قصة اية

(وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا)
هذا إرشادٌ من الله لرسوله- صلوات الله وسلامه عليه-، إلى الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل، أن يرد ذلك إلى مشيئة الله -عز وجل- علَّام الغيوب، الذي يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: بعثت قريش إلى أحبار يهود يسألونهم عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ووصفوا لهم أمره، فقالت لهم اليهود: سلوه عن ثلاث، فإن أخبركم بهن، فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل، فالرجل متقوِّل، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح؟ فإن أخبركم بذلك، فهو نبي فاتبعوه، فجاؤوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألوه، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أخبركم غدًا عما سألتم عنه ولم يستثنِ (لم يقل إن شاء الله)، فانصرفوا عنه، ومكثَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خمس عشرة ليلة لا يُحدث الله له في ذلك وحيًا، حتى حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكثُ الوحي عنه، ثم جاءه جبريل -عليه الصلاة والسلام- من الله -عز وجل- بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه.