كتاب الراية

مصر التي في خاطري

تربط قطر ومصر وشائج تاريخيَّة من الأخوة والتعاون المشترك

التنسيق بين البلدَين يصبُ في مصلحة الشعبَين الشقيقَين والأمة العربيَّة

حكايتي في حبِّ مصرَ بدأتْ منذْ أن حطت قدماي لأوَّل مرة على أرضها حيث قال لي سائق «التاكسي» نوَّرت مصر يا بيه! رغم أنَّني لا أعرفه ولا يعرفني ولكن الابتسامة كانت لا تفارقُه عرَفت بعدها أنها «جدعنة» المصريين لدرجة أنَّه رفض أخذ الأجرة، قائلًا: خلي الحساب علينا!.. وكان صادقًا.

هنا عرفت لماذا خرَج القطريون في مسيرات حبًا لمصر إبَّان العدوان الثلاثي، ولماذا نُسمي أبناءنا باسم جمال، ولماذا هناك مدرسة تحمل اسم مدرس مصري، ولماذا نعشق حلوى «أم علي» دون بقية الحلويات!

هي المحبة نفسُها التي يكنُّها الشعب المصري للشعب القطري، وبشهادة المصريين أنفسهم هي محبة معجونة في بعضها البعض مثل كعك العيد.. إنَّ ما يربط قطرَ ومصرَ وشائج تاريخيَّة من الأخوَّة والعلاقات القديمة المبنية على التعاون المُشترك للارتقاء بها إلى آفاق أرحب بما يتناسب ومتطلبات المرحلة، وطموحات الشعبَين الشقيقَين. فقطر كانت وما زالت مع تطلُّعات الشعب المصري طوال الفترات التي تعاقب فيها الحكامُ على مصر.

لكنَّ هناك عتبًا كبيرًا وكبيرًا جدًا على مصر وعلى شعب مصر العزيز ؟ أقولها بصراحة ولا أخشى في الحق لومة لائم! قد يقول أحدكم: هذا ليس وقته، فالذي حدث قد حدث، وكما يقول المصريون: «إحنا ولاد النهارده».

إنَّ عتبي الوحيد: أن مصر لم تصعد إلى كأس العالم في قطر 2022 !، لقد افتقدنا هذا السحر والشغف ومن غير حلفان.

المصري هو ابن البلد، هو فريد شوقي ملك «الجدعنة»، هي نهر النيل المتدفق مثل أغاني عبدالحليم حافظ.

مصر، هي الوطن الذي يسحرك اسمُه بمجرَّد أن يذكر اسمُها أمامك، وما أن تمشي في مدنها من القاهرة والإسكندرية حتى تستشعر بجمالها، ومن في جمال سعاد حسني.. مصر.. هي خفة الدم حتى عند الألم! هي ضحكة إسماعيل ياسين أبو ضحكة جنان. وعلى ذمة زاهي حواس فإن خفة دم المصريين هي إرث فرعوني.

هل تعلم أن سبب تسمية مصر بأم الدنيا لأنها مهد الحضارات والديانات والثقافات، تخيل أن المصريين «اتخانقوا» على عمر حضارة مصر هل هي 5000 سنة أو 7000؟.

هذه هي الحكاية، مصر التي في خاطري لها ذكرى لدى كل الشعوب، وتخيل أن النشيد الوطني الذي تردده بحب بعد نشيدك الوطني هو النشيد المصري أحد روائع سيد درويش.. مصر يا أمَّ البلاد.. ولا شكَّ أن التنسيق القطري- المصري سيصبُّ ليس في مصلحة البلدَين والشعبَين الشقيقَين فحسب، ولكن في مصلحة الأمة العربيَّة أيضًا.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X