زيارة صاحب السمو إلى كازاخستان دفعة قوية للعلاقات

الدوحة – إبراهيم بدوي:
أكد سعادة السيد إرمان إيساغاليف، سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة، أن الزيارة السامية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى إلى جمهورية كازاخستان تُشكل دفعةً قويةً للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال في حوار خاص مع الراية : إن الزيارة ستشمل كافة مجالات التعاون بين بلدينا، وتهدف إلى الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، لافتًا إلى أنه من المُقرر توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة خلال الزيارة منها في مجال حماية الاستثمار، والتمويل، والاقتصاد الإسلامي، والزراعة، والتعدين، والرعاية الصحية، والسياحة، والتعليم والرياضة.
وأشارَ إلى تحديد زعيمي البلدين خلال زيارة فخامة الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان إلى الدوحة في يونيو من هذا العام عددًا من المجالات التي نتوقع فيها تنفيذ مشاريع اقتصادية، حيث يدرس البلدان مشاريع مُشتركة في مجال الطاقة والزراعة، مُشيرًا إلى أنه سيتم خلال الزيارة توقيع مُذكرات تجارية لإنشاء مزرعة ألبان ومصنع لتجهيز اللحوم في جمهورية كازاخستان العام المُقبل.
وقال سعادة سفير كازاخستان إنه من المُقرر خلال الزيارة أيضًا عقد مُنتدى أعمال تحضره الشركات القطرية الرائدة في مُختلف المجالات. وستشارك أكثر من 60 شركة من الجانب الكازاخستاني، مُعربًا عن أمله في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مُتبادل المنفعة بين البلدين.
وأكد سعادته أن قطر شريك سياسي واقتصادي مهم لكازاخستان في العالم العربي، مُشيرًا إلى خطط فتح رحلات مباشرة من الدوحة إلى العاصمة ومدن أخرى في كازاخستان العام القادم، كما أن العديد من مواطني كازاخستان يُخططون لحضور كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ وغيرها من التفاصيل في سطور الحوار التالي:

سعادة السفير، كيف ترون أهمية زيارة صاحب السمو إلى كازاخستان في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين؟
بالنسبة لكازاخستان، ستكون زيارة صاحب السمو أمير دولة قطر الشقيقة مُميزة جدًا، حيث تُعد قطر شريكًا سياسيًا واقتصاديًا مُهمًا لكازاخستان في العالم العربي. وأقيم حوار سياسي قائم على الثقة والانفتاح بين بلدينا على جميع المستويات. وأنا واثق من أننا سنرتقي بشراكتنا في السنوات القادمة إلى مستوى نوعي جديد من خلال الجهود المُشتركة. وستكون زيارة سموه لكازاخستان دفعةً مهمةً في هذا الاتجاه. لقد تمت الزيارة الرسمية الأولى لصاحب السمو إلى كازاخستان في 19 يناير 2014. ومنذ ذلك الحين، لم يكن لديناميات العلاقات القطرية الكازاخستانية سوى اتجاهات إيجابية، كما يتضح من الزيارات المُتبادلة على مستوى أعضاء الحكومة ورؤساء الشركات الوطنية والمؤسسات المالية. ولم تنقطع اتصالاتنا أثناء الوباء، مما يدل على رغبة مُشتركة في تعميق التعاون. ونحن الآن نشهد حقبةً جديدةً من تعزيز العلاقات الثنائية، والتي لديها كل فرصة لتصبحَ نموذجيةً.

اتفاقيات جديدة

هل ستشهد الزيارة توقيع اتفاقيات جديدة وفي أي المجالات؟
ستشمل الزيارة كافة مجالات التعاون بين بلدينا، وتهدف إلى الارتقاء بالعلاقات الكازاخستانية القطرية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وسيصاحب هذا الحدث المهم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، بما في ذلك في مجال حماية الاستثمار والترويج له، والتمويل، والاقتصاد الإسلامي، والزراعة، والتعدين والمعادن، والتعاون العسكري والتقني العسكري، والرعاية الصحية، والسياحة، والتعليم، والرياضة. وخلال الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان إلى الدوحة في يونيو من هذا العام، حدد مع صاحب السمو، عددًا من المجالات التي نتوقع فيها تنفيذ مشاريع اقتصادية. ومن المُقرر أيضًا عقد مُنتدى أعمال تحضره الشركات القطرية الرائدة في مُختلف المجالات. وستشارك أكثر من 60 شركة من الجانب الكازاخستاني. ولدينا آمال كبيرة في الأعمال التجارية الخاصة، والتي ينبغي أن تصبحَ مُحرّك التعاون الاقتصادي. لقد كنا ننتظر زيارة صاحب السمو لكازاخستان منذ فترة طويلة. ونشعر بتفاؤل كبير لنتائجها وشاركت جميع هياكل الدولة تقريبًا في الإعداد لها.

الاقتصاد والاستثمار

إلى أي مدى تُساهم الزيارة في دفع التعاون في قطاعات الاقتصاد والاستثمار؟
ستكون الزيارة دفعةً لتعزيز جميع مجالات التعاون. لطالما كانت الأولوية الرئيسية وستظل تقوية العلاقات الودية بين بلدينا وتنميتها. على نفس القدر من الأهمية والتعاون الاقتصادي والاستثماري مُتبادل المنفعة. وفتح خط جوي إلى مدن كازاخستان الأخرى من الدوحة. أنا واثق من أن هذا سيزيد من تدفق السياحة والأعمال بين بلدينا. الآن نشهد مصلحة مُشتركة نشطة لشركاتنا الكبيرة. وتظهر الأعمال الخاصة أيضًا رغبة مُتبادلة في إنشاء مشاريع مُشتركة.

الطاقة والزراعة

ما هي آفاق التعاون الاستثماري بين البلدين؟ هل من مشروعات مُشتركة؟
خلال اجتماع قادة بلدينا على هامش مُنتدى قطر الاقتصادي هذا العام، تم تحديد العديد من المشاريع الاستثمارية الكبرى التي ستصبح نوعًا من قاطرة التعاون الثنائي. وفي المرحلة الحالية، ندرس مشاريع في مجال الطاقة والزراعة. ومن المُقرر خلال زيارة صاحب السمو التوقيع على عدد من المُذكرات التجارية، بما في ذلك بشأن إنشاء مزرعة ألبان ومصنع لتجهيز اللحوم في جمهورية كازاخستان، أنا متأكد من أن تنفيذ هذه المشاريع سيبدأ في بداية العام المُقبل.

فرص الاستثمار في كازاخستان

ما هو حجم التجارة وفرص الاستثمار في كازاخستان للقطريين؟
نحن سعداء للغاية لأن مؤشرات السنوات الأخيرة قد زادت بشكل كبير. وبحسب جهاز الإحصاء في جمهورية كازاخستان، تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين ٦ ملايين دولار العام الماضي ونتفاوض الآن مع أكبر المستوردين والموزعين في قطر ونحن على ثقة من أن حجم التجارة سوف ينمو. وفيما يتعلق بفرص الاستثمار. تتمتع كازاخستان اليوم بإمكانات هائلة للاستثمار المُربح للأعمال القطرية. تم خلق مُناخ استثماري مُلائم في كازاخستان، بما في ذلك بسبب الاستقرار السياسي والاقتصادي الكلي، ودعم الدولة لريادة الأعمال. وتهدف الإصلاحات المُتسقة المُستمرة إلى زيادة القدرة التنافسية والمستوى التكنولوجي والمهني في جميع مجالات نشاط الدولة، وخلق ظروف مُريحة للمُستثمرين، وفرص العمل، وتحسين الرفاهية الاجتماعية.
ما هي فرص تعزيز التعاون في المجالات الصناعية، أي مُباحثات مع جهاز قطر للاستثمار أو رجال الأعمال في قطر؟
كازاخستان لديها قاعدة فريدة من الموارد المعدنية. وتحتل البلاد المرتبة الأولى في العالم في الاحتياطيات المؤكدة من الزنك والثانية في الفضة والرصاص والسادسة في الذهب على سبيل المثال. وتمتلك كازاخستان أيضًا موارد كبيرة من النفط والغاز وتحتل المرتبة التاسعة في العالم من حيث احتياطات النفط المؤكدة، والتي تتركز في المناطق الغربية. كما تحتل بلادنا المرتبة الثامنة في احتياطي الفحم والمرتبة الثانية في احتياطي اليورانيوم. والشركاء التجاريون الرئيسيون للجمهورية هم روسيا ودول رابطة الدول المُستقلة الأخرى والصين والدول الأوروبية. وهذه المؤشرات تجعل كازاخستان جذابةً للغاية في نظر المُستثمرين القطريين. ونحن نعمل بنشاط مع جهاز قطر للاستثمار ومُمثلي الأعمال ونتوقع مُفاوضات مُثمرة خلال زيارة صاحب السمو.

اللجنة المُشتركة

متى تنعقد اللجنة المُشتركة القطرية الكازاخستانية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وما هي أهميتها للبلدين؟
اللجنة الكازاخستانية القطرية المُشتركة هي الآلية الرئيسية في تطوير العلاقات الثنائية والإطار القانوني. واجتماعات هذه اللجنة لها أهمية كبيرة، لأنها تُحدد المجالات الرئيسية للتعاون. وقد عقدت اللجنة حتى الآن خمسة اجتماعات. وعقد الاجتماع الأخير في فبراير 2020 في أستانا. ومن المُقرر عقد الاجتماع السادس في المُستقبل القريب في الدوحة، وسيتم الاتفاق على تواريخ مُحددة من قِبل الأطراف عبر القنوات الدبلوماسية.

موارد هائلة

ما تقييمكم لحرص دولة قطر على تعزيز التعاون مع دول آسيا الوسطى ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا) وما هي المنافع المُتبادلة؟
التعاون بين قطر وآسيا الوسطى له آفاق كثيرة في مُختلف المجالات. وتلعب منصة سيكا الدولية دورًا مُهمًا في التعاون مع آسيا الوسطى. وتم إنشاء هذا المُنتدى على وجه التحديد لهذا الغرض، لتعزيز التعاون بين دول آسيا والشرق الأوسط. وأود أن أؤكدَ أن صاحب السمو يُخطط أيضًا للمُشاركة في قمة سيكا السادسة كجزء من زيارته لكازاخستان. وسيكا هو هيكل مُتعدد الأطراف موثوق به مع 30 عامًا من التاريخ الثري والمُثير للاهتمام. وتتمتع منطقتنا الآسيوية الشاسعة بموارد وإمكانات هائلة ومعظم مُنتجي المواد الغذائية في العالم هم أعضاء في سيكا. وتتركز ممرات النقل الهامة والأسواق سريعة النمو في هذه المنطقة. لذلك، يُنظر إلى سيكا على أنها أداة فعالة لتعزيز التعاون الدولي والثقة. وسبق لعدد من الدول، بما في ذلك دولة قطر، أن أعربت بالفعل عن دعمها لكازاخستان في مُبادرتها لتحويل سيكا إلى مُنظمة دولية مُستقلة.

منصة فعالة

كيف ترى كازاخستان مساعي الدبلوماسية القطرية من أجل السلام في آسيا والعالم، أفغانستان نموذجًا؟
إنني أُقدر تقديرًا عاليًا عمل قطر على حل المشاكل الدولية. لقد نجحت قطر في تنظيم السلام بين مُختلف الهياكل المُتعارضة مثل الولايات المُتحدة وأفغانستان وطالبان. وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قطر بدور الوسيط في مُفاوضات السلام فهي تتمتع بتجارب وساطة ناجحة، مثل اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وإنقاذ لبنان من شفا حرب أهلية، وحل النزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا، وغيرها الكثير. إنني مُتأكد من أن قطر ستظل منصةً فعالةً لحل العديد من المشاكل الدولية.
أظهرت قطر دعمًا كبيرًا لاستقرار كازاخستان خلال فترة الاضطرابات في بداية هذا العام.. كيف تنظرون إلى هذا الموقف وهل الاستثمارات القطرية آمنة في كازاخستان؟
الوضع في كازاخستان مُستقر، واستثمارات شركائنا لم تُمس، بينما يواصل رئيس الدولة اتخاذ التدابير والإصلاحات اللازمة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتحسين رفاهية الشعب، وضمان الاستقرار في البلد. وتواصل كازاخستان تحولها السياسي من خلال إصلاحات مهمة. وقد تم دعم هذه المُبادرات من خلال استفتاء وطني على التعديلات والإضافات على دستور جمهورية كازاخستان في 5 يونيو من هذا العام.

رحلات مباشرة

أي تعاون في مجالات الثقافة والسياحة خاصة بعد إطلاق الرحلة المُباشرة إلى مدينة ألماتي الكازاخية؟
منذ افتتاح الرحلة المباشرة في عام 2021، عقدنا عددًا من الأحداث للترويج للسياحة، منها في يونيو هذا العام، حيث شاركت السياحة الكازاخستانية وإدارة السياحة في ألماتي وشيمكنت، ووكالة السفر سكاي واي في المعرض الدولي قطر للضيافة. وتم تقديم الفرص السياحية في كازاخستان في إطار المعرض. وهذه الفعاليات تؤتي ثمارها بالفعل. وعدد المُتقدمين للحصول على تأشيرة آخذ في الازدياد. كما زار كازاخستان رياضيون قطريون مشهورون ويسعدنا أن نسمعَ أن ضيوفنا قد مرّوا بتجربة لا تُنسى في كازاخستان. ومع ذلك، لن نتوقفَ عند هذا الحد. ومع الأخذ في الاعتبار خطط فتح رحلات مُباشرة إلى العاصمة ومدن أخرى في كازاخستان العام المُقبل، نخطط للقيام بعمل منهجي للترويج للسياحة في قطر.

مونديال قطر

في النهاية سعادة السفير، كيف ترون الاستعدادات لكأس العالم FIFA قطر 2022 وهل تتوقع حضورًا كبيرًا من كازاخستان؟
أنا معجب للغاية بالتحول الذي طرأ على البلاد نحو كأس العالم. تم بناء عدد كبير من المرافق السياحية أمام عيني حرفيًا. وتُشارك جميع هيئات الدولة والشركات والمراكز الثقافية تقريبًا في الإعداد. لا أطيق الانتظار لأرى ثمار هذا العمل الشاق وأنا واثق تمامًا من التنفيذ الناجح لمثل هذا الحدث الواسع النطاق. يُخطط العديد من مواطني كازاخستان للمُشاركة في كأس العالم. ليس لدي شك في أنهم سيُغادرون قطر مع أكثر الانطباعات السارة.