الدوحة – الراية:
أكد السيد أحمد سالم اليافعي مُدير قناة الجزيرة أن هذا العام ينقضي ولا تزال باقية تلك المشاعر الصعبة التي داهمت الجميع يوم الحادي عشر من مايو الماضي، ونحن نرى زميلتنا الشهيدة شيرين أبو عاقلة ترحل عنا نجمة يتوهج بريقها في السماء. ويسكن وهجها على الأرض. فهي مشاعر غضب على من لم تردعهم سجلاتهم المُكدسة بالقوانين الدولية، يقدمون على تنفيذ الجريمة ثم ينكرون. ثم بعد ذلك يكذبون ويقولون إن الجريمة وقعت عن طريق الخطأ. حيث ظنوا لوهلة أن واقعهم أقوى من كل شيء وأن دمهم أغلى وأن رأيهم أعلى، لكن هذا الواقع لن يثنينا أن نستمرَ بتقديم التغطية للأحداث وبأساليب جديدة.
منذ انطلاقة شبكة الجزيرة عام 1996 غطت الجزيرة حول العالم العشرات من الاشتباكات والصراعات والكوارث والحروب، وهي في كل ذلك قدر لها أن تكونَ أقرب الناس للناس، فغيّرت عالم الأخبار ولم يعد من بعدها كما كان من قبلها. وهي بذلك ولذلك أصبحت رسالتها مُستهدفة أكثر من أي وقت مضى. بل ويستهدف معها ناقل هذه الرسالة، فقدمت خلال مسيرتها اثني عشر شهيدًا، وعشرات الزملاء الذين تعرضوا للسجن والتوقيف، حيث لا يزال ثلاثة منهم قيد الاعتقال.
كل هذه التضحيات من أجل أن تُقدمَ شبكة الجزيرة هذه الصحافة الشجاعة والمهنية، وليلتقطها جمهور كبير باحث عن الصحافة المُحترفة القائمة على المصداقية والنزاهة. اليوم وبعد 26 عامًا على انطلاقتنا، فالجزيرة باقية قبلة أولى للصحافة والإعلام المهني. وقبلة أولى في اختيار الجمهور الباحث عن العاجل الصادق، والخبر العميق، وجزيرة تحرس الرأي والكلمة في وجه الرصاص والعنف والزيف والتضليل.