واثقون من النجاح غير المسبوق لمونديال 2022
الحملات المشبوهة «نعيق».. وتعكس انتهازية ونفاقًا سياسيًا
مونديال 2022.. حلم أصبح حقيقة
السياحة وقطاع الضيافة والطيران والعقارات.. أبرز المستفيدين
قطر ستقدم للعالم نسخةً غير مسبوقة للبطولة
قطر «قلب العالم».. و «عاصمة الرياضة»
حريصون على توفير تجارب استثنائية للزائرين والمُشجعين

أجرى الحوار- رئيس التحرير:
أعربَ السيِّدُ حُسين الفردان رئيسُ مجلس إدارة مجموعة الفردان عن ثقته التامة في تحقيق قطر نجاحًا غير مسبوق لكأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، مؤكدًا أن قطر ستُقدم للعالم نسخةً استثنائيةً للبطولة.
وأضافَ في حوارٍ ل راية المونديال: ما تم تنفيذه من مشروعات منذ الإعلان عن استضافة قطر المونديال قبل 12 عامًا يعتبر إنجازًا يقترب من الإعجاز، لأنه يحتاج إلى عشرات السنوات ليتحقق.
واعتبر حُسين الفردان أن الحملات المشبوهة التي يجري إثارتُها حول مونديال 2022 هي بمثابة « نعيق غربان» لن نلتفتَ له، وتعكس انتهازيةً ونفاقًا سياسيًا.
وأكَّدَ أنَّ المونديال بطولة للجميع، ونجاحها نجاح لكل العالم، وأشارَ إلى أن قطر هي «قلب العالم» وعاصمة الرياضة حاليًا.
وشددَ على الفوائد الكبيرة للمونديال على الاقتصاد الوطني، مُشيرًا إلى أن القطاع الخاص هو لاعب رئيسي في تنفيذ مشاريع المونديال، وتوفير الخدمات المُساندة له. وقال: إنَّ دولة قطر نجحت في استغلال استضافة المونديال لخدمة حركة التنمية الشاملة بتنفيذ عددٍ ضخمٍ من المشاريع العملاقة التي تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة، خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية والطرق ومشاريع النقل والمواصلات والموانئ وتوسعة المطار، وبما يواكب تحقيق رؤية قطر الوطنيّة.
هنا تفاصيل الحوار:
كيف ترى استضافة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 ؟
– استضافة المونديال شيء عظيم جدًا، وهو بطولة ستكون استثنائيةً وغير مسبوقة من ناحية الاستعدادات والتنظيم والاستضافة، ونحن واثقون بأنَّ العالم سيكون منبهرًا بما حققته قطر خلال السنوات الماضية من أجل الاستعداد لهذه البطولة، ونعتبر ما تحقق من تنفيذ عدد ضخم من المشاريع يفوق الخيال، إنجازًا بكل المقاييس غير مسبوق، تحتاج فيه الدول إلى 40 و50 سنة من العمل المتواصل لتحقيقه، لكنه تحقق في أقل من 12 عامًا. وقد استطاعت قطر أن تستفيدَ من استضافة المونديال لخدمة التنمية الشاملة بالبلاد وتحقيق الرؤية الوطنية 2030.
لقد نجحت قطر في إنجاز المشروعات وحققت ما وعدت، حققت ذلك رغم وجود أزمتَين خلال هذه السنوات، كانتا من الممكن أن توقفا عجلة التنمية والاقتصاد في أي دولة أخرى، منها أزمة العلاقات الخليجية، وأزمة فيروس كورونا «كوفيد – 19»، وقد رأينا كيف أثرت هذه الأزمة الأخيرة بالذات على الاقتصادات المُتقدمة والتي ما زالت تُعاني من تداعياتها حتى الآن، لكن قطر بالرغم من كل ذلك وعدت وأوفت وأنجزت وحافظت على نمو اقتصادها وتنفيذ جميع مشاريعها خاصة المُرتبطة بالمونديال بدون أي تأخير أو تعديل، بل إن معظم هذه المشاريع اكتمل قبل أكثر من عام على انطلاق البطولة، خاصة ما يتعلق بالملاعب ومشاريع النقل الضخمة والطرق وغيرها.
حملات مشبوهة
كيف ترى الحملات المشبوهة في الخارج على استضافة قطر مونديال 2022 ؟
– لن نلتفتَ إلى كل ذلك، ونحن في قطر نعتبره بمثابة «النعيق» ويعكس الانتهازية والنفاق السياسي الدولي، كما يعكس الغيرة والحسد، وذلك لن يثنينا عن المضي قدمًا إلى الأمام، فالبطولة قادمة وستنطلق خلال أيام.
وما حققته دولتنا الحبيبة خاصة من تنفيذ المشاريع المُرتبطة بالمونديال وعلى أعلى المستويات والمعايير العالمية، يقترب من الإعجاز وليس الإنجاز فقط. وقطر جاهزة تمامًا لتقديم نسخة غير مسبوقة من كأس العالم لكرة القدم.
نقول إن هذه بطولة كأس العالم لكرة القدم وهي للجميع وسيُتابع مُبارياتها ومُنافساتها مليارات الأشخاص في كل قارات العالم، ونجاحها هو نجاح للجميع.
والآن أنظار العالم ستتجه إلى قطر مع انطلاق صافرة البداية، وكلنا نقف صفًا واحدًا مع حكومتنا الرشيدة التي وعدت وأوفت بوعدها، وأنجزت مشروعات واستعدادات على أعلى مستوى.
نحن جميعًا نفخر بما حققته دولتنا من إنجاز وما ستُقدمه للعالم، ونحن أيضًا مُلتزمون جميعًا بأن نعكسَ للعالم ثقافتنا وتراثنا ومبادئنا العظيمة.
دعم البطولة
مع الثقة التامة بالنجاح غير المسبوق للبطولة.. ما الذي قدمته مجموعة الفردان لدعم البطولة؟
– مونديال 2022، كان حلمًا لنا جميعًا وأصبح حقيقة الآن بتوفيق الله لنا، ثم بالجهد والتخطيط والمُتابعة الحثيثة من حكومتنا خلال السنوات الماضية.
ونحن جميعًا على ثقة كاملة بأن قطر ستُقدم كأس عالم لكرة القدم غير مسبوقة، وهي الآن تعتبر «قلب العالم وعاصمة الرياضة». وثقتنا في النجاح تنطلق من أرض الواقع بعد البروفة الناجحة والكبيرة التي شهدناها في نجاح تنظيم «مونديال العرب فيفا قطر 2021» الذي جرى في نفس التوقيت من العام الماضي وكانت الإشادات العربية والدولية، بمستوى التجهيزات، والمعايير العالمية للملاعب المُجهزة لاستضافة مُباريات البطولة، وكذلك شبكة النقل العالمية والتي يتصدرها مترو الدوحة قد عززت من تسهيل وصول الجماهير إلى الملاعب وحضور المُباريات. لقد أكدت قطر منذ تلك البطولة أنها أصبحت جاهزةً تمامًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 بإذن الله وقبل عام من انطلاق البطولة.
إننا جميعًا نتطلع إلى انطلاق المونديال، ومُتأكدون من أن كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 ستكون الفضلى في التاريخ.
ومن خلال مجموعة الفردان حريصون منذ بداية الإعلان عن استضافة قطر المونديال على المُساهمة في دعم استضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، من خلال توفير تجارب استثنائية عالمية المستوى إلى كافة الزائرين والمُشجعين، عبر مُختلف مرافق أعمالنا ضمن القطاع العقاري وقطاع الضيافة. ونتشرف باستضافة الزائرين في الفنادق الفاخرة ذات الخمس نجوم التابعة لمجموعة الفردان، لنوفّرَ لهم أفضل تجارب الضيافة الاستثنائية من الإقامة إلى الرفاهية وتجارب الطهي الفريدة من نوعها.
حسين الفردان في حوار لـ راية المونديال :
توجيهات صاحب السمو خريطة طريق للتنمية الشاملة
مواصلة جهود تنويع الاقتصاد.. وزيادة الإيرادات
تعزيز الاستثمارات وتطوير التشريعات
دعم القطاعات الحيوية.. وتحسين البنية التحتية
أكَّدَ السيدُ حُسين الفردان خلال حواره ل الراية أنَّ خطابَ حضرةِ صاحبِ السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأوَّل، الموافق لدور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين لمجلس الشورى قبل نهاية شهر أكتوبر الماضي تضمنَ العديد من الرسائل والتوجيهات المهمة التي تعتبر خريطة طريق للمرحلة القادمة لحركة التنمية في قطر خاصة ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية. ومن هذه الرسائل التأكيد على استمرار نمو الاقتصاد وتعزيز الناتج المحلي والنجاح في التعامل مع الآثار الاقتصادية السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية، والتقدم الملحوظ فيما يتعلق بالأمن الغذائي، الذي يتصدر الأولويات، والتأكيد على التنمية الشاملة وتنفيذ الخطط التنموية بكفاءة، وإعادة تنظيم الأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات والشركات العامة والتوسع في استخدام الأنظمة الإلكترونية، بهدف التيسير على المواطنين في الأنشطة والخدمات. وكذلك الاستمرار في تطوير التشريعات خاصة ما يُعزز مناخ الاستثمار في قطر وجذب الاستثمارات الأجنبية، ودعم القطاعات الحيوية ذات العائد الاقتصادي الأعلى، والاستثمار في تحسين البنية التحتية، وتنويع مصادر الإيرادات، والتغلب على العقبات البيروقراطية، وتنظيم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتطوير قطاع الطاقة، وتنويع الاستثمارات للأجيال القادمة، وبناء القطاعات الاقتصادية التنافسية المُختلفة، والمضي قدمًا في توسعة حقل الشمال وبما يدعم اقتصادنا وزيادة إيرادات الدولة، والاهتمام بسلامة البيئة. وقال: إن من الرسائل المُهمة في الخطاب التأكيد على بناء المواطن المسؤول ليُشاركَ بقوة في تحقيق التنمية الشاملة ويكون عنصرًا أساسيًا فيها. وأوضحَ حسين الفردان أن ما وفرته قيادتنا الرشيدة من حياة كريمة للمواطن، غير موجود في أي دولة بالعالم، وما تقوم به الدولة لتحقيق الرفاهية يجب أن يواكبه المواطن بمسؤولية كبيرة، ويعرف ما عليه من واجبات ويقوم بها لخدمة الوطن وتطوره.
وأكدَ الفردان على ضرورة مواصلة الجهود الحثيثة لتنويع الاقتصاد الوطني وتقليص الاعتماد على موارد النفط والغاز، مُشيرًا إلى أن القطاع الخاص عليه دور كبير يجب القيام به لتقوية المركز المالي للدولة وابتكار أفكار ومشاريع جديدة مع حرص الدولة على توفير الحوافز والتسهيلات اللازمة في كل القطاعات خاصة الحيوية.
نمو كبير لإنتاجنا الزراعي
« الأمن الغذائي» يتصدر الأولويات
ساهمنا في تعزيز الإنتاج الزراعي رغم التكلفة المرتفعة
شراكة القطاعَين العام والخاص تؤتي ثمارها
قالَ السيِّدُ حُسين الفردان: إنَّ قطر شهدت خلال السنوات الماضية قفزةً حقيقيةً في الإنتاج الزراعي، وكان لجهود الحكومة ودعمها للقطاع الخاص دورٌ بارز في تحقيق طفرة كبيرة للقطاع. وقال: إن طفرة الزراعة عززت استراتيجية الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الغذائية المهمة. وتوقعَ حسين الفردان مزيدًا من التطور لهذا القطاع خلال السنوات القادمة. ولفتَ إلى المكانة المُتقدمة لدولة قطر في تحقيق الأمن الغذائي على مستوى العالم في الوقت الحالي.
وأكَّدَ أنَّ الأمن الغذائي من أهم الأولويات خلال الفترة القادمة، مُشيرًا إلى نجاح القطاع الخاص من خلال المشروعات الكبيرة التي قام بها في توفير إنتاج زراعي على أعلى مستوى لتعزيز تدفق المُنتجات إلى السوق المحلي. ونوَّه بضرورة توفير مزيد من التسهيلات لنمو التطور اللافت في هذا القطاع، مُشددًا على ضرورة توفير المياه للمزارع. وأوضحَ أن الأراضي الزراعية موجودة وتوفير المياه يعتبر حجر الأساس في إنعاش قطاع الزراعة بصورة كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير المواد الغذائية وبما يخدم الاقتصاد ويسد من احتياجات الأسواق من المُنتجات الزراعية المحلية.
شراكة القطاعَين
وفيما يتعلق بشراكة القطاعَين الخاص والحكومي، فقد وصفها السيد حسين الفردان بأنها شراكة مُميزة وبدأت تظهر نتائجها الإيجابية مع تحقيق التوافق بين الطرفَين. وأضافَ: نؤكد على أنه يجب أن تكونَ الشراكة بدون تسلط وتستند إلى التوافق وتوفير التسهيلات، وبما يصبُّ في النهاية في نمو وتطور الاقتصاد الوطني وتعزيز دور القطاع الخاص فيه، وهناك العديد من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تُحققَ طفرةً كبيرةً من خلال تعزيز هذه الشراكة مثل قطاعات التعليم والسياحة والزراعة.
مجموعة الفردان
وحول دور مجموعة الفردان في هذه المجالات، قال: رأينا من الواجب علينا أن ندعمَ توجهات الدولة الاستراتيجية في هذا الصدد، فدخلنا في كل القطاعات، وبإدارة قوية تُعزز من النجاح والتطور، ونعتبر أن أي نشاط اقتصادي يُحقق الفائدة للاقتصاد الوطني من أولويات استثمارات مجموعة الفردان، ونوَّه في هذا الصد باستثمار المجموعة في الزراعة رغم عدم الربحية والتكلفة العالية، لكننا توسعنا فيه وزاد إنتاجنا الزراعي. وأكَّد أن دخولنا للاستثمار في الزراعة، كان هدفه الأساسي دعم توجهات الدولة وخططها الاستراتيجية بهدف تحقيق الأمن الغذائي، ونتطلع للأفضل دائمًا. وأضاف: إن توفير الحوافز والمياه يدعم عمل القطاع الخاص في مجال الزراعة والإنتاج المحلي.
يجب استغلال إمكانات قطر وموقعها المتميز
قفزة كبيرة لقطاع السياحة
ضرورة الاستفادة من شواطئنا والواحات في الصحراء
نستطيع الوصول إلى 6 ملايين سائح خلال سنوات قليلة
لدينا أفضل شركة طيران ومطار في العالم
استغلال أشهر الشتاء يعزز جذب السائحين
اعتبرَ السيِّدُ حُسين الفردان خلال حواره ل الراية أنَّ الترويج لدولة قطر هو من أفضل وأكبر فوائد المونديال، مُتوقعًا طفرةً في المشاريع السياحية مع توفر الحوافز اللازمة وتهيئة الظروف المُناسبة لانطلاق القطاع بصورة أكبر خلال السنوات القادمة وتحقيق استراتيجية الدولة في الوصول بعدد السائحين إلى 6 ملايين سائح سنويًا.
ويرى أنَّه هدف يمكن الوصول إليه خلال سنوات قليلة مع تضافر الجهود وتعاون الجهات المعنية بالدولة لتشجيع مُبادرات ومشاريع القطاع الخاص في هذا القطاع الحيوي الذي سيدعم نموَّ الناتج المحلي ويُعزز من استراتيجية تنويع الاقتصاد، خاصة في ظل الإمكانات السياحية الهائلة التي يمكن استغلالها بأفضل صورة والموقع الاستراتيجي المُتميز لقطر في المنطقة، ما يُعزز من استقطاب أعداد كبيرة من السائحين.
إمكانات هائلة
وأشارَ إلى أن قطر تملك مُقومات وإمكانات هائلة لتكونَ وجهةً سياحيةً رائدةً خلال معظم أشهر العام واستقطاب السائحين من كافة دول العالم. ويمكن أن تصبحَ قطر «مشتى للعالم» خلال الفترة من شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر مايو، ومن المُهم في هذا الإطار معرفة ماذا يريد السائحون ونعمل على توفيره لهم بأفضل مستوى، خاصة أن لدينا الشواطئ والمدن والأماكن الرائعة مثل سوق واقف وكتارا واللؤلؤة قطر ولوسيل ومشيرب. ويجب أن نستغلَ مونديال 2022 الاستغلال الأمثل ونُسوّق قطر سياحيًا على أعلى مستوى، لأن هذه هي الفائدة الحقيقية من استضافة البطولة.
كما نرى أن قطر من أجمل الأماكن في العالم حيث يُحيط بها البحر من معظم الجهات، ومن هنا يمكن التركيز على سياحة الشواطئ، وكذلك استغلال الصحراء الجميلة، بجعل الواحات مُنتشرةً في الصحراء، ما يُعزز استقطاب ملايين السائحين سنويًا.
أكبر مطار وشركة
ويدعمنا في ذلك أيضًا وجود أكبر شركة طيران في العالم «الخطوط الجوية القطرية» وهي تُحقق انتشارًا عالميًا كبيرًا ومن ثم تستطيع أن تنقلَ السائحين من جميع أنحاء العالم، من أكثر من 140 وجهة عالمية، وكذلك أفضل مطار في العالم وهو مطار حمد الدولي.
-
فوائد كبيرة للاقتصاد من مونديال 2022
-
اقتراب صدور الموازنة الجديدة رسالة طمأنة للجميع
-
تنفيذ مشاريع عملاقة في النقل والمواصلات والبنية التحتية
أشارَ السيِّدُ حُسين الفردان إلى الفوائد الكبيرة لمونديال 2022 على الاقتصادِ الوطني، معربًا عن تفاؤُلِه بأداءِ الاقتصاد بعد المونديال. وأشارَ إلى أنَّ ما يعززُ تفاؤله بأداء الاقتصاد، إشادة المؤسَّسات المالية الدوليَّة والنظرة الإيجابيَّة والمُستقرِّة للاقتصاد الوطني خلال الفترة القادمة، كذلك قرب صدور الموازنة العامة الجديدة، وهو ما يُعطي رسالة طمأنة، بأن الحكومة الرشيدة تمضي في تنفيذ مشاريع التنمية وتحقيق رؤية قطر 2030.
وقال: إنَّ القطاع الخاص كانَ شريكًا رئيسيًا في تنفيذ المشاريع المُرتبطة بالبطولة، وتوفير الخدمات المُساندة. وشدَّد على أنَّ قطر نجحت في توجيه استضافة كأس العالم لكرة القدم في خدمة حركة التنمية الشَّاملة بالبلاد.
هل استفادَ الاقتصادُ القطري من تنظيم واستضافة كأسِ العالم لكرة القدم؟
مونديالُ 2022 عزَّز من نموِّ الاقتصاد القطري، كما عزَّز من نمو القطاع الخاص الذي كان شريكًا رئيسيًا في تنفيذ المشاريع الرئيسيَّة المُرتبطة بمونديال 2022، وتوفير الخدمات المساندة للبطولة.
ونرى أنَّ كلَّ القطاعات الاقتصادية استفادت وفي مُقدمتها، السياحة والضيافة والطيران والعَقَارات والنقل والمواصلات، والبنية التحتيَّة، خاصةً مشاريع الطُّرق.
مكاسب واضحة
إذن لو أردنا أن نحدِّد في نقاطٍ واضحةٍ أبرز المكاسب من المونديال على الأنشطة الاقتصاديَّة، فماذا تقول؟
يمكن أن نحدد عددًا من الفوائد والمكاسب المترتبة على استضافة مونديال 2022، وهي كالتالي:
– استمرارُ وتيرة نمو الاقتصاد الوطني، رغم التداعيات الكبيرة والأزمات التي يُعاني منها الاقتصاد العالمي.
– البطولة تدرُّ مكاسبَ هائلة في الأنشطة الاقتصادية، خاصةً قطاعات التجزئة والعقارات والسياحة والضيافة.
– إنفاق أموال ضخمة على تطوير البنية التحتيَّة والطرق والمواصلات، خاصةً مشروعات المترو «الدوحة – لوسيل» والملاعب والموانئ.
وهذا، بدوره يصبُّ في ناحيتَين: الأولى أنَّ الدولة تواكب تحقيق رؤيتها الوطنيَّة إلى عام 2030، كما أنَّ هذا التطوير هو لصالح الاقتصاد؛ لأنَّ ذلك يعكس تطور الدولة، ويعزز التنمية الشاملة، وكل هذه المشروعات الكبيرة تستفيد منها الأجيال الحالية والمستقبليَّة.
ومن ناحية ثانية، الشركات المحلية استفادت بمشاركتها في تنفيذ هذه المشاريع، وهو ما يعني تحقيقها استمرار نموها وتطورها، وتدعيم دور القطاع الخاص في خدمة الاقتصاد الوطني.
– أيضًا هذه المشاريع خلقت فرصًا توظيفيَّة سواء للقطريين أو المُقيمين.. وهذا يعني انعكاسًا على الأسواق بالإيجاب «انتعاش تجاري».
– تعزيز مكانة دولة قطر على المستوى الدولي.. بعيدًا عن الحملات المغرضة التي تطلقها الصحف الغربية من وقت لآخر طوال السنوات الماضية. وتعدُّ قطر أوَّل دولة في منطقة الشرق الأوسط عربية وإسلاميَّة تستطيع أن تقدِّم بطولة للعالم غير مسبوقة.. وأن تكون على هذا المُستوى القوي والكبير من الاستعداد.
قطر استطاعت أن تُدير هذا الملفَّ الرياضي بنجاحٍ يشهد به الجميع، وبإذن الله، يكون النجاح الأكبر مع انطلاق المونديال، وستظلُّ الاستضافةُ ومُباريات المونديال والفعاليات المصاحبة في ذاكرة الأجيال الحالية لسنواتٍ طويلة قادمة.
تفاؤُل بعد المونديال
إذن هل أنت متفائل بأداء الاقتصاد بعد مونديال 2022؟
– نعم أنا متفائلٌ دائمًا.. القادم لدولة قطر أكثر وأفضل من الماضي.. هناك مشاريع ضخمة قادمة، وهناك إيرادات عظيمة قادمة للدولة مع تطوير مشاريعِنا العملاقة خاصةً في قطاع الغاز والتوسعات الهائلة التي يشهدها.. الدولة تحتاج إلى وافدين، تحتاج إلى كفاءات من القطريين، وأن يكونوا من خلال الدورات التدريبية والتعليم المستمر من ذوي الخبرة الكبيرة التي تخدم حركة التنمية بالبلاد. والكوادر الوطنيَّة الشابة تقوم بجهود كبيرة، لكن السنوات القادمة تحتاج إلى جهودٍ أكبرَ، وحضرة صاحب السُّموِّ أميرِ البلاد المُفدَّى عنده رؤية واضحة، وحكومتنا تقومُ بالتنفيذ بصورة قوية وَفق أسس وخطط مدروسة، والتطوراتُ الضخمة في دولتنا الحبيبة أكبرُ شاهد على ذلك، وما حققته دولة قطر يفوق الخيال، ويعكس الطموح الكبير الذي تسيرُ به الدولة.
وأشار إلى أنَّ هناك رسائلَ طمأنة بأداء الاقتصاد الوطنيّ خلال المرحلة القامة.. منها إقرارُ مجلس الوزراء الموقر مشروعَ الموازنة العامة الجديدة، وهو ما يؤشر إلى قرب صدورها.. كذلك إشادة المؤسسات الدولية بأداء الاقتصاد والنظرة المستقبلية الإيجابيَّة استنادًا إلى المؤشرات والأسس القوية التي يتميز بها. ونشير في هذا الصدد إلى ما أعلنته اثنتان من مؤسَّسات التصنيف الدولية المرموقة وهما «ستاندرد آند بورز»، و«موديز».
وقد رفعت وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني، تصنيفَ دولة قطر الائتماني إلى «AA» مع نظرة مستقبليَّة مستقرة.
وتوقَّعت الوكالة أن تحققَ دولة قطر فوائضَ كبيرة في الميزانية، وأن تخفض تكاليف خدمة الديون بشكلٍ مُستدامٍ، وذلك بفضل الاستراتيجية الحكومية الناجحة لسداد الديون التي حلَّ أجلُ استحقاقِها.
كما أكَّدت أنَّ التصنيفَ الإيجابيَّ مدعوم بالتأثير الإيجابي المُشترك لزيادة الطاقة الإنتاجية لمنشآت الغاز الطبيعي المسال، والنمو القوي في القطاع غير النَّفطي، والتنويع الاقتصادي المستمر في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، والمركز القوي لصافي الأصول، والمرونة المؤكَّدة لسياسة الدولة.
كما عدَّلت وكالة «موديز»، توقعاتها لدولة قطر من «مستقرة» إلى «إيجابية»، ما يجعل دولةَ قطر واحدةً من أعلى الدول تصنيفًا في منطقة مجلس التعاون الخليجي.
وعزت «موديز» رفعَ النظرة المستقبليَّة لدولة قطر من مستقرة إلى إيجابية لتحسن أداء الدَّين العام لدولة قطر. وأشارت إلى أبرز نقاط القوَّة وهي نصيب الفرد العالي من الدخل، والاحتياطيات الهيدروكربونية الضخمة، وانخفاض تكلفة الاستخراج، والقيمة العالية لصافي الأصول، وكفاءة السياستَين الاقتصادية والمالية.
كما أنَّ الإيرادات المرتفعة والناتجة من ارتفاع أسعار الطاقة ساهمت في رفع كفاءة إدارة الدَّين العام لدولة قطر.
قطر قادرة على جذب استثمارات أجنبية ضخمة
«الصناعة» من القطاعات الواعدة بعد المونديال
حريصون على تعزيز الشراكة مع هيئة المناطق الحرة- قطر
تأسيس مركز إقليمي لوجستي للمركبات يخدم الاقتصاد
أكَّدَ السيِّدُ حُسين الفردان خلال حوارِه مع «الراية « على أنَّ الصناعةَ تُعتبر من القطاعاتِ الواعدةِ التي يجبُ التركيزُ عليها بعد مونديال 2022.. مُشيرًا إلى إمكانيَّة تسجيل نموٍّ كبيرٍ لقطاع الصناعة عبرَ تعزيز مشاريع القطاع الخاص.
برأيك.. ما هي أبرز القطاعات التي يجب التركيز عليها بعد المونديال؟
– الصناعة عنصر مهم وحيوي خلال المرحلة القادمة، ويمكن تعزيز دور القطاع الخاص في هذا القطاع، للاستفادة من قدراته الكبيرة وإمكانية الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة عبر استيراد المواد خام وتصنيعها وإعادة تصدير المنتجات إلى أسواق المنطقة، وهذا يوفر فرصًا كبيرة لزيادة التحالفات بين شركات القطاع الخاص القطري والشركات العالميَّة مع توفر المناطق الحرة واللوجستيَّة في قطر.
وعندنا مثلٌ كبيرٌ في هذا الإطار، وهي دولة سنغافورة التي تستورد جميعَ أنواع المواد الخام من أنحاء العالم، وتقوم بالتصنيع، وتبتكر وتصدر إلى دول العالم، وهي تعتبر من كبرى الدول المصدرة للمُنتجات في العالم.
والمطلوبُ هو أن تدعمَ الجهات المعنية بالدولة استراتيجيَّة تحويل قطر لتكون مركزًا للاستيراد وإعادة التصدير إلى جميع دولِ المنطقة.
كما نشيرُ هنا أيضًا للجهود التي تقومُ بها الهيئةُ العامةُ للجمارك في تسهيل الإجراءات، ما انعكس إيجابيًا على تطور حركة التجارة، ودخول السلع والمنتجات إلى الأسواق، من خلال برامج ومبادرات ممتازة وتطور لافت وملحوظ للجميع.
ونأمل أن نرَى الصناعةَ على أعلى مستوى، حتى ولو لم تكن كل المواد الخام متوفرة.. وتعتبرُ تجربة سنغافورة نموذجًا في هذا الصدد، حيث نجحت في بناء اقتصادها من لا شيء، بالأفكار والمبادرات، استوردوا المواد الخام وأقاموا صناعات وأصبحوا الأكثر شهرةً فيها، ليكونوا ضمن أكبر الاقتصاديات في العالم.
قطر ليست أقلَّ من سنغافورة.. عندنا الأفكار والعقول والمُبادرات، وعندنا ميزة كبيرة، وهي الطاقة الرخيصة ونستطيع جلب الأيدي العاملة، وبدون تكلفة عالية.
ونحن ما زلنا نعتمدُ على الاستيراد، فلماذا لا نحضر الشركات العالميَّة ونقوم بالتصنيع والتصدير في إطار تعزيز سياسة تنويع الاقتصاد، ما يحقِّق عائدًا كبيرًا للدولة.
المناطق الحرَّة
هل هذا هو سبب توجّه مجموعة الفردان لتوقيع اتفاقية مع هيئة المناطق الحرة- قطر، وما هي أبعاد توقيع هذه الاتفاقية التي تمَّت منذ عدة أشهر؟
– أولًا نودُّ أن نشيدَ بجهود القائمين على المناطق الحرة- قطر، وما يبذلونه من جهودٍ كبيرة وحثيثة للتحول إلى مركز عالمي لتخزين البضائع وإعادة تصديرها، واستقطاب كُبريات الشركات العالمية. وبالنسبة لأبعاد توقيع هذه الاتفاقية فإن إقامة مركز لوجستي كان حلمًا لي منذ سنوات، وكنت أناشد المسؤولين باستمرار لتحقيقه.. والحمد لله تمت الموافقة على إقامة المشروع. وهنا أنوِّه بدور سعادةِ السيد أحمد بن محمد السيد وزير الدولة، ورئيس مجلس إدارة المناطق الحرة- قطر، في إقامة علاقات قوية مع الشركات الكبيرة محليًا ودوليًا وجهوده القويَّة لتشجيع الجميع على الاستثمار.
وخطوتُنا بإقامة مركز لوجستي في المناطق الحرَّة تأتي من حرص مجموعة الفردان على تعزيز التطور والمضي قدمًا في مبادراتنا ومشاريعنا لدعم توجهات الدولة في أن تصبح المناطق الحرة في قطر مركزًا ووجهةً للشركات العالميَّة.
وقد وقَّعت هيئةُ المناطق الحرة- قطر وشركة «الفردان أوتوموتيف»، إحدى الشركات التابعة لمجموعة الفردان الرائدة في قطر والمنطقة، عقدَ اتفاقية تعاون استراتيجي لتأسيس مركز إقليمي لوجستي للمركبات المُختلفة ووسائل النقل وقطع الغيار وغيرها. وتمثل هذه الشراكة المهمة امتدادًا لسلسلة الشراكات البارزة التي تعقدها الهيئة مع شركات القطاع الخاص في الدولة. كما أنَّها تمثل بداية لتعاون وثيق بين الهيئة وشركة «الفردان أوتوموتيف»، وتمهد الطريق لمزيدٍ من المشاريع المشتركة مستقبلًا في المناطق الحُرَّة. وسيتواجدُ المركزُ الإقليمي لشركة «الفردان أوتوموتيف» في مجمع صناعات وسائل النقل بمنطقة أم الحول الحرَّة، والتي تقع بالقرب من ميناء حمد، الميناء المستدام والصديق للبيئة، بما يساهمُ في تنشيط التجارة عبر الميناء وزيادة حجم البضائع التي تمر من خلاله. وسيمتدُّ المركز على مساحة 67 ألف متر مربع، وسيعتمد أحدث الأنظمة اللوجستية والعمليات لاستيراد المركبات، والمعدات الثقيلة، والدراجات النارية وقطع الغيار، بما يلبِّي احتياجات السوق، بما في ذلك تنمية القدرات والكفاءات البشريَّة. ونعتبرُ أنَّ المركز اللوجستي للاستيراد سيمثل نقلةً نوعيةً في تنمية وتوفير أفضل الخدمات اللوجستيَّة التي سيكون لها تأثير إيجابي مباشر على مختلف القطاعات المُستفيدة من هذه الخدمات، وفي المقدِّمة قطاع السيَّارات والمركبات.
ونحنُ فخورون بأن نعملَ مع هيئةِ المناطق الحرَّة لتأسيس هذا المركز، ونرى هذه الخطوة على أنَّها تكملة لأعمالنا ونشاطاتنا في خدمة مُختلف القطاعات في دولة قطر. كما تجسد هذه الشراكةُ الأهدافَ المُشتركة لهيئة المناطق الحرَّة، ومجموعة الفردان، التي تتمحور حول تطوير القطاعات المحلية بتوفير أفضل الخدمات العالميَّة.
الاستثمارات الأجنبيَّة
يرى البعض أنَّ المونديال يمكن أن يساهمَ في جذبِ الاستثمارات الأجنبيَّة كيف تعلق؟
– الترويجُ لقطر من أهم مكاسب مونديال 2022، ومن هنا نتوقع انعكاسات إيجابيَّة كبيرة خلال الفترة المقبلة في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وهناك العديد من العوامل المهمة التي تعزز من جاذبية قطر للاستثمار الأجنبي، وهي: استقرار أداء الاقتصاد والنمو المستمر، واستقرار العملة الوطنيَّة، وتميز قطر بأعلى ناتج محلي إجمالي للفرد على مُستوى العالم، وبيئة عمل مزدهرة مع رفع الملكية بنسبة 100% للوافدين والمُستثمرين الأجانب، والأموال التي ضخَّتها الدولة خلال السنوات الماضية في البنية التحتية، يحفز ذلك بيئة الاستثمار. كما تعتبر قطر واحدةً من أكثر البلدان أمانًا، وتضمُّ أفضل مطار في العالم وهو مطار حمد الدولي وأفضل شركة طيران، وهي الخطوط الجوية القطرية والتي تسيِّر رحلاتها إلى أكثر من 140 وجهة عالمية. وتتمتع الدولة أيضًا بأنها تمتلك نظام رعاية صحية عالي الجودة يعتمد على البحث والتطوير، وتُصنَّف قطر على أنها الرابعة عالميًا والأولى عربيًا من حيث جودة التعليم، وتوفر الدولة إعفاءً تامًا من ضرائب الدخل العقاري مع أقل رسوم لتسجيل التملك الحر في المنطقة. وتشمل الامتيازات التي توفرها الدولة للمستثمرين الأجانب منحَ تصاريح الإقامة عند الاستثمار العقاري بقيمة 200 ألف دولار، وإعفاء مواطني 95 دولة من تأشيرة الدخول إلى قطر، علاوةً على توفر المناطق الحرة واللوجستية، وهو ما يساعد على استيراد المواد الخام والتصنيع وإعادة التصدير.