الدوحة – حسين أبوندا:
انضمت فرضة الشيوخ إلى الوجهات السياحية العصرية والمطورة الجديدة بالدوحة بعد قيام الجهة المعنية بتطويرها وإتاحتها أمام الزوار وتوفير كافة الخدمات السياحية المهمة لجعلها وجهة مميزة للجميع تتماشى مع مفهوم أنسنة المدن، حيث تم تخصيص الواجهة البحرية للمشاة فقط، وتغطية 40% من مساحة الفرضة بالمسطحات الخضراء والأشجار، بالإضافة إلى توفير مقاعد للجلوس وإنارة تعمل بالطاقة الشمسية.
الراية رصدت أعمال تطوير الفرضة، التي تعد الموقع الرئيسي لوقوف السفن التراثية الخاصة بالمواطنين والشركات السياحية العاملة في نقل الوفود السياحية إلى الطلعات البحرية والجزر القطرية، حيث يعكس مشهد مئات السفن الخشبية المتراصة في الفرضة التراث البحري لأبناء قطر قديمًا كما يعد مركزًا لتجمع الكثير من المواطنين والمقيمين، بسبب موقعها الاستراتيجي في منطقة الكورنيش ووقوعها مقابل سوق واقف، حيث يسهل الوصول من وإلى الوجهتين من خلال نفق مشاة آمن.
وحققت الجهة المنفذة للمشروع رقمًا قياسيًا في إنجاز أعمال التطوير حيث قامت بتأهيل البنية التحتية للفرضة واستبدال الطبقة الإسفلتية بأخرى جديدة وإنشاء مواقف للسيارات مع القيام بأعمال تشجير وإنشاء أرصفة تجميلية للموقع خلال 5 أشهر فقط ليكون صرحًا سياحيًا مستدامًا للمواطنين والمقيمين وتجهيزه لجماهير كأس العالم FIFA قطر 2022 الذين سيحظوْن بفرصة للاستمتاع بمشهد بانوراما أبراج الدفنة وتجربة استثنائية لركوب السفن التراثية واكتشاف الدوحة من خلال الواجهة البحرية والتعرّف على جزء من تراث قطر وثقافتها.
وشملت أعمال تطوير فرضة الشيوخ إنشاء مسجد تم افتتاحه أمام المصلين وعدد من المباني الخدمية مثل المطاعم ودورات المياه بالإضافة إلى إنشاء عشرات المواقف المخصصة للسيارات واستبدال الطبقة الإسفلتية بالكامل وتركيب الأرصفة الجانبية كما تم فصل مسارات الطريق من شارع الكورنيش حتى الواجهة البحرية بجزيرة وسطى وتحويل المسار المقابل للواجهة البحرية إلى ممشى مع إنشاء منطقة تجمّع تتضمن عددًا من المقاعد، يمكن استغلالها لإقامة الفعاليات الترفيهية والثقافية، وأيضًا إنشاء مواقف مخصصة لأصحاب الطرادات المحمّلة على السيارات بحيث تسع المركبات مع التيادر، فضلًا عن تطوير موقع مواقف سيارات إبحار جزيرة البنانا.
ويهدف تطوير الفرضة إلى مواكبة التطور العمراني في المناطق المحيطة وتوفير عددٍ من الخدمات السياحية المهمة لجعلها وجهة مميزة للعائلات والشباب، بالإضافة إلى السياح الخليجيين والأجانب، لا سيما أن التطوير حمل في جوهره روح التراث والثقافة القطرية، عبر توفير كافة المتطلبات السياحية التي توفر للزوار خدمات معاصرة تسهل من عملية استمتاعهم بالمكان، كما راعت الجهة المنفذة للمشروع استخدام مواد تتمتع بأجود المعايير المطلوبة، وأعلى مقاييس الجودة والسلامة سعيًا منها للمحافظة على البيئة بما يتناسب مع الاحتياجات المطلوبة لأصحاب السفن الخشبية وزوار المكان.
وتُعد فرضة الشيوخ من أقدم موانئ الصيد بالدوحة، حيث شهدت منذ بدء إنشائها عدةَ أعمال توسعة حتى وصلت إلى الشكل الحالي، كما حرصت الجهة المعنية خلال السنوات الماضية على تطويرها عبر زيادة عددِ مواقف السفن الخشبية بعد أن شهدت طلبًا مُتزايدًا من المواطنين على امتلاكها بهدف إحياء التراث والمحافظة على الموروث، علاوة على شكلها التراثي الجميل، حيث يهتمون بعد شرائها بإضافة أحدث التقنيات التي تجعلها مشابهةً لليخوت.
وينعكسُ مشروع تطوير فرضة الشيوخ بالإيجاب على السياحة الداخلية، خاصة أن أعمال التطوير تجعلها معلمًا سياحيًا مميزًا، لتوفير جميع الخدمات المهمة للزوار وفي مقدمتها المطاعم والمقاهي ودورات المياه وأماكن الجلوس، حيث سيجد السائح موقعًا مميزًا يجعله يعيش أجواء الماضي، والتعرف في نفس الوقت على وسائل الرزق والسفر التي كان يستخدمها الأجداد، والمتمثلة بالمراكب التراثية.
واهتمت الجهة المعنية بتحويل فرضة الشيوخ إلى معلم سياحي يضمن الاستدامة والاستمرارية، وتحقيق عوائد مالية مناسبة، خاصة أنها مهيّأة لتكون معلمًا سياحيًا يبهر الرواد ويجذبهم وينعش السياحة الداخلية كما يجذب في نفس الوقت السياح الخليجيين والأجانب، ويساهم في تغيير وجه الكورنيش السياحي بشكل كبير.