الدوحة – حسين أبوندا:

دشَّنَ سعادةُ الشَّيخ الدكتور فالح بن ناصر بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغيُّر المُناخي أمس وحدةَ تحليل ترددات الإشعاع غير المؤيَّن في دولة قطر التابعة لقسم الوقاية من الإشعاع بإدارة الوقاية من الإشعاع والمواد الخطرة، بوزارة البيئة والتغيّر المُناخي والتي تهدف إلى تحسين رصد الإشعاع غير المؤين في البيئة الهوائية في دولة قطر، كمرحلة أولى للمشروع المُتكامل، حيث سيُساعد المشروع بمُراقبة الانبعاثات الإشعاعيَّة غير المؤيَّنة في الدولة وَفق أعلى المعايير من خلال مبادرة إعداد وتنفيذ خُطة وطنية مُتكاملة لرصد مستويات الإشعاع غير المُؤين، وتحديد مصادر هذه الإشعاعات وضمان مستوياتها ضمن الحدود المسموحة وَفقًا للمعايير الدوليَّة.

وأكَّدَ السيِّدُ عبدالهادي ناصر المري وكيل الوزارة المُساعد لشؤون البيئة أنَّ وحدة تحليل ترددات الإشعاع غير المؤيَّن تأتي ضمن أجندة الوزارة لتغطية الدولة بأنظمة حديثة ومُتقدمة لرصد أي مصادر للتلوث أو أخرى تحتاج إلى دراسة مُكثفة لمعرفة إذ ما كان يصدر منها أي ضرر سواء بصحة الإنسان أو البيئة ، مشيرًا إلى أن الوحدة يدعمها 60 محطة خارجية مُنتشرة في جميع أرجاء الدولة تعمل بالطاقة الشمسيَّة لرصد الترددات غير المؤيَّنة مثل ترددات أجهزة الراديو والبث وأجهزة الاتصالات بما فيها محطات تقوية إرسال الهواتف النقالة، لافتًا إلى أنَّها تمت بناءً على مسوحات سابقة استغرقت 75 يومًا. وأوضحَ أنَّ أهمية الوحدات الخارجية تكمن في إعطاء قراءة آنية للقراءات، ومُراقبة على مدى 24 ساعة، تقوم بعدها بإرسال تنبيه للمسؤولين أو الفنيين في الوحدة الرئيسية، ويتم على ضوء ذلك الاستجابةُ السريعة، لافتًا إلى أن الوحدة لها أهمية كبيرة في رصد مستويات الأشعة وتحديد مصادرها خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كما أنها تُساند محطات جودة الهواء التي تم تدشينُها الشهر الماضي، ما يرفع مُستوى الدولة في المؤشِّرات البيئية ويُعطيها الريادة على مُستوى المنطقة من حيث الرقابة المبنيَّة على الأجهزة الحديثة.

ونوَّه بأنَّ الوحدة الجديدة تُمثل أيضًا حماية واستدامة للبيئة القطرية ورصد أي قراءة غير طبيعية للترددات، كما تخدم الدراسات العلمية والبحثية حول الإشعاع غير المؤيَّن ودراسة آثاره على المدى البعيد بوجود قاعدة بيانات مُتكاملة بحثية معلوماتية دقيقة وصحيحة تقوم بجمع البيانات بشكل مستمر من خلال الأجهزة الموزَّعة في الدولة والمرتبطة بالشبكة الوطنيَّة للوزارة.

وأشارَ إلى أنَّ القطاع البيئي يعملُ دائمًا على تطوير أدواته وآلياته وبرامجه ضمن خطط الإدارة التشغيلية المُدرجة في الاستراتيجية المُستدامة لوزارة البيئة والتغير المناخي، حيث حقَّقت المبادرات والجولات التي اعتمدها القطاعُ البيئي أهدافَ استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر 2022م، لافتًا إلى أنَّ هذه الجهود لحماية البيئة القطرية ومواردها واستدامتها تتم حسب الاستراتيجيات المعتمدة في إطار ما تحظى به البيئةُ من أولوية واهتمام كبير في الدولة، والذي يخدم بوضوح الاستراتيجية البيئية 2030 الركيزة الرابعة لرؤية قطر 2030م.

وقالَ المُهندس عبدالرحمن العبدالجبار مُدير إدارة الوقاية من الإشعاع والمواد الكيميائية بالوزارة: إنَّ وحدة تحليل ترددات الإشعاع غير المؤيَّن في دولة قطر تعد الأولى بالمنطقة في رصد ومراقبة الأشعة الكهرومغناطيسية وإعطاء قراءات لحظية متواصلة، ما يفيد في الحصول على بيانات عالية الدقة لمستويات الإشعاع غير المؤين في دولة قطر، ورصد الإشعاع غير المؤين في البيئة الهوائيَّة.

وأضاف: الوحدةُ تمثلُ خُطوةً هامةً في البدء بمعرفة تنبؤات مستويات الإشعاع غير المؤيَّن في الدولة ودعم منظومة الإنذار المُبكر لمُراقبة مستويات الإشعاع غير المؤين. وتعتبر وحدة تحليل ترددات الإشعاع غير المؤيَّن من أهم الوحدات الرائدة في المنطقة، حيث إنه المشروع الأول في المنطقة، لما تضمنته من أحدث التقنيات والأدوات والأجهزة والمحطات عالميًا وعمليات أتمتة البيانات ونظام التنبؤ الآني والإنذار المُبكر.

وأكَّد المُهندس محمد عبدالله المحنَّا رئيس المشروع أنَّ من أهداف الوحدة الرئيسية هو رصد تحليل ترددات الإشعاع غير المؤيَّن التي تأتي من العديد من المصادر، وبناء قاعدة بيانات معلوماتية مُتكاملة وسرعة الاستجابة وسير العمل، فضلًا عن العديد من الأهداف الأخرى التي تساعد على الكشف عن وجود الإشعاعات الضارة، مُشيرًا إلى أنَّه تم تركيب 60 محطة رصد للإشعاعات في معظم مناطق الدولة بعد إجراء عملية مسح شاملة في جميع أنحاء الدولة، حيث تم مسح 13 ألفَ نقطة.

ولفتَ إلى أنَّ ما يُميز نظام تحليل ترددات الإشعاع يتمثل في سهولة الكشف، ورصد ومراقبة الإشعاع غير المؤين، ويتم تجميع هذه البيانات والتأكد من جودتها ومُراجعتها من قِبل المُختصين والنظام وعرضها على شكل تقارير وإعطاء إنذار مُبكر عند وجود أي ارتفاع لمُستويات الإشعاع غير المؤين، ما يضمن استجابةً سريعة وتجنُّبًا لأي حوادث مُحتملة.