الدوحة – قنا:
شهدتْ صاحبةُ السُّموِّ الشَّيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسَّسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المُجتمع، أمس، اختتامَ مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» 2022، والتي عُقدت تحت عنوان «نحو مُستقبل مفعم بالحياة».
حضر الجلسةَ الختاميةَ فخامةُ الرئيسة سامية صولوحو حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المُتحدة، وسعادةُ السيدة فاطمة مادا بيو حرم فخامة رئيس جمهورية سيراليون، وسعادةُ السيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وسعادةُ الشَّيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وسعادةُ السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العُليا للمشاريع والإرث، وعددٌ من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء، والعديد من الخبراء والقيادات وصنَّاع القرار من مُختلف دول العالم.
وتناولت الجلسة الختامية للمؤتمر الدورَ الذي يمكن أن تلعبه الفعاليات الرياضية الكُبرى في تعزيز النشاط البدني، والاستراتيجيات اللازمة لجعل الرياضة في متناول ذوي الإعاقة. واختتمت النقاشات بالعديد من التوصيات للاستفادة من الرياضة في تعزيز أنماط الحياة الصحية على مختلف المستويات العمرية، وتوسيع نطاق التأثير الإيجابي للفعاليات الرياضية، ودعم التخطيط الفعال، والعمل على بناء إرث مُستدام للفعاليات الرياضية، ناهيك عن تطوير آليات نقل المعرفة وتطويرها. وخلال الجلسة تمَّ الإعلان عن إطلاق النسخة الرابعة من بطولة كأس العالم للأطفال، وهي مُبادرة من حركة عالمية تنادي بحماية الأطفال الذين يعيشون في الشوارع. وسيُشارك في البطولة التي تقام مناصرة لحقوق الأطفال المحرومين من جميع أنحاء العالم، 28 فريقًا من الفتيات والفتيان من 25 دولة، حيث ستتم استضافتُها هذا العام بالشراكة مع مؤسسة قطر.
وكذلك تمَّ عرض مقطع فيديو للاعب كرة القدم البرازيلي الشهير نيمار جونيور، الذي خاطب الأطفال المُشاركين في كأس العالم للأطفال، قائلًا: «كما يعلم الكثير منكم، في بداياتي كنت ألعب كرة القدم في الشارع أمام منزلي. كرة القدم هي الطريقة التي أحب أن أعبِّر بها عن نفسي، بتسجيل الأهداف، وتسديد الكرة، وتحقيق الفوز». وأضاف: «أتمنَّى أن تتمسكوا بأحلامكم، وأن تلعبوا كرة القدم بشغف، وآمل أن تستمتعوا بمُشاركتكم في كأس العالم للأطفال، وأن تفخروا بتمثيل بلدانكم». ومن خلال «إعلان ويش 2022»، أكَّد مؤتمر القمة للابتكار في الرعاية الصحية أن التمييز ضد أي شخص على أساس إعاقته هو امتهان لكرامته وقيمته، وأن ذوي الإعاقة لديهم الحق في التمتع بأعلى مستويات ومعايير الصحة دون تمييز وَفقًا للمادة 25 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما لديهم الحق في المُشاركة على أساس المستوى مع الغير في الرياضات الرئيسية، وكذلك في الرياضات أو المشاريع الخاصة بذوي الإعاقة، كما ورد في المادة 30 من الاتفاقية نفسها، ولفت الإعلان إلى أن الصحة والرياضة مُتداخلتان بما أن كلًا منهما ترفد الأخرى، وأن تطوير المهارات والثقة بالنفس وتقدير الذات والتعبير عن الرأي والذات والاستقلالية الشخصية والمُشاركة والتعاضد في المجتمع، كلها قيم يعززها النشاط الرياضي، ويمكن لهذه الأنشطة أن تُعزز مُشاركة ودمج وتيسير وصول ذوي الإعاقات.
وإلى جانب الجلسات النقاشية التي تطرَّقت إلى الرياضة والرعاية الصحية، شارك العديد من الخبراء وصنَّاع السياسات من جميع أنحاء العالم في فعاليات هذه القمّة التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، وتضمنت موضوعات مُتنوعة منها: مرونة النظم الصحية، وابتكار اللقاحات والإنصاف في توزيعها، والدروس المُستفادة من جائحة «كوفيد-19»، وتحقيق الرفاه في قطاع الرعاية الصحية والقوى العاملة الوافدة.
وتُعتبر قمة «ويش» منصةً فعَّالةً للاحتفاء بالابتكارات المُتميزة في مجال الرعاية الصحية، من خلال مُسابقات الابتكار التي تكرِّم المشاريع الناشئة في مراحلها الأولى، وتلك التي تتطلع إلى التوسع، وقد حصل الفائزون بجوائز «ويش» للابتكار هذا العام على جوائز نقدية ورحلات برعاية «ويش» إلى قمة الويب المُقبلة كواحدة من أكبر المؤتمرات التقنية في العالم حيث سيعقد في البرتغال في نوفمبر المُقبل.
وركزت نسخة هذا العام من قمة ويش على أربعة موضوعات رئيسية، هي: إرث «كوفيد-19»، والإعاقة، والرياضة والصحة، والرفاهية، وتمحورت النقاشات فيها حول عشرة مواضيع تم طرحها في ندوات مُتخصصة، تناولت التحديات الصحية العالمية المهمة مثل: تغير المناخ والأمن الغذائي، والصحة النفسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وابتكار اللقاحات، وجميعها مدعومة بتقارير بحثية قائمة على الأدلة تم إعدادها من قِبل خبراء القمة، وتقدم توصيات سياسية عملية.
واستضاف مركز الابتكار نحو 20 مُبتكرًا في مجال الرعاية الصحية من 13 دولة تم اختيارها لعرض ابتكاراتها في القمة، والتي شهدت على مدار ثلاثة أيام مجموعةً متنوعةً من الفعاليات، ضمت المعارض الفنية، وعرفت بالمُستثمرين في الشركات الناشئة، إضافة إلى جلسات «أغورا»، التي ناقشت مواضيع مُتعددة تتعلق بموضوعات نسخة هذا العام.