع التغريدات إلى مُجتمعات استهلاكية مثلما هو الحال بالنسبة للتغريدات التي تدعو إلى السفر للسياحة خارج البلاد أو القيام بالدعاية لشركات غير وطنية، لافتًا إلى أنه بإمكان المُغردين أن يقوموا بتشجيع مشروعات ريادة الأعمال من خلال الدعاية المجانية لهم بما يُخفف عنهم عبء تكاليفها.

أحمد الهيل: تغريدات توقع صاحبها تحت طائلة القانون

اعتبر الأستاذ أحمد الهيل، المحامي، أن النقد البنّاء مطلوب، أما النقد الجارح وغير البنّاء والخارج عن تعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد القطرية فهو مرفوض، ويكون في بعض الحالات مذمومًا أو يصل إلى درجه الكراهة، أخذًا بما حث عليه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث هناك أحاديث عديدة تحذر من آفات اللسان، منها: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت». ولذلك فإنه يتوجب على الإنسان أن يضعَ هذا الحديث نصب عينيه وهو يكتب أو يتكلم في أي أمر ينشر على العامة سواء في مجموعات خاصة أو عامة.

وأوضحَ أنه في بعض الأحيان قد يكتب المرء كلامًا (ويقوم بنشره على الملأ)، قد يوقعه تحت طائلة القانون معتقدًا بأنه نقد بنّاء أو نصيحة لشخص ما أو جهة معينة إلا أنه بهذه الطريقة قد يسيء إلى هذا الشخص أو الجهة التي يخاطبها في حين أنه كان بإمكانه أن يقومَ بنصح هذا الشخص دون نشر نصحه على الملأ.

وأكد أنه على كل مُغرد أن يراعي عادات وتقاليد المجتمع التي ترفض التجريح، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه يتعين على بقية أفراد المجتمع عدم تصديق كل ما يتردد على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان لأن بعضها غير صحيح تمامًا.

وقالَ: إن هناك أطفالًا ونساءً وشبابًا يتابعون ما يكتبه المُغردون على حساباتهم ويتأثرون بما يقال ويتداول، وبالتالي فإن على هؤلاء المُغردين أخذ ذلك بعين الاعتبار في جميع ما يكتبونه على حساباتهم وأن يكونوا حريصين على ما ينتقونه من ألفاظ أو عبارات لا يعرفون مقصدها أو آثارها القانونية.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X