اخر الاخبار
أصبح الآن حقيقة على الأرض ..

الطريق إلى المونديال.. حلم قطري بدأ قبل 12 عاما

الدوحة – قنا:

في مساء يوم الثاني من ديسمبر عام 2010 أعلن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ حينها فوز دولة قطر بشرف تنظيم بطولة كأس العالم 2022، في مشهد لم ولن يغيب عن مخيّلة عشاق كرة القدم في العالم العربي وفي العالم أجمع، إذ هي المرة الأولى التي تنجح فيها دولة عربية شرق أوسطية بنيل شرف تلك الاستضافة.
ومنذ تلك الليلة.. بدأ الحلم، وبعد مرور أكثر من 4380 ليلة يتحقق الحلم، حين تنطلق مساء غد /الأحد/ صافرة الإيطالي دانييلي أورساتو مُعلنة انطلاق مباراة افتتاح كأس العالم FIFA قطر 2022 على استاد البيت المونديالي.
حلم ولد قبل 12 عامًا، ولكن حين تُسند الأحلام للسواعد والعقول القطرية ثق أنها ستتحقق على أكمل وجه وبأروع من الخيال ذاته.
وكانت رحلة تحقيق حلم استضافة نهائيات كأس العالم مليئة بالتفاصيل وبالعمل الجاد في أكثر من مسار، وبتخطيط شامل يجمع كل تلك المسارات في بوتقة واحدة لتخرج إلى النور في أبهى صورها، ليس فقط للمونديال العالمي، ولكن للأجيال القادمة التي يحق لها أن تفخر بما تحقق.
ومنذ اليوم الأول لإعلان قطر رغبتها في استضافة بطولة كأس العالم وعدت العالم باستادات مونديالية تقام عليها مباريات البطولة الأهم في عالم كرة القدم، بل جاء الوعد مصحوبًا بتحدٍ وهو أن تكون الاستادات على أعلى مستوى وصلت إليه تكنولوجيا الملاعب في العالم وبأرقى التصاميم في بناء المنشآت الرياضية التي لم يسبق لها مثيل.. وصدقت قطر في وعدها.. وقدّمت لدنيا كرة القدم 8 ملاعب مبهرة بتكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة وإرث مُستدام.
ورافق إنشاء وتطوير الملاعب المونديالية ثورة في مجال تحديث البنية التحتية في كل شبر على أرض قطر، منافذ بحرية وبرية، مطار هو الأفضل على مستوى العالم، كهرباء واتصالات، ومنشآت صحية وتعليمية، ومرافق سياحية وترفيهية وغيرها الكثير مما يُدهش الزائر، بل والمقيم على أرض قطر.
وفي قطاع الطرق غرّدت قطر خارج السرب، وأدهشت العالم بحجم إنجاز للطرق والجسور والأنفاق يفوق أي خيال، وفي وقت قياسي، وفي ظل تحديات هي الأعظم من نوعها.
وفي كل حبة رمل تنقل إلى مشروع من مشروعات البنية التحتية أو تجهيزات المونديال، كانت قطر تؤكد في المقام الأول على مُطابقة مشروعاتها للمواصفات البيئية وأن تكون مُحايدة للكربون وصديقة للبيئة، ولم تتزحزح عن تلك القناعة قيد أنملة، حتى أنجزت لنا الواقع الذي يراه الجميع حاليًا.
ولم تكن رحلة الحلم القطري بالشيء الهيّن، فلولا ثقافة الشعب والتفافه حول غاياته لما تحقق شيء، فبناء الإنسان هو الاستثمار الأمثل الذي نجحت فيه قطر جنبًا إلى جنب مع بناء تجهيزات المونديال ومُتطلباته، وواكبت الصحوة الرياضية لقطر صحوة ثقافية في كافة المجالات سطّرت اسم قطر كوجهة ثقافية بارزة لا يمكن إنكارها أو تخطيها.
وما ارتكن الشارع الرياضي القطري لفوز بلاده بشرف تنظيم كأس العالم واكتفى.. بل كان وقودًا لحصد المزيد من الألقاب خليجيًا وآسيويًا وعربيًا، وشهدت كرة القدم القطرية خلال سنوات تحقيق الحلم، أحلامًا تتحقق في كل عام وألقابًا تُنجَز وتُحصَد في كل مناسبة.
وحين سخّرت قطر إمكاناتها المادية لتحقيق حلم المونديال، كانت منذ اللحظة الأولى تُدرك أن ما ستُنفقه سيعود عليها نجاحًا وتألقًا، وقد أكدت طوال سنوات الإعداد للبطولة أنها ستكون بطولة استثنائية في كل شيء وقد نجحت في ذلك بشهادة الجميع.
وقبل ساعات على انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، تطوي قطر صفحة التجهيز والإعداد لتفتح صفحة في كتاب التاريخ عنوانها الرئيسي “كيف تحقق الحلم ليُصبح واقعًا ملموسًا ؟”.
ففي مجال البنية التحتية، تحولت دولة قطر منذ أن نالت شرف استضافة المونديال إلى ورشة عمل ضخمة لإنجاز مشاريع جديدة في هذا القطاع تخدم بطولة كأس العالم وتكون أيضا إرثا للأجيال القادمة من خلال رؤية شاملة تلبي معايير استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وتحقق في نفس الوقت أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
وعلى مدى السنوات الماضية نفذت دولة قطر مشروعات للبنية التحتية شملت كل القطاعات الحيوية مثل المرافق الرياضية والملاعب والطرق والفنادق والاتصالات والمواصلات والصحة وغيرها من المشاريع التي ستكون شاهدة على التطور الذي أنجزته قطر في فترة زمنية قصيرة.
ووفقا لبيانات رسمية فقد انفقت قطر حوالي 220 مليار دولار على مشاريع البنية التحتية وهو مبلغ لا يشمل بناء الاستادات والمرافق الرياضية المخصصة لكأس العالم فقط بل يغطي كل مشروعات البنية التحتية في البلاد من طرق وفنادق ومنشآت رياضية ومنشآت صحية وغيرها من المصروفات التي تغطي كافة القطاعات في البلاد.
وفي تصريحات سابقة لمسؤولين في اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى جانب مسؤولين في الدولة فقد أكدوا أن بطولة كأس العالم في قطر تعتبر أكبر من مجرد حدث رياضي فقد كان استضافة البطولة لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط قاعدة للانطلاق وتسريع المشاريع العملاقة التي تشكل نسبة كبيرة منها مشاريع للبنية التحتية كما أنها مشاريع تستفيد منها الأجيال القادمة لعقود من الزمن وليس مجرد مشاريع تخدم بطولة كأس العالم فقط.
وكان إنفاق دولة قطر على مشروعات البنية التحتية مدروسا بشكل دقيق ووصفه العديد من المحللين وخبراء الاقتصاد بأنه فلسفة في الاتجاه الصحيح حيث تعتبر كل تلك المشاريع في البنية التحتية هدفها احداث نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والسياحية في قطر وعنصر جذب للاستثمار الأجنبي الذي يساهم في دعم وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وقد تمكنت قطر خلال السنوات الماضية من تشييد أكثر من 100 فندق جديد ضمن سلسة فنادق فخمة ليصل إجمالي عدد الغرف في البلاد إلى أكثر من 30 ألف غرفة فندقية كما تم إنجاز شبكة انفاق المترو “مترو الدوحة” التي تتضمن حوالي 38 محطة تغطي جميع المواقع الحيوية في الدولة.
وأنجزت قطر مشاريع بنية تحتية رائدة في مجال الاتصالات والتحول الرقمي على مدى السنوات الماضية لتكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أول نسخة من كأس العالم تعتمد على تقنيات الجيل الخامس 5G بالكامل في حين ستكون سرعة تنزيل بيانات الإنترنت في الملاعب ضمن الأسرع في بطولات كأس العالم. كما ستكون بطولة كأس العالم في قطر من أولى البطولات التي تستخدم أفضل وأحدث التقنيات الرقمية على الاطلاق.
وفي رحلة استضافة دولة قطر لكأس العالم تم انشاء العديد من مشاريع البنية التحتية في القطاع الصحي الذي تبوأ في السنوات الأخيرة مراكز عالمية متقدمة بفضل المنشآت الحديثة والتقنيات الطبية المستخدمة، حيث وصل عدد المستشفيات العامة في دولة قطر إلى 10 مستشفيات إلى جانب المراكز الطبية المتخصصة، بينما وصل عدد المراكز الصحية الأولية إلى 30 مركزا صحيا موزعين على كافة أنحاء دولة قطر.
وليس بعيد من العاصمة الدوحة، تظهر مدينة لوسيل أكبر شاهد على مشاريع البنية التحتية التي أنجزتها قطر وهي مدينة جديدة بالكامل وتعتبر من أضخم المدن الرقمية في العالم، وتضم المدينة كافة المرافق الحيوية فضلا عن احتضانها استاد لوسيل الذي ستقام عليه المباراة النهائية لكأس العالم.
كما طورت دولة قطر في رحلة استضافتها لكأس العالم مدينة مشيرب قلب الدوحة وهي مدينة رقمية بالكامل وتقف شاهدا على الإنجازات القوية في رحلة استضافة كأس العالم، حيث تضم المدينة الالاف الوحدات السكنة فضلا عن المرافق التجارية والترفيهية والحيوية، كما شيدت قطر مشروع جزيرة اللؤلؤة وهي جزر اصطناعية تشكل مدينة كاملة من الرفاهة الحياة العصرية.
وقد افتتحت قطر مؤخرا العديد من المشاريع السياحية والترفيهية والسكنية التي تعتبر جزءا كبيرا من البنية التحتية المنجزة في رحلة استضافة “الحلم” بطولة كأس العالم أول بطولة في الشرق الأوسط والعالم العربي والعالم الإسلامي.
وفي مجال الطرق، وبهدف تعزيز نمط الحياة الصحي نفذت “أشغال” 2131 كم من مسارات المشاة والدراجات الهوائية في معظم مشاريع الطرق المحلية والسريعة، تتصل هذه المسارات بجميع الملاعب المستضيفة لبطولة كأس العالم، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 16 جسرا وخمسة أنفاق للمشاة.
وتتم مراعاة إجراءات وشروط السلامة المرورية عند وضع التصاميم الخاصة بتلك المسارات حيث تم تصميمها بشكل يجعلها آمنة عند دخولها التقاطعات المرورية على طول الطريق.
وكذلك تربط مسارات المشاة والدراجات الهوائية بين الملاعب المستضيفة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ومناطق المشجعين (Fan Zones) وكذلك مناطق سكنهم، وبالمناطق السياحية المعروفة بنقاط الجذب.
كما تتصل هذه المسارات بمحطات الحافلات ومحطات المترو والمواقف المخصصة لصف السيارات وركوب الحافلات (Park & Ride) وصف السيارات والسير (Park & Walk).
وبالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث والجهات المعنية الأخرى في الدولة، أنجزت “أشغال” مواقف للسيارات على مساحة إجمالية تخطت 6 ملايين متر مربع، كما انتهت من الأعمال الإجمالية لمشروع “مستودعات الحافلات في منطقة لوسيل” والذي يأتي ضمن خطة الدولة الخاصة بتطوير قطاع المواصلات، ويوفر مستودع حافلات لوسيل مواقف لما يقرب من 478 حافلة كهربائية تخدم مباريات كأس العالم FIFA قطر 2022 .
وتقوم “لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة” بتحسين ملامح مدينة الدوحة من خلال تطوير بعض الطرق وتوسعتها وتطوير العديد من التقاطعات التي تسهم بدورها في تعزيز السلامة المروية وتحقيق الانسيابية المطلوبة على شبكة الطرق خلال البطولة، وما بعد البطولة، حيث قامت اللجنة بزراعة أكثر من 900 ألف شجرة وأكثر من 11 مليون متر مربع من المساحات الخضراء إضافة إلى 11 حديقة وساحة خضراء متعددة الاستخدامات وكذلك تطوير 12 شاطئا بمختلف مناطق الدولة.
وفي قطاع الطرق السريعة استطاعت الهيئة تنفيذ 1791 كم مترا من الطرق تتضمن 207 جسور و143 نفقا ومن أهم هذه الطرق طريق المجد بطول 195 كيلومترا ومحور صباح الأحمد بطول 29 كيلومترا نظرا لدورهما في ربط العديد من الطرق التي تخدم استادات المونديال.
ولضمان توفير أعلى معايير الجودة في هذه الطرق، شكلت هيئة الأشغال العامة فريقا متكاملا لمسح ودراسة واختبار جميع أصول الطرق الموجودة حول الاستادات المستضيفة للحدث لضمان جودة عناصر الطرق مثل أوضاع الإسفلت، والعلامات الإرشادية، وحواجز السلامة، وأصول الصرف الصحي، وإنارة الشوارع، ومسارات عبور المشاة، وإشارات المرور، للتأكد من جاهزيتها للاستخدام خلال البطولة.
وحرصت “أشغال” على استخدام تقنيات جديدة في بعض مشاريع الطرق السريعة، تسمى “طريقة الكابولي المتوازن”، وذلك لأول مرة في قطر لبناء تقاطعات عالية المستوى، تتضمن بناء أجزاء خرسانية في الموقع دون أي انقطاع لتدفق حركة المرور أو إهدار وقت الأنشطة الأخرى حولها.
وفي سياق متصل، تعتمد هيئة “أشغال” أحدث التقنيات لضمان أعلى معايير الجودة في مشاريع الطرق بما في ذلك تقنية المسح والتي تم تطويرها كأحد أفضل الحلول المستدامة لتشغيل وصيانة الطرق، للتأكد من حالة الطريق ومطابقته للمواصفات القياسية وجاهزيته لخدمة المستخدمين، بالإضافة إلى فحص الطبقة الإسفلتية واكتشاف عيوبها.
كما قامت “أشغال” بتنفيذ نظام الرادار ثلاثي الأبعاد (3D GPR) لفحص الطرق ومسح الإسفلت وفحص الطبقات السفلية للطرق والجسور وشبكة الصرف الصحي، حيث تخترق أشعة الرادار الطبقات السطحية للإسفلت لتصل إلى الطبقات السفلية من أجل تحديد أي قصور أو فجوات في الأساسات قبل ظهورها على السطح.
وفي محور الحفاظ على البيئة، تعد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أول مونديال محايد للكربون في التاريخ، حيث عملت دولة قطر على إرساء معايير عالمية في مجال المحافظة على البيئة لتشكل بذلك نموذجا يحتذى به في البطولات العالمية الكبرى.
فقد ظلت قضية البيئة في صدارة اهتمامات دولة قطر خلال مشوار استضافتها للمونديال، فمنذ ان باشرت تنفيذ المنشآت والأنشطة المتعلقة بالبطولة حرصت على بناء إرث بيئي مستدام يعود بالنفع على الأجيال المقبلة، من خلال استراتيجية تنظيم أول نسخة مونديال محايدة الكربون لتتماشي في ذلك مع الجهود الدولية الداعية إلى مواجهة التغير المناخي، وقد نجحت في بناء ملاعب مستدامة بما فيها التصميم والبناء والطاقة واستخدام المياه، فضلا عن تركيب محطات لقياس جودة الهواء والانبعاثات الغازية والغبار في جميع ملاعب المونديال، إضافة إلى تنظيم آلية فرز النفايات والمخلفات خلال مرحلة بناء الملاعب، للحد من البصمة الكربونية، ووصولاً إلى تدوير حوالي 80 بالمئة من النفايات الناتجة عن بناء ملاعب المونديال.
وقد نجحت قطر على امتداد فترة استعداداتها لتنظيم الحدث الرياضي الأبرز في العالم، في تنفيذ العديد من البرامج والخطط الفعالة للحد من انبعاثات الكربون المضر بالصحة والمناخ، من خلال المحافظة على المياه وإدارة النفايات وانبعاثات الكربون، واستخدام الطاقة المتجددة بقدر الإمكان، وحماية البيئة، والربط بين المناطق الحضرية.
وتتضح بصمة قطر في الحفاظ على البيئة خلال رحلة التجهيزات للمونديال أكثر في قطاع المواصلات حيث تم استبدال 25 بالمئة من الحافلات العامة بحافلات كهربائية للاستخدام خلال البطولة، وهو ما يعد إنجاز قياسي وتاريخي غير مسبوق، وفي إبريل الماضي، تسلمت وزارة المواصلات الدفعة الأخيرة من الحافلات الكهربائية والبالغ عددها 130 حافلة ليكتمل بذلك توريد كافة الحافلات الكهربائية بعدد 741 حافلة كهربائية ليتم استخدامها خلال البطولة، ولتصبح فيما بعد إرثا دائما لوسائل النقل الجماعي للطاقة النظيفة بعد المونديال، وفي ذات السياق يأتي مستودع حافلات لوسيل دشن في أكتوبر الماضي، أكبر مستودع للحافلات الكهربائية على مستوى العالم، حيث تصل طاقته الاستيعابية إلى 478 حافلة، ويأتي ضمن برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام.
وتعكس رحلة بناء الاستادات الثمانية للبطولة والتزامها بمعايير الحد من انبعاثات الكربون وتقليل استهلاك الطاقة والمياه، وإعادة استخدام المياه والمواد وإعادة تدويرها، استشعار الجهات المختصة بأهمية مواجهة التغير المناخي والحد من آثاره.
وتتماشي الجهود القطرية في رحلة المونديال مع توجهات الاستدامة والرغبة في تحقيق نمو متوازن ومستدام، فقد صممت بعض المنشآت المونديالية بشكل مؤقت بل قابلية بعضها للتفكيك مثل استاد 974 الذي أنشأ من حاويات الشحن البحري ومواد قابلة للتفكيك تشمل الجدران والسقف والمقاعد، علاوة على استخدام أنظمة تبريد عالية الكفاءة وصديقة للبيئة في جميع الملاعب، وتقنيات إضاءة مبتكرة تلبي متطلبات الاستدامة والحفاظ على البيئة.
وبالتزامن مع التغيرات المتسارعة على الصعيد البيئي خطت قطر خطوات نوعية جيدة، فهي عملياً افتتحت مشروع محطة الخرسعة للطاقة الشمسية التي تلبي نحو 10 بالمئة من الطلب على الطاقة الكهربائية، وتتضمن خططها الوطنية مئات المبادرات، للحد من الانبعاثات أو للتكيف مع آثار التغير المناخي، وإلى جانب ذلك، التقدم الواضح في مجال الطاقة المتجددة، فضلاً عن خطط للتوسع في مجال تحويل النفايات إلى طاقة.
وتمضي قطر متسلحة بالإرادة والعزيمة لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي، الرامية إلى تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25 بالمئة من جميع القطاعات بحلول عام 2030، وهي الخطة التي تتماشي عملياً مع جهود وبرامج وزارة المواصلات التي تسعي للتحول التدريجي لاستخدام وسائل النقل الكهربائية والطاقة المتجددة خاصة في قطاع المواصلات.
وعلى مدار 12 عاما ماضية وبمعدل انفاق أسبوعي بلغ 500 مليون دولار عبدت دولة قطر طريق المونديال ووفرت له كافة أسباب النجاح من حيث التجهيزات والإنشاءات الرياضية والبنى التحتية واللوجستية المرتبطة به، لتخرج الصورة قبل 24 ساعة من إعطاء صافرة انطلاق البطولة مبهرة وعاكسة لطموحات قطر والمنطقة في تنظيم أفضل نسخة في تاريخ الساحرة المستديرة.
وتشير التقارير التي نشرتها لجنة المشاريع و الإرث على موقعها الرسمي إلى أن تكلفة تشييد استادات كأس العالم FIFA قطر 2022 وملاعب التدريب بلغت 23 مليار ريال قطري تتوزع على مدار اثني عشر عاماً، وتعتبر هذه الميزانية شبيهة بميزانيات النسخ الأخيرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية.
ومن الجدير بالذكر أن اللجنة العليا لا تمول أغلب المشاريع الوطنية لتطوير البنية التحتية، فعلى سبيل المثال، نجد أن مشروعيّ توسعة شبكة الطرق وشبكة قطارات المترو الشاملة في البلاد يمثلان جزءاً من رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تنفذ بعيداً عن استضافة مونديال 2022.
وفي سياق متصل بلغت النفقات التي ضختها قطر لبناء بنية تحتية قادرة على استيعاب الزخم الذي سيحدثه كأس العالم في مفاصل الاقتصاد الوطني نحو 200 مليار دولار طوال الفترة الماضية لإنشاء بنية غير مرتبطة بكرة القدم مثل تشييد شبكة جديدة للمترو في العاصمة الدوحة ومطار دولي وطرق جديدة فيما يأتي الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات في إطار تنفيذ مشروع رؤية قطر الوطنية 2030.
ويؤكد المتابعون أنه نظراً لطبيعة البطولة التي تتسم بتقارب المسافات، فتحولت قطر إلى ما أشبه بمدينة أولمبية، ونفذت اللجنة العليا للمشاريع و الارث عددا من الأفكار لضمان حصول المشجعين المسافرين إلى دولة قطر على باقة منوعة من خيارات الإقامة المميزة في عام 2022 تشمل غرف الفنادق من فئة الثلاث إلى الخمس نجوم، والبواخر السياحية، والمخيمات الصحراوية.
ومع استقبال مشجعين يزيد عددهم عن مليون نسمة وفرت الجهات المنظمة كل الامكانيات، حيث وصل عدد الغرف المتاحة للمشجعين القادمين إلى قطر لحضور “كأس العالم 2022” إلى 130 ألف غرفة، ويتوقع أن تستقبل البلاد أكثر من مليون مشجع خلال البطولة، التي تتواصل منافساتها على مدى 28 يوماً.
كما تم تجهيز باخرتان سياحيتان، تبلغ الطاقة الاستيعابية لهما نحو 4000 غرفة، فيما ستوفر إحدى أكبر الشركات الفندقية في أوروبا 10 آلاف موظف لإدارة وتشغيل أكثر من مليون ليلة إقامة في 60 ألف شقة وفيلا خلال منافسات البطولة.
كما تشير التقارير إلى أن الإدارة الفعالة والتسويق الجيد للعلامات التجارية القطرية، ستساهم في خلق قيمة تجارية وطويلة الأجل، إلى جانب دورها في دفع نمو الناتج الإجمالي لأكثر من 25 سنة مقبلة، ففي هذا الاتجاه وعلى الرغم من التوقعات المتشائمة للاقتصاد العالمي، فإن الاقتصاد القطري يغرد خارج السرب، وبشهادة صندوق النقد الدولي، والذي توقع مؤخرًا أن تصل نسبة النمو الاقتصادي لقطر إلى 4.9 بالمئة، مدعومًا ومدفوعًا بالعديد من العوامل الأساسية، في مقدمتها الارتفاع المستمر لأسعار الغاز، واستضافة الدولة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
على صعيد آخر ينتظر أن تبلغ العائدات الاقتصادية المنتظر أن تحصل عليها دولة قطر من تنظيم المونديال، نحو 17 مليار دولار، حيث تقدر العائدات المالية المباشرة من تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 (2.2 مليار دولار)، فيما تقدر العائدات الاقتصادية طويلة الأجل، خلال الفترة من 2022 إلى 2035 بـ (2.7 مليار دولار)، وسط توقعات بارتفاع عائدات السياحة، التي من المنتظر أن تزدهر خلال فعاليات كأس العالم وما بعدها.
وعلى الصعيد الثقافي فما لبثت أن احتفلت الدوحة بعرسها الثقافي وحضورها عربيا في عام 2010 كعاصمة للثقافة العربية، إلا أن العام لم ينقض حتى تم الإعلان في الثاني من ديسمبر في ذات العام عن فوز دولة قطر باستضافة كأس العالم لعام 2022، لتتغير خريطة الثقافة في قطر على كافة المستويات حتى تكون الدوحة حاضرة ثقافية تواكب الدوحة عاصمة للرياضة العالمية.
فعلى مستوى البنية الثقافية، اهتمت قطر على مدى اثني عشر عاما ببناء منظومة ثقافية فريدة، تواكب عصر التكنولوجيا، وفي ذات الوقت تؤكد على الاستدامة كمنهج ورؤية للدولة في كافة المؤسسات، فأسست العديد من المتاحف أهمها متحف قطر الأوليمبي والرياضي 3-2-1، مطافئ مقر الفنانين، مشيرب قلب الدوحة بمتاحفها الأربعة ومراكز الإبداع والتصميم فيها، كما طورت وجددت الكثير مثل متحف قطر الوطني، متحف الفن الإسلامي، فضلا عن المحافظة على معالم الدولة الأثرية والاهتمام بها وترميمها بل تسجيل أهمها على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم /اليونسكو/ مثل “موقع الزبارة”.
كما تم تجديد سوق الوكرة القديم بما يؤكد اعتزاز الدولة بتراثها المادي أو حتى الثقافي غير المادي والذي سعت لتسجيل بعضا منه على قائمة التراث العالمي من أهمها تراث الصقارة بمشاركة عدد من الدول العربية، وكذلك القهوة والمجالس العربية.
وقد تعدت هذه البنية الثقافية المتاحف، إلى مشاريع ثقافية أخرى عملاقة من أبرزها مكتبة قطر الوطنية والتي افتتحت رسميا في أبريل 2018، والتي تعد منارة للإبداع الإنساني، ومجموعة من المسارح الفارهة، وكذلك المؤسسات الإعلامية الرائدة، والتطوير المستمر في مرافق المؤسسة العامة للحي الثقافي لتكون كتارا مدينة للثقافات العالمية تحتضن الإبداع الإنساني على أرض قطر، وفي ذات الوقت فهي حاملة مسؤوليتها الوطنية في الحفاظ على الموروث المحلي بكافة عناصره سواء في البر أو البحر، فتعمل على إحيائه في نفوس الأجيال الجديدة من خلال فعاليات سنوية مشوقة جعلت العالم يتعرف على عناصر هذا التراث.
وفي إطار تعزيز البنية الثقافية أيضا، تم تأسيس العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية المتخصصة، ومن أبرزها أكاديمية قطر للموسيقى في 2011، ومركز الفنون البصرية، مركز قطر للشعر “ديوان العرب” ومركز شؤون المسرح، ومركز شؤون الموسيقى، مركز الوجدان الحضاري، مركز نوماس، وغيرها لتشكل تلك المنظومة بيئة مواتية للإبداع في قطر.
وعلى مستوى التفاعل الثقافي دوليا كانت دولة قطر حاضرة على الصعيد الثقافي عالميا من خلال استضافة الكثير من الفعاليات الكبرى عالميا لعل أبرزها استضافة الجلسة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي لليونسكو عام 2014، واستضافة الدوحة عاصمة للشباب في العالم الإسلامي في 2019، أو استضافة الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي في عام 2021.
كما كانت دولة قطر حاضرة برصيدها الحضاري عالميا من خلال التواجد في المحافل الدولية، واهتمامها بتعزيز التنوع الثقافي والذي يتجسد على أرضها فمنذ انضمامها إلى اتفاقية حماية وتعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي في عام 2009، وهي تعمل على تعزيز التنوّع الثقافي، فعقب الاحتفاء بالدوحة عاصمة للثقافة العربيّة في عام 2010، تم تأسيس منتدى الدوحة للعلاقات العربية والدوليّة في قطر 2011.
كما أن اطلاق برنامج السنوات الثقافيّة في 2012، هدف إلى تعميق التفاهم بين الدول وشعوبها حيث كانت البداية مع انطلاق السنة الثقافيّة قطر- اليابان في 2012، ثم قطر – المملكة المتحدة 2013، ثم البرازيل 2014، وتركيا 2015، والصين 2016، وألمانيا 2017، وروسيا 2018، ثم الهند 2019، وفرنسا 2020، والولايات المتحدة الأمريكية 2021، ليشهد هذا العام إقامة السنة الثقافية مع باقة من الدول تزامنًا مع إقامة بطولة كأس العالم، لتشمل ما يقارب 27 دولة. ولتدخل المبادرة هذا العام في شراكة مع 26 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
كما قدمت قطر العديد من المبادرات الرامية لتعزيز التنوّع الثقافي ومنها: تأسيس مركز كتارا للدبلوماسية العامّة في إطار نشر الثقافة والوعي بأهمية الصداقة الشعبيّة عبر الدبلوماسية العامّة وبناء جسور التواصل بين الشعوب، وافتتاح عدد من المراكز الثقافيّة لتعزيز الحوار والتواصل مع الحضارات من خلال مركز الدوحة لحوار الأديان ومجمع الأديان، اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، وجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات، وجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، وغيرها كل هذا وغيره كان انطلاقا من استضافة قطر لكأس العالم في 2022.
على مدار ثمانية أعوام، تمكنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث من إنجاز الملاعب الثمانية التي ستستضيف نهائيات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث كانت البداية مع استاد “خليفة الدولي”، الاستاد التاريخي لكرة القدم والرياضة القطرية عامة، حيث ارتبط بالعديد من الأحداث الرياضية في تاريخ الدولة.
ومع بداية الأعمال الإنشائية الفعلية للملاعب الثمانية منذ العام 2014، خضع استاد خليفة الدولي الذي تم تأسيسه عام 1977، لعملية تحديث مرة ثانية بعد الأولى عام 2005، وذلك في نوفمبر 2014 من أجل تعديل مواصفاته كي تصبح متوافقة مع معايير ومتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاستضافة قطر كأس العالم، وفي أقل من ثلاث سنوات أعادت قطر افتتاح استاد خليفة الدولي في مباراة السد والريان في نهائي كأس سمو الأمير المفدى يوم 19 مايو عام 2017 كأول ملاعب مونديال 2022 جاهزية.
ثاني ملاعب المونديال جاهزية فقد كان استاد الجنوب بمدينة الوكرة الذي تم الكشف عن تصميم الملعب في نوفمبر 2013، وبدأت الأشغال فيه عام 2014، وتمّ تركيب العشب فيه في شهر مارس 2019 في فترة قياسية، ثمّ افتُتِح رسميا يوم 16 مايو 2019 في المباراة التي جمعت فريقي السد والدحيل في نهائي كأس سمو الأمير المفدى.
أما ثالث استاد المونديال جاهزية فقد كان استاد المدينة التعليمية الذي تم الانتهاء منه تماما وافتتاحه في 14 يونيو 2020، وذلك بعد حوالي ست سنوات من بداية الأعمال الإنشائية.
وفي العام 2020 تم الانتهاء أيضا من الأعمال الإنشائية لاستاد أحمد بن علي رابع ملاعب المونديال جاهزية، والذي تم إنشاؤه في موقع استاد الريان القديم، حيث بدأت الأعمال الإنشائية فيه بداية أكتوبر عام 2014 واستمرت على مدار ست سنوات، ليتم افتتاح يوم 18 ديسمبر 2020 بمباراة السد والعربي في نهائي كأس سمو الأمير المفدى.
وكان استاد البيت الكائن بمدينة الخور خامس ملاعب المونديال جاهزية، حيث استغرقت عملية بنائه نحو خمس سنوات أيضا، حيث تم البدء في الأعمال الإنشائية عام 2015، وبالرغم من الانتهاء من كافة الأعمال في بداية العام 2021، إلا أنه تم افتتاحه رسميا في مباراة الإمارات والبحرين 30 نوفمبر 2021 خلال بطولة كأس العرب FIFA قطر لكرة القدم.
أما استاد الثمامة سادس استادات المونديال جاهزية فقد انطلقت أشغاله التمهيدية وأعمال الحفر الأولية في العام 2016، وبعد خمس سنوات تقريبا تم الانتهاء من جميع الأعمال التشغيلية وافتتاحه رسميا في الثاني والعشرين من أكتوبر 2021 في نهائي كأس سمو الأمير المفدى بين السد والريان.
وبدأت الأعمال الإنشائية في استاد 974 سابع ملاعب المونديال جاهزية في نهاية العام 2017 ، حيث استغرقت عملياته الإنشائية نحو أربع سنوات تقريبا، حيث تم افتتاحه رسميا في 30 نوفمبر خلال مباراة الإمارات وسوريا في بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021.
وأخيرا كان استاد لوسيل الذي سيستضيف نهائي بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ، ثامن وآخر استادات المونديال جاهزية ، حيث بدأت الأعمال الإنشائية فيه منتصف أبريل 2017، واستمرت نحو خمس سنوات حيث تم افتتاح اليوم التاسع من سبتمبر الماضي 2022، في بطولة كأس سوبر لوسيل بين الهلال السعودي والزمالك والمصري.
وعلى الصعيد الرياضي ومنذ إعلان فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022، بدأت كرة القدم القطرية في كتابة تاريخ جديد حتى تتواكب الكرة القطرية ككرة متطورة قادرة على منافسة نظيراتها على مستوى العالم.
فبدأت الكرة القطرية مرحلة جديدة من النهوض والتطور من خلال خطة تطويرية شاملة خاصة بتجهيز المنتخب الأول للمشاركة في الحدث الكوني التاريخي، كانت تواكبا مع خطة سبقتها من قبل، اختصت بتطوير قاعدة مواهب كرة القدم القطرية من خلال تأسيس أكاديمية التفوق الرياضي ” أسباير” التي تمثلت مهمتها في العناية بالمواهب وصقلها وإعدادها لرفد المنتخبات القطرية في جميع المراحل العمرية باللاعبين الموهوبين المتميزين الذين بالطبع يشكلون نواة ومصدر إمداد للمنتخب الأول، الذي بات الآن ممثلا لقطر في كأس العالم التي تقام على أرضه وبين جماهيره.
وقد نجحت الخطة التطويرية الشاملة للكرة القطرية أكان على مستوى منتخبات المراحل العمرية أو المنتخب الأول في تحقيق إنجازات عديدة كان أبرزها وصول ذلك الجيل الذهبي، الذي أعدته أكاديمية أسباير بقيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيز للفوز لأول مرة بلقب كأس آسيا للشباب تحت 19 عاما في العام 2014، وتحقيق إنجاز التأهل لكأس العالم للشباب 2015، ثم بفضل أبرز لاعبي هذا الجيل رفاق أكرم عفيف الفائز بعدها بجائزة أفضل لاعب في آسيا 2019 و المعز علي المتوج بعدها بلقبي أفضل لاعب وهداف كأس آسيا 2019، نجح المنتخب الأول أيضا بقيادة المدرب سانشيز ذاته في الفوز بعدها في العام 2019 بلقب كأس أمم آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة القطرية، وقبلها بالطبع تحققت نجاحات عديدة على مستوى إقليمي على غرار فوز المنتخب الأول ببطولتي غرب آسيا 2014 و كأس الخليج 2014.
وشهدت خطة تطوير وإعداد المنتخب الأول التي بدأت أساسا منذ العام 2017 بدمج عناصر الشباب مع عناصر الخبرة من اللاعبين المتميزين بقيادة سانشيز، مراحل عديدة بعد ذلك، إذ تلت مرحلة الفوز بكأس آسيا 2019، وضمن خطة تطوير المنتخب القطري الأول لإعداده لكأس العالم 2022، حضور استثنائي للمنتخب في العديد من البطولات العالمية بصفته الجديدة كبطل لقارة آسيا، بدأت بالمشاركة التاريخية في بطولة “كوبا أميركا” الخاصة بقارة أمريكا اللاتينية 2019 في البرازيل، ولعب المنتخب القطري المتطور أمام منتخبات باراغواي 2-2، وكولومبيا 0 – 1 والأرجنتين 0 – 2، وكانت مشاركة متميزة وتجربة تطويرية ناجحة.
وتلتها المشاركة في بطولة الكأس الذهبية لدول “الكونكاكاف”2021، وتمكن خلالها من الوصول للدور قبل النهائي، بعد تعادله مع بنما وفوزه على غيرانادا وهندوراس، وتصدره لمجموعته، ثم تجاوز السلفادور بربع النهائي، قبل أن يخسر بصعوبة 0 – 1 من أمريكا بالمربع الذهبي للبطولة.
وتواصل إعداد المنتخب الذي بات يمثل مرحلة تطور الكرة القطرية في العقد الأخير، عبر مراحل مختلفة ضمنها المشاركة التاريخية الأولى بالتصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 بصفة اعتبارية دون احتساب النتائج، وشارك بطل آسيا في مجموعة ضمت منتخبات قوية تقدمها المنتخب البرتغالي بطل أوروبا 2016 ومنتخبات صربيا وأيرلندا ولوكسمبورغ وأذربيجان، وفاز على لوكسمبورغ وأذربيجان وتعادل مع أيرلندا، وخسر أمام المنتخبين الصربي والبرتغالي ( ذهابا وإيابا)، وخسارة أمام أيرلندا (إيابا)، وخرج بفوائد عديدة.
وخاض بعدها بطولة كأس العرب على أرضه وبين جماهيره، كأحد المرشحين لنيل اللقب، وتصدر مجموعته بالفوز على البحرين 1 – 0 وعمان 2 – 1 و العراق 3 – 0، وفي ربع النهائي اكتسح الإمارات 5 – 0، ليبلغ نصف النهائي وخسر 1 – 2 أمام الجزائر بطلة البطولة، وفاز بالمركز الثالث على حساب منتخب مصر بركلات الترجيح 5 / 4 بعد التعادل 0 – 0.
ومنذ يونيو الماضي وحتى نوفمبر الجاري واصل ممثل الكرة القطرية المتطورة مرحلة إعداده عبر معسكرات تحضيرية بأوروبا في إسبانيا والنمسا على فترات متعددة خاض خلالها مباريات تحضيرية متعددة للوقوف على المستوى الفني للمنتخب.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X