كتاب الراية

كلمة سمو الأمير

ترجمة توجيهات صاحب السمو إلى خطط وبرامج لتعزيز مكانة قطر

الخطاب حمل العديد من الرسائل والرؤى أمام مجلس الشورى

اتخاذ الإجراءات اللازمة بين كافة الوزارات بوصفها فريقًا واحدًا

رسائل مهمة تعكس قوَّة الاقتصاد القطري وترسم ملامح المستقبل

مواصلة النهضة التشريعية والتنمية الوطنية والإنسانية .. نهج قطري

دور مهم وحيوي لمجلس الشورى في الرقابة .. ويبقى المواطن هو الأساس

المونديال مشروع وطني يعكس مصداقية قطر وانفتاحها الحضاري والثقافي

كلمةُ حضرةِ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، أمامَ مجلس الشُّورى في دور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين كانت بمثابة عدة رسائل توجيهيَّة على الصعيدين الداخلي والخارجيّ.

هي ليست مجرَّد خريطة طريق لما ينبغي أن تكون عليه سياسة الدولة وحسب، بل يجب أن تكونَ موضع التنفيذ الفعلي عبر إعداد الخطط والبرامج، واتخاذ الإجراءات اللازمة بين كافة الوزارات وأجهزة الدولة بوصفها فريقًا واحدًا، في ظلِّ رقابةٍ من مجلس الشورى المنوط به في دورته الثانية مهام أكبر وأكثر مما تحقق سابقًا، وكل ذلك ليصب في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

يأتي الخطاب السامي في مجلس الشورى امتدادًا لخطابات سموِّه على مدى هذا العام، فالمتتبع للخطاب الأول أمام مُنتدى الدوحة بداية العام كان بالتحذير من أنَّ عالم اليوم قد وصل إلى مرحلة مفصليَّة الأمر الذي يتطلب مراجعاتٍ جذريةً قبل أن يصل إلى حالة من فقدان التوازن.

من هنا جاءت كلمةُ سمو الأمير بردًا وسلامًا بشأن الاقتصاد القطري، باعتباره عصبَ الحياة عبر استمرار معدلات النمو وتثبيت تصنيف الوكالات العالمية للاقتصاد القوي لدولة قطر، وآفاقه المستقبلية المستقرة، ما يعكس سلامة الاستراتيجيات للدولة خدمةً للأجيال القادمة. وستكون من أولى مهام المجلس في دورته الجديدة اعتماد مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2023.

حملت كلمةُ سمو الأمير في طياتها أبعادًا أخرى، فقطر الصغيرة لم ولن تنسَى واجبَها تجاه دعم اقتصاديات الدول، وهذا ما تجلَّى في خطاب سموِّه أمام منتدى قطر الاقتصادي، بضرورة أن يكون دعم الاقتصاد بالتوازي مع تعزيز القيم الإنسانية المُشتركة؛ لأنه السبيل لتجاوز الأزمات والتغلُّب على التحديات التي تواجه الإنسانية.

تكمنُ أهمية كلمة سمو الأمير أمام الشورى- باعتبار المجلس الوصي في تحقيق مطالب الشعب، باعتباره هو من اختار مُمثليه- أنها جاءت على قدر الموقف والأهمية، حيث شدَّد سموُّه على أن التنمية الشاملة هي الهدف الأسمى الذي تعمل الدولة على تحقيقه، ليس هذا فقط بل في ظلِّ ما أشار إليه سموُّه من نهضة تشريعية وتطوير لأنظمة العدالة الناجزة واهتمام ببناء الإنسان القادر، باعتبار ذلك المهمة الرئيسية.

ومن يعود بالذاكرة إلى أشهر قليلة وبالتحديد إلى خطاب سمو الأمير أمام الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة في دورتِها 77، سوف يستحضر كلمته التي شدد خلالها على أنَّ النهج الذي اتخذناه في قطر هو التركيز على التنمية الوطنيَّة والتنمية الإنسانيَّة.

وبالعودة إلى كلمة سُموِّ الأمير في مجلس الشورى شدَّد على نقطة مهمة، قد تكون سبيل التنمية الحقيقية، وهي العمل على بناء الإنسان، المسؤول القادر والذي يعرف واجباته الوطنية وحقوقه، ويعرف قيمة ما لديه، ويتطلع إلى ما يتجاوز القيم المادية، ويفهم أن العمل أفضل من الاتكاليَّة التي تجر التذمر والشكوى، وأن النقد مفيدٌ فقط إذا كان قائمًا على معلومة صحيحة، وعلى فهم للسياقات، ويقدر دور كل من يعمل.

إذًا هي مُعادلة سهلة، ولكن تطبيقها يتطلب الأمانة، فالنقدُ حقٌّ بل هو واجب. ولكن ليكن نقدًا بنَّاء، ومتى كان كذلك فمجلس الشورى سيكون هو الخطَّ الأول لتبني هذا النقد ويمارس دوره الرقابي بفاعلية، فالمواطن يظل هو الأساس.

كلمة سمو الأمير في مجلس الشورى أعادت التأكيد على ثوابت سياسة قطر الخارجية والتي لم تتبدل، وإذا ما تتبعنا لكل خطابات سموه ليس على مدى هذا العام، ولكن منذ تسلمه مقاليد الحكم كانت هي ذاتها، أساسها الالتزام بالقانون الدولي، وحماية مكتسباتنا الوطنية وانتهاج الدبلوماسية الوقائية، ما جعل قطر شريكًا يعتد به في صناعة السلام ودعم الاستقرار.

وهنا يستحضرني خطاب سمو الأمير في قمة جدة للأمن والتنمية أنَّه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات.

وعليه فالدول والشعوب بحاجة إلى التعايش، ولعل هذه أفضل طريقة أختم بها مقالي باقتباس كلمة من سمو الأمير في مستهل خطابه أمام مجلس الشورى بأن «كأس العالم أحد أهم مشاريعنا الوطنية ليس حدثًا رياضيًا فقط، بل هو مناسبة إنسانية كبرى».

إن إطلاق وصف مشروع وطني على كأس العالم يؤكد أنَّ دولة قطر من خلال مصداقيتها وقدرتها على التأثير الإيجابي وانفتاحها الحضاري والثقافي وهُويتها الحضارية وكرم مواطنيها ستقدم تجربة استثنائية خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ باختصار مناسبة نظهر فيها «من نحن».

قطر الصغيرة قادرةٌ على تجاوز هذا الامتحان الكبير. بما حقَّقته وتحققه من نجاحات بأن تفتح بكل حب ذراعَيها للترحيب بالجميع.

كلمة سمو الأمير ما هي إلا امتداد لما جرى على ألسنة أهل قطر لتكون الكلمة واحدةً.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X