المحليات
عبدالعزيز الدهيمي مدير إدارة الثروة السمكيَّة بوزارة البلدية لـ الراية:

قرار حظر صيد الروبيان بلا سقف زمني

حظر صيد الروبيان يحافظ على البيئة البحرية والثروة السمكيَّة

95 % نسبة الصيد المصاحب للروبيان من الأسماك الصغيرة

16 ألف طن المخزون السمكي في قطر حاليًا

تقييم سنوي لحالة استغلال المخزون لـ 38 نوعًا من الأسماك

بيانات مدعومة بالدراسات الميدانيَّة والمخبرية لتقييم المخزون السمكي

إثراء المخزون بإطلاق الأسماك من البيئة القطرية والمستزرَعة في البحر

تحسين الاكتفاء الذاتي من الإنتاج السمكي للبلاد

تخفيض ضغط الصيد على المخزون السمكي

حوار- نشأت أمين:

أكَّدَ عبدالعزيز الدهيمي مديرُ إدارة الثروة السمكيَّة بوزارة البلدية أنَّ قرار حظر صيد الروبيان بطريقةِ الجرِّ القاعي «الكراف» ساهمَ في مضاعفة حجم الإنتاج السمكي في دولة قطر من حوالي 4000 طن في 1991 ليصل إلى أكثر من 16000 طن حاليًا، وقالَ في حوار مع الراية: قرارُ منع صيد الروبيان بشباكِ الجرِّ القاعي سيظل ساريًا ما دامت أسبابُ منعِه قائمةً. لافتًا إلى أهميةِ القرارِ في المُحافظة على البيئةِ البحريةِ بشكلٍ عام والثروة السمكيَّة بشكلٍ خاصٍ، كاشفًا أن إدارة الثروة السمكيَّة قامت من خلال مركز الأبحاث والأحياء المائيَّة بعمل بحثي متقدم في مجال الاستزراع السمكي لتشجيع الاستثمار القطري في هذا المجال، ما يمكن أن يُساهم في تحسين الاكتفاء الذاتي من الإنتاج السمكي للبلاد، وبالتالي تخفيض ضغط الصيد على المخزون السمكي، كما قامت بإثراء المخزون السمكي من خلال إطلاق الأسماك من البيئة القطرية والمستزرَعة في البحر.

وقال: إنَّ الإدارة سوف تعمل على مُواصلة التقييم السنوي لحالة استغلال المَخزون بالنسبة ل38 نوعًا من الأسماك، ومواصلة التقييم السنوي ومتابعة حالة مخزون الأنواع المستغلة وخاصة المعنية بالتدابير التنظيميَّة للوقوف على مدى تجاوبها معها، وبالتالي مدى فاعليتها.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

  • بداية ما هي أبرز جهود الإدارة في المحافظة على الثروة السمكية؟

– قامت إدارةُ الثروة السمكيَّة بالعديد من المهام المُختلفة من أجل المُحافظة على الثروة السمكيَّة، ومنها جمع البيانات المدعومة بالدراسات الميدانيَّة والمخبرية، وكذلك من خلال التقييم السنوي لحالة المخزون السمكي، ما مكَّن الإدارة من اتخاذ العديد من التدابير التنظيمية، ومنها: حظر استخدام أدوات الصيد، مثل: شباك الغزل الخيشومية ذات الثلاث طبقات، الشباك المصنوعة من النايلون (أحادية الخيط)، شباك الجرِّ القاعي لصيد الأسماك والشباك السالية، وحظر الصيد بشباك الغزل الخيشومية بطريقة التركيس (الشباك القاعية)، في المناطق التي لا يزيد عمقها على عشرة أمتار، طوال العام، وحظر استخدام الحربة خلال موسم التكاثر (ديسمبر، يناير، فبراير، مارس، أبريل)، من كل عام، وحظر الصيد ببندقية الغوص خلال الفترة المسائية من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وحظر الصيد ببندقية الغوص لأسماك الهامور خلال موسم تكاثرها (أبريل، مايو) من كل عام، وحظر صيد الكنعد بالشباك في المياه القطرية اعتبارًا من (15) أغسطس وحتى (15) من أكتوبر من كل عام، ويسمح بالصيد خلال هذه الفترة باستخدام الخيط فقط.

الأبحاث المائيَّة

  • ما هو الدور الذي يلعبه مركز الأبحاث والأحياء المائية في تنمية الثروة السمكيَّة؟

– قامت إدارة الثروة السمكيَّة بعمل بحثي متقدم في مجال الاستزراع السمكي من خلال مركز الأبحاث والأحياء المائية لتشجيع الاستثمار القطري في هذا المجال، حيث يمكن أن يساهم في تحسين الاكتفاء الذاتي من الإنتاج السمكي للبلاد، وبالتالي تخفيض ضغط الصيد على المخزون السمكي، كما تم القيام بإثراء المخزون السمكي، وذلك من خلال إطلاق الأسماك من البيئة القطرية والمُستزرَعة في البحر.

صيد الروبيان

  • في عام1991 صدرَ قرارٌ بحظر صيد الروبيان، ما هي أسباب إصدار القرار؟

– إصدار القرار جاء استنادًا إلى أنَّ «الجر القاعي» أو الكراف يُسبب أضرارًا جسيمة على البيئة البحرية بشكل عام والثروة السمكية بشكل خاص، وهذا يتعلق بطبيعة البيئة البحرية وضحالة الأعماق البحرية في مناطق صيد الروبيان في دولة قطر، التي تعتبر من مناطق الحضانة لصغار الأسماك، الأمر الذي يُضخم من الآثار البيئية السلبية لوسيلة الصيد بشباك الجر القاعي، وعدم القُدرة على تعافي البيئة البحرية من تلك الآثار. وهذه المعدات غير انتقائية وهدامة للقاع البحري، كما أن نسبة الصيد المصاحب للروبيان من الأسماك الصغيرة الحجم مرتفع جدًا، ويصل إلى 95% من إجمالي الصيد، وهو ما يمثل تهديدًا كبيرًا للمخزون السمكي.

  • ما هي مخاطر السماح بصيد الروبيان سواء على البيئة أو الثروة السمكيَّة؟

– السماح بصيد الروبيان بطريقة الجر يترتب عليه عواقب وخيمة سواء على البيئة أو الثروة السمكية، وقد تم استصدار قرار حظر الصيد بناءً على أسباب علميَّة والارتكاز على نتائج دراسات ميدانية. وقد أدَّى قرار منع صيد الروبيان بشباك الجرِّ القاعي «الكراف» إلى تحسن واضح في حالة المخزون السمكي، حيث إنَّ الإنتاج السمكي لدولة قطر تضاعف عدة مرات منذ استصدار القرار من حوالي 4000 طن سنويًا في 1991 ليصل إلى حوالي 17000 طن في عام 2008 والمُحافظة على هذا المستوى من الإنتاج السمكي طوال السنوات من 2008 إلى الآن. في المقابل فإن الدول المجاورة التي واصلت صيد الروبيان بوسيلة الجرِّ القاعي (الكراف) قد تعرض مخزونُها السمكي للاستنزاف بسبب الصيد المصاحب المرتفع من صغار الأسماك، ما أدَّى إلى تراجع كبير في الإنتاج السمكي لهذه الدول، وقد قامت بعض دول المنطقة منذ سنوات قليلة بمنع صيد الروبيان بشباك الجرّ القاعي (الكراف) للحد من تدهور حالة المخزون السمكي في مياهها الإقليمية.

مخزون الروبيان

  • هل تمَّ إجراء أية دراسات لمخزون الروبيان في دولة قطر بعد قرار الحظر؟

– تم بالفعل القيام بعدة دراسات نذكر منها: المسوحات البحرية لمصايد الروبيان في مياه الدول المعنية من 1999 وحتى2001 التي قامت بها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، وشاركت فيها دولة قطر ممثلة بإدارة الثروة السمكية، حيث أوضحت هذه الدراسة أنَّ دولة قطر تحتل المرتبة الثانية من حيث كمية الصيد المصاحب إذ بلغ 76 كيلو جرامًا من صغار الأسماك الاقتصادية مقابل 1 كيلو جرام من الروبيان وهي نسبة مرتفعة جدًا، أما بالنسبة لهجرة الروبيان فإنها محدودة جدًا، فهو يهاجر للتكاثر في المياه العميقة لدولة قطر ليضع البيض، وتعود صغار الروبيان للتغذية والنموِّ في المناطق القريبة من الساحل، ونظرًا لارتفاع نسبة الصيد الجانبي من صغار الأسماك، قررت إدارةُ الثروة السمكيَّة الاستمرار في حظر صيد الروبيان والمقدر إنتاجُه في السابق بنحو 200 طن سنويًا من أجل المحافظة على المخزون السمكي الذي بلغ إنتاجه حوالي 17000 خلال عام 2008م. كذلك دراسة حالة مخزون الروبيان في المصايد التقليدية بالمياه الإقليمية الشرقية لدولة قطر، وهي دراسة قام فريقُ عمل مختصٌ من إدارة الثروة السمكية لتقييم الوضع عن حالة مخزون الروبيان في المصايد التقليدية للروبيان بالمياه البحرية القطرية، وذلك خلال عام 2003، وقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أنَّ الصيد الجانبي للأسماك المصاحبة للروبيان مرتفع جدًا، حيث بلغ متوسط الصيد الجانبي من الأسماك نسبة 95% من إجمالي المصيد وأن نسبة الأسماك الاقتصادية مرتفعة، حيث بلغت 65% من إجمالي الصيد الجانبي من الأسماك.

  • إلى متى سوف يظل قرار الحظر ساريًا؟

– سيظلُ قرار منع صيد الروبيان بشباك الجرِّ القاعي ساريًا ما دامت أسباب منعه قائمة ونظرًا لأهمية القرار في المحافظة على البيئة البحرية بشكل عام والثروة السمكية بشكل خاص فإنَّ القرار متجدد ضمنيًا كل سنة، وفترة الحظر مفتوحة.

  • هل هناك إمكانية للسماح بصيد الروبيان في أوقات معينة ولعدد محدود من اللنشات ؟

لا توجد أي إمكانية لذلك، لأنَّ قرار منع صيد الروبيان يستهدف منع استخدام وسيلة صيده (الجر القاعي أو الكراف) المدمرة للبيئة، ولا يمكن السماح بتدمير البيئة البحرية واستنزاف المخزون من صغار الأسماك ولو لعدد محدود من اللنشات. ويمكن السماح بصيد الروبيان فقط إذا تمَّ التمكن من إيجاد بديل عن «الكراف» لصيد الروبيان بطريقة أخرى انتقائية وغير هدامة تراعي الخاصية البيئية لمنطقة الخليج.

مشروعات مستقبلية

  • ماذا عن المشروعات المستقبلية المزمع تنفيذُها في هذا الشأن؟

– سوف تعمل الإدارة على مواصلة التقييم السنوي لحالة استغلال المخزون بالنسبة ل38 نوعًا من الأسماك، وإضافة أنواع أخرى إلى أن يتم استيفاء وتقييم كل الأنواع بالمصيد، وكذلك مواصلة التقييم السنوي، ومتابعة حالة مخزون الأنواع المستغلة، وخاصة المعنية بالتدابير التنظيمية للوقوف على مدى تجاوبها معها، وبالتالي مدى فاعليتها.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X