اليوم في قطر.. 25 ساعة
سباق مع الزمن لتدشين المشاريع المستدامة واستضافة الفعاليات الكبرى
قطر جاهزة لانطلاق المونديال التاريخي.. والعالم يتأهب لمتابعة البطولة
نحتاج 26 ساعة في اليوم لمواكبة التقدم.. كي تمضي قطر على درب النجاح

أكَّدتْ دراسةٌ علميَّةٌ نُشرتْ مؤخَّرًا وهي دراسةٌ معتمدةٌ وليست من دراسات «الواتساب» أنَّ طول اليوم على كَوكب الأرض ليس ثابتًا كما يعرفه الجميعُ بـ 24 ساعة، بل يزيد بمعدلٍ طفيفٍ للغاية.
خَلَصَ البحثُ الفلكي إلى أنَّ القمر يبتعد عن الأرض بمعدل 3.8 سنتيمتر كل عام؛ ما يقلل سرعة دوران الأرض حول نفسِها. وقدر الباحثون أن يوم الأرض يزداد 1.8 مللي ثانية كل قرن. ما يعني أننا نحتاج إلى 3.3 مليون سنة لتزيد ساعات اليوم دقيقة واحدة إضافية، ولأن الساعة 60 دقيقة فعليك الحسبة!
سوفَ أختصرُ لكم الموضوعَ، إنَّ اليوم الذي ستصبح مدته فيه 25 ساعة بدلًا من 24، سيكون بعد حوالي 200 مليون عام!
العلماء أكدوا أنَّ هذه التقديرات تقريبية؛ لأنَّ العوامل المؤثرة بحركة الأرض لن تبقى ثابتةً.
ويبدو أنَّ هذه اللحظةَ غيرَ الثابتة قد أصبحت حقيقة.. ففي قطر من يتتبع الأحداث المُتسارعة هنا وهناك.. من افتتاح مشاريعَ مستدامةٍ، ودعم للشعوب المحتاجة بتبرعات إنسانيَّة وإغاثيَّة، وتوسعة مطار يتَّسع أصلًا لملايين المسافرين، وتدشين أرصفة جديدة في ميناء حيوي بل يعدُّ لاعبًا أساسيًا في تنوُّع الاقتصاد، وتجهيز ملاعب موندياليَّة بأعلى المُواصفات وصديقة للبيئة، وزراعة آلاف الأشجار وصولًا إلى مليون شجرة التزامًا من قطر بالتعهدات الدولية بشأن خفض انبعاثات الكربون، وإطلاق مبادرات خلَّاقة تهتم بالإنسان أينما كان، وتحسين الخدمات الصحية التي تُضاهي أفضل الخدمات العالمية بالمجان، واعتماد بحوث علمية لخير البشرية، ورعاية عمالية بشهادة المنظمات العاملة في قطر وخارجها، واستضافة أحداث كُبرى بحضور مئات الشخصيات، واحتضان ألعاب رياضية لا تتسع لها الرزنامة الدولية، وإطلاق الفنون في كل أرجاء قطر لتصبح متحفًا بلا أسوار..
كل هذا، والكثير لدرجة أنَّك لا تستطيع في اليوم الواحد أن تَعدَّ وتُحصي.. وقد تحتاج بالفعل إلى 25 ساعة في اليوم لكي تحصيها عددًا.
أعرف أن كلامي غير مقبول، وقد يكون من المبالغات ! ولكن هذا من باب المجاز، لأنَّ قطر بالفعل صنعت المستحيل في فترة وجيزة ونحتاج في اليوم 25 ساعة لكي نواكب المنجزات.
مازلتُ أذكرُ الجملةَ التي قلتها منذ أن فازت قطر باستضافة المونديال عام 2010 أي قبل 12 عامًا: « يا الله من حي ومن ميت» .
اليوم ونحن نقف عند لحظة تاريخية وبالتحديد ففي الساعة 7 من مساء اليوم الخميس 20 أكتوبر 2022.. يكون أمامنا 30 يومًا فقط لافتتاح كأس العالم فيفا قطر 2022 في استاد البيت.. لتكون قطر بيتًا للجميع.
قطر أصبحت جاهزةً من اليوم بل من الأمس لاستضافة الحدث.. الكل مدعو ليعيش هذه اللحظة التي تصبح فيها كرة القدم احتفاءً بالإنسانية المشتركة.
قطر لم تدخر جهدًا لكي تكون تجربة المونديال حدثًا استثنائيًا لتكون بالفعل البطولة الأنجح، حيث سيفتح الشعب القطري ذراعَيه لاستقبال محبي كرة القدم، مهما تنوَّعت قومياتهم وأديانهم وأفكارهم ولُغاتهم، ستكون أيادي قطر ممدودةً لبناء جسور التفاهم بين الشعوب.
للعلم بعد 2022 قد نحتاج إلى 26 ساعة في اليوم لكي نواكب التقدم.. وتمضي بلادي على درب النَّجاح.