كتاب الراية
اليوم نحتفل بتحقيق الوعد وحصاد الإنجازات

صارت

الحماس الوطني فجَّر الطاقات وحقق المستحيل لإسعاد العالم

الدبلوماسية القطرية حاضرة بقوَّة في التصدي لمزاعم الحملات المأجورة

تحية لقائد مسيرة النهضة.. وأهل قطر المتفانين في كل موقع

الانتماء للوطن والولاء للقائد مصدر قوتنا على مرِّ العصور

تضامن خليجي وعربي للمونديال.. وشهادات دولية وأممية تفند المزاعم

اليومَ تشرقُ شمسُ المونديالِ على قطرَ، لتضيء العالمَ على مدارِ شهرٍ قادمٍ من متعة المنافسات بين المنتخبات، وحماس مليارات المشجعين في أرجاء الأرض لمتابعة بطولة استثنائيَّة بكل المقاييس التنظيميَّة والأمنيَّة والترفيهيَّة.
ساعاتٌ وتنطلقُ بطولةُ كأسِ العالم FIFA قطر 2022، في لحظةٍ تاريخيةٍ انتظرناها 12 عامًا، لم تتوقف فيها خطَى العمل والمشاريع العملاقة والإنجازات على امتداد الوطن شرقًا وغربًا من أجل تلك اللحظة.
سنروي لأبنائِنا وأحفادِنا والأجيال القادمة كم كان الطريقُ إلى تلك اللحظة الفارقة في تاريخنا المعاصر مفروشًا بالأشواك، والمُؤامرات والحملات المأجورة الواهمة بإجهاضِ حلمِ مونديال قطر والعرب .. سنروي لهم كيفَ كانت ثقتُنا تامةً بقدر ولائنا الكامل لقيادتنا الرشيدة لتخطِّي كل المصاعب، ومواجهة كل التحديات بشجاعة وكرامة، لتحقيق الوعد الذي قطعته قطر أمام العالم بتنظيم بطولة استثنائية لأوَّل مرة على أرض عربية مسلمة.
سنروي للأجيال القادمة أنَّ قطر قلب المنطقة النابض بالرياضة، نجحت بامتياز قبل استضافة المونديال بتنظيم بطولات رياضية آسيوية ودولية كُبرى بأعلى معايير الأمن والسلامة والتنظيم، وحققت اللقب في بعضها، وحصدت أرقامًا قياسية من الميداليات الملونة في تلك البطولات.
سنعلم أبناءنا وأحفادنا أن الوحدة، وروح الانتماء للوطن والولاء للقائد كانت وستظل مصدر قوة أهل قطر على مرِّ العصور، وإن تغيير الصورة عن منطقتنا وعن بلدنا الحبيب كان أحد أهم أسباب استضافة قطر البطولةَ.
فقد سعت قطرُ لاستثمار أضخم حدث رياضي من حيث تدفق عشَّاق الرياضة ومليارات المُتابعين حول العالم لترْك أثرٍ إيجابيٍّ وإرثٍ ثقافيٍّ مستدامٍ؛ بتعريف جماهير العالم بالثقافة والتَّقاليد القطريَّة والخليجيَّة والعربيَّة والإسلاميَّة.
كما أنَّ تنظيمَ المونديال كان بحقٍّ مشروعًا قوميًّا التفَّ حوله جميعُ أبناء الوطن، ليكون ركيزةً للنهوض بكافة قطاعات الدولة، لتتحوَّل قطر إلى ورشةِ عملٍ، برؤيةٍ واعيةٍ، وبخطًى ثابتةٍ وخططٍ مدروسةٍ ومرنةٍ وطموحةٍ.

 

  • قطر قلب المنطقة النابض بالرياضة.. والمونديال رسالة سلام

  • المونديال سيترك أثرًا إيجابيًا وإرثًا ثقافيًا مستدامًا

  • تنظيم المونديال كان مشروعًا قوميًا التفَّ حوله أبناء الوطن

  • جاهزية لتأمين المنتخبات والجماهير.. وخيارات متنوعة للسكن

 

 

الحماسُ الوطنيُّ

 

تفجَّر الحماسُ الوطنيُّ في كل مكان، لتنطلقَ رحلةُ التحضير للمونديال في 2 ديسمبر 2010 وهو تاريخ فوز قطر باستضافة البطولة، مستهدفة الوصول لأعلى المعايير العالمية سواء من حيث الإنشاءات أو البنية التحتية، والاستادات المونديالية، أو الأمن والسلامة، والخدمات الصحية، والنقل، والتنظيم، والوجهات السياحية والترفيهية، وأماكن إقامة الجماهير والمُشجِّعين، لتقديم تجربة مميزة وسلسة لجميع عشَّاق كرة القدم والمنتخبات المشاركة في البطولة.
وقد كانت النتائجُ مذهلةً، بإنجاز كافة الاستادات المونديالية، وشبكة الطرق المتطورة قبل عام من انطلاق البطولة، وكذلك خطوط الريل (مترو الدوحة) الذي أحدث نقلةً نوعيةً في شبكة النقل بطريقة عصرية ومتطورة، ليكون الحل السحري لمشكلة الزحام المروري خلال المونديال، إذ يربط بين أهم الوجهات الرئيسية في مدينة الدوحة بما فيها الملاعب.
وتضم شبكة المترو 37 محطة وأسطولًا يتكون من 110 قطارات و18 ترامًا تعمل في معظم ساعات اليوم، وسيتم تقليص المدة الزمنية بين قطار وآخر من 5 دقائق إلى 165 ثانية، أي ما بين دقيقتَين ونصفٍ إلى ثلاثِ دقائق حتى يتواجد قطار على جميع الخطوط ما يتيح زيادة ومضاعفة السعة الاستيعابية في خطوط المترو الثلاثة، ومن المتوقع أن ينقل مترو الدوحة من 30 إلى 50 % من المشجعين المتوجهين إلى الملاعب، حيث إنَّ مترو الدوحة يستقبل ما بين 500 ألف إلى 700 ألف شخص يوميًا خلال فترة المونديال، حيث تتضمن الاستعدادات مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمترو الدوحة، بالإضافة إلى زيادة ساعات العمل إلى أكثر من 21 ساعة يوميًا لاستقبال أكبر عددٍ من الزوَّار والمُشجِّعين.
وتتميزُ ملاعبُ المونديال بقرب المسافات؛ إذ تبلغُ أطول مسافة بين ملعبَين نحو 75 كيلومترًا، وهي تلك الفاصلة بين ملعبَي البيت بمنطقة الخور وملعب الجنوب بالوكرة، بينما تصل المسافة الأقصر إلى 6 كيلومترات بين ملعبَي المدينة التعليمية وأحمد بن علي.

حملات التشويه

 

وبقدر ما أزعجَنا تواصل حملات التشويه والفبركات، والتصريحات العنصرية التي لم تتوقف عجلة أكاذيبها على مدار السنوات الماضية، وحتى أيام مضت.. بقدر ما أسعدنا أنَّ أقوى أسلحتنا في تلك المعركة كانت الإنجازات على أرض الواقع، وعدم الانزلاق لمُستوى تدني تلك الحملات الإعلاميَّة والسياسيَّة المشبوهة.. فقد كانت لغتُنا الدبلوماسية رصينةً.. وأرقامنا وأدلتنا حاضرةً.. وأداؤنا الإعلامي محترفًا ومهنيًا في تفنيد الاتهامات الباطلة.
إلا أنَّ الحملات المسمومة تجاوزت كل الحدود في التّشكيك في إمكانات قطر وما بذلته من جهودٍ على مدار سنوات لتنظيم البطولة للمرَّة الأولى في تاريخِها في دولة عربيَّة إسلامية، لتأخذ تلك الحملات المأجورة منحًى شيطانيًا، يصل لحد الإرهاب الفكري والإعلامي والحرب النفسيَّة بدواعٍ عنصريَّة، من بعض الجهات التي تبنَّت خطابًا عنصريًا ممنهجًا يحرِّض على الكراهية، ويهدف إلى الإساءة للدولة دون مسوِّغات حقيقية.
وقد كانت الدبلوماسية القطرية حاضرةً بقوة في التصدي لتلك المزاعم، وخلال جولة أوروبية -قام بها في أوائل الشهر الجاري- أجرى سعادةُ الشَّيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مقابلات مع وسائل إعلام أوروبية ردَّ فيها على حملات التشويه والتضليل، وذلك عبر مقابلاته مع قناة «سكاي نيوز» التلفزيونيَّة البريطانيَّة وصحيفتَي «لوموند» الفرنسيَّة و «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ» الألمانية، أكَّد فيها أنَّ تلك المزاعم يُرددها عددٌ قليل من الأشخاص في 10 دول على أقصى تقدير، وهؤلاء لا يُمثلون بقية سكان الكوكب.. وأنَّ العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال، مشددًا على أن كرة القدم ملك للجميع، وليست محجوزةً لنادي النخب، وأن 450 مليون عربي سعداء؛ لأنَّ كأس العالم تُقام في منطقتهم.
ولأنَّ الحقائق تنتصر دائمًا.. فقد توالت شهادات المؤسسات والمنظمات الحقوقية والدولية والأممية والجهات الإعلامية، وغيرها من الجهات التي أشادت بإنجازات قطر في مختلف المجالات، وجاهزيتها لتنظيم مونديال عنوانه الترحيب بالجميع، ورسالته السلام والمحبَّة والحوار بين شعوب العالم.
كما ندَّد البيانُ الختامي للقمة العربية التي عُقدت في الجزائر في الثاني من الشهر الجاري ب «حملة التشويش والتشكيك المغرضة» التي تتعرَّض لها قطر، وأكدت مساندة القادة العرب «دولة قطر التي تتأهب لاحتضان نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ويثقون ثقة تامة في قدرتها على تنظيم طبعة متميزة لهذه التظاهرة العالميَّة».
وفي التوقيتِ نفسِه أعلنَ مجلس التعاون الخليجي تضامنَه مع دولة قطر في التصدي لحملات التشويه التي تستهدف المونديال، مؤكدًا موقف دول مجلس التعاون الداعم دولةَ قطر في التصدي لأي تدخل في شؤونها الداخلية من خلال نشر الادعاءات التي لا تخدم قيام علاقات طبيعية بين البلدَان».
ونوَّه المجلسُ في بيانه الناري بأنَّ قطر ماضية في تحقيق الإنجازات، واستضافتها بطولة كأس العالم 2022، تعد مصدرَ فخرٍ واعتزازٍ مستحق، مشيدًا بالدور الرائد الذي تقوم به دولةُ قطر في بناء التواصل الحضاري، وتعزيز التفاهم بين الشعوب في إطار من الاحترام المتبادل.

 

  • اعتمدنا أعلى المعايير العالميَّة في التنظيم والأمن والإنشاءات

  • قطر ورشة عمل برؤية واعية وخطط مدروسة وطموحة

  • الحملات المسمومة تجاوزت كل الحدود في التّشكيك

  • تغيير الصورة عن منطقتنا أحد أهم أسباب استضافة البطولةَ

 

 

جاهزية تامة

 

اليوم، وقد اكتمل عقد المونديال في انتظار انطلاق صافرة البداية، يحبس العالمُ أنفاسَه لمُتابعة مباريات المونديال، فضلًا عن الفعاليات المصاحبة في أكثر من 90 موقعًا، أبرزها حديقة البدع، وكورنيش الدوحة، ومنطقة الوكرة، ومنطقة «هيا» بكورنيش لوسيل.
وأعلنت شركةُ مواصلات قطر «كروه» جاهزيتها لكأس العالم، بتوفير نحو 4 آلاف حافلة، 25 % منها كهربائية، من أجل خدمة المشجعين، و800 سيارة أجرة، و1300 سيارة أجرة اقتصادية، بما يعرف ب «خدمة وفِّر».
ووصل عددُ الغرف المتاحة لضيوف قطر من أنحاء العالم 130 ألف غرفة، ما يؤكد توفُّر أماكن إقامة كافية لجمهور البطولة، وبلغ عدد الفنادق في قطر نحو 135 فندقًا، فيما يتجاوز عدد غرف هذه الفنادق 30 ألف غرفة، ويصل عدد الأسرَّة قرابة 50 ألف سرير.
وقدمت اللجنة العُليا للمشاريع والإرث بدائل عدة، لإقامة الجماهير تتنوع خيارات الإقامة والسكن، بين فنادق من فئات 5 نجوم إلى نجمة واحدة، إلى الفلل، والشقق داخل البنايات، و3 فنادق عائمة تتسع لاستضافة ما يقارب 12 ألف شخص، فضلًا عن «الكبائن»، وبيوت العطلات والخيام المجهزة، بالإضافة إلى الإقامة مع الأهل والأصدقاء.
وأعدت اللجنةُ المنظمةُ للبطولة، 6 مواقع لقرى المُشجِّعين موزعة على عدة مناطق، تتألف من قرى مؤقتة تضم 2000 خيمة تقدم خدمات متكاملة للمشجعين، إضافة إلى 8 آلاف كابينة موزَّعة على 3 أماكن.
وبلُغة الأرقام وصل للدوحة 12300 إعلامي لتغطية البطولة، وتم إصدار 78 ترخيصًا لمؤسسات إعلامية، بالإضافة إلى إقامة أستوديوهات على الكورنيش.. كما وصل عدد المتطوعين إلى 20 ألف متطوع، 89 % منهم من قطر، و11% من مختلف أنحاء العالم.

الوعد يتحقق

 

اليوم، وقد تحقق الوعد بانطلاق المونديال التاريخي، ووسط أجواء احتفالاتنا الوطنية باليوم الوطني للدولة، نشعر بالفخر والعزة والحماس الوطني والزهو بمسيرة الإنجازات التي ما كانت لتتحقق لولا رؤية ومتابعة وتوجيهات حضرة صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى.
تحية لقائد مسيرة نهضتنا الذي بعزيمته تحقق الوعد، وتحية لكل أبناء الوطن مواطنين ومقيمين على أرض قطر لرُوح التفاني لإظهار طاقتنا الجبَّارة لتحقيق المستحيل.
فلنحتفل بتحقيق الوعد، وحصاد إنجازات المشاريع المونديالية، ولنرحب بالجميع في دوحة الجميع.. حيَّاكم في قطر.

 

[email protected]

 

 

 

 

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X