كتاب الراية
انطلاق مونديال قطر اليوم من استاد (البيت) في ضيافة العنابي

حانت لحظة الحقيقة

الراية ستكون القلب النابض للحدث الاستثنائي لحظةً بلحظة

الشغفُ سيرافقكم حتى موعد صافرة النهاية من استاد (لوسيل)

الساعة تشير إلى 7 مساءً من يوم الأحد 20 نوفمبر 2022 هي بدقة ساعة منتخب سويسرا.. ليصيح بعدها الديك الفرنسي مُعلنًا انطلاق مونديال قطر من استاد (البيت) في ضيافة العنابي.
لتبدأ الطواحين الهولندية في الدوران وتُلهب حماس الجماهير.. لتدور معها مُحركات الماكينات الألمانية الهائجة.
فهل من مُنازل؟
الماتادور الإسباني يُعلن من منتصف استاد (الثمامة) قبولَ النِّزال مُلوحًا بلون «لاروخا» وعلى يمين ويسار الملعب هناك محاربو الساموراي والتايجوك القادمون من اليابان وكوريا.
نِزال شرس ستشهده ملاعب قطر الثمانية مع دوي زئيرِ أسود إنجلترا الثلاثة، لكنَّ أسودَ فارس، والأطلس، والتيرانجا، والكاميرون غير المُروضة قد تقلب نتيجة المباريات وتُحقق الريمونتادا.
معركة شرسة سيشهدها المُستطيل الأخضر، لكن حَذاري فهناك في الأعالي من يتربصُ للانقضاض على فريسته «كرة الرحلة» حيث نسور قرطاج، وصربيا، وبولندا البيضاء، لكنَّ عينَ الصقر الأخضر السعودي ستكون عالوعد.
إذن الكل مجتمع في قطر حيث دِفء شمس الصحراء بلون الإكوادور الأصفر، فيما سماء قطر بلون «السيليتيي» من الأوروجواي، وعندما يحل الليل يسطع نور النجوم السوداء من غانا من استاد المدينة التعليمية.
فعاليات المونديال تستمرُ حتى الصباح حيث راقصو السامبا، والتانجو على موعد مع حصدِ اللقب، لتعمَّ الاحتفالات من درب لوسيل وصولًا إلى سوق واقف في تناغمٍ ساحر، ومن يُضاهيهم في رقصهم غير المكسيك بألوانها الثلاثة الساطعة لتشعل الحماس في مِنطقة مشجعي FIFA في البدع، أما على أرض ملعب «974» فلا منافسَ لهم غير برازيل أوروبا «البرتغال».

هذه هي قطر مُلتقى كلّ الثقافات حيث يحل منتخب كوستاريكا «لوس تيكوس» نسبة إلى السكان الأصليين، ضيفًا على أهلِ قطر المحبين للتنوع، أما الولايات المتحدة بلد التنوع «اليانكيز» نسبة لأسلوب حياتهم فلن يشعروا بالغربة، بجانب جِيرانهم «الحمر» كندا حيث دفء اللقاء في دوحةِ الجميع.
فجأة من بعيد تسمعُ دوي أصوات فرقعة «الديناميت» تهز أركانَ استاد «الجنوب» إنَّه منتخب الدنمارك، ليشتعل معه حماس «الناريون» من كرواتيا ليخرج من بين ألسنة اللهب ومن مصيدة التسلل شياطين بلجيكا الحمر لكنَّ الأمرَ ليس بالهيّن للظفرِ باللقب، ففي المرمى التنين الأحمر القادم من ويلز، وهناك صخرة الدفاع «الكانجارو» القادم من أستراليا.
كل هذه الإثارة والتشويق والمتعة ستكون حاضرةً في حضرة صاحب السيادة منتخب قطر الوطني.
إنَّ اللحظة التي عشنا من أجلها قبل 12 عامًا قد حلَّتْ في أول مونديال في المِنطقة العربية والشرق الأوسط، فالكلُّ مدعو للمشاركة في أنجح نسخة للمونديال قبل أن تبدأَ وذلك بشهادة الكل..
ورغم الحملة غير المسبوقة التي تعرضت لها قطر منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم، لم تنلْ من عزيمتها بشيء، بل واصلت العمل والرد على كل الإساءات بالحجة والدليل، ليس من أجل كرة القدم ولكن من أجل خَلْقِ عالمٍ مستدام.
لجنة المشاريع والإرث سخَّرت كل طاقاتها وإمكانياتها لإنجاح البطولة بالتعاون مع كافة وزارات ومؤسسات الدولة باعتبار المونديال فخرًا لدولة قطر، ليس هذا فقط بل إنَّ مونديال قطر هو مناسبة إنسانية كبرى، فهو باختصار مناسبة نعكسُ فيها هويتنا الحضارية.
صحيفة الراية ستكون بمثابةِ القلبِ النابض للحدث الاستثنائي لحظةً بلحظة عبر تجسيد شِعارنا.. من قطر للعرب.. كيف لا وهي أول بطولة مونديالية تُقام في أرض عربية، بل سننقلُ أصالتنا وثقافتنا من العرب إلى العالم.
هذا هو الشغف الذي آمنت به صحيفة الراية إدراكًا منها
بقوة تأثير كرة القدم وما يمكنها أن تُحدثه من أثرٍ إيجابي في مَدّ جسور التعايش.
هذا الشغف سيرافقكم حتى موعد صافرة النهاية من استاد (لوسيل) في 18 ديسمبر 2022
هو امتحانٌ كبير لدولة بحجم قطر، هو تحدٍ صعب لدولة لا تعرف المستحيل، والكلُّ مدعو اليوم ليكون شاهدًا على نجاحِ قطر بل نجاح العربِ في تنظيم مونديال العالم.

 

[email protected]

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X