الدوحة- هيثم الأشقر:
أكَّدَ سعادةُ الشَّيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة أن الوزارة لا تدخر جهدًا في دعم أصحاب المبادرات الإبداعية. جاء ذلك خلال تدشين سعادته، أكبرَ لوحة فنية في العالم بالرسم على القماش، أنجزها الفنان عماد صالحي في جامعة قطر.
وأضافَ سعادتُه: إن هذه اللوحة تجسيد وتأريخ للحدث العالمي الكبير الذي تشهده قطر، وما تتضمنه الحروف العربية، يأتي تيمنًا بما قاله حضرةُ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدَّى: «مونديال 2022 لكل العرب». واستشهد سعادته ببيت الشعر:
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابًا
وقد شهدَ حفلُ التدشين حضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة الشَّيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة الفيصل القابضة، وعدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية. وقد توج العمل بدخوله موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ليصبح أكبر لوحة فنية في العالم بمساحة 9652 مترًا مربعًا، وهي تمتد على طول أبعاد ملعب كرة القدم، واللوحة تحكي قصة كرة القدم، وتستعيد الذاكرة التاريخية للعبة، وتشرح طبيعة الكرات المستخدمة، والدول المستضيفة للبطولة، والفائزة بكأس العالم، وأفضل اللاعبين والهدَّافين في كل دورات كأس العالم. وخلال حفل التدشين الذي قدمه الإعلامي ناصر المالكي، تم عرض فيديو عن مراحل إنجاز هذا العمل الفني الضخم، كما تم تنظيم جولة للاطلاع من قرب على اللوحة الفنية المرسومة على القماش، وبعد ذلك، تمَّ تسليم شهادة موسوعة جينيس، إيذانًا بدخولها موسوعة الأرقام القياسية، وسط حضور إعلامي كبير من قبل وسائل الإعلام العالمية.
إثراء المشهد الثقافي
من جانبه، أعربَ سعادةُ الشَّيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، عن سعادته بهذا الحدث الثقافي المُهم، الذي أنجزه الفنان عماد صالحي، ليعبّر بطريقته المبدعة عن العلاقة الوطيدة بين الفنّ والثقافة والرياضة، والتي من شأنها أن توحّد الشعوب وتقرّبها من بعضها بعضًا، بغضّ النظر عن أصولها وأعراقها. موجهًا الشكر إلى وزارة الثقافة لجهودها في دعم الأفكار الخلاقة التي تُثري المشهدَين الثقافي والفنّي في قطر. مضيفًا: تأتي مشاركة هذا العمل الفني في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، خاصة في هذه الفترة التي تشهد استضافة بلادنا مونديال 2022، بالإضافة إلى احتفالات اليوم الوطني.
معايير عالمية
بدوره، قالَ السيد شادي جاد، وهو مُحكم رسمي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية: إنه ومع إعلان نتائج تسجيل أكبر لوحة فنية، ولتحقيق هذا الرقم القياسي، يجب التأكد أنه قد تم اتباع كل الإرشادات المعيارية، وهو ما قد تحقق بالفعل. مشيرًا إلى أن هناك رقمًا قياسيًا قائمًا حققه ساشا جافري بلوحة قياسها 1,595.76 م2»، لافتًا النظر إلى أن الرقم القياسي للفنان عماد صالحي هو 1595.76 متر مربع. معلنًا أن الفنان عماد صالحي حقق إجماليًا كليًا قدره 9,652 مترًا مربعًا، وأنه صاحب اللقب الجديد في موسوعة جينيس للأرقام القياسية عن أكبر لوحة فنية، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة، موجهًا التهنئة له نيابة عن جينيس للأرقام القياسية.
مبادرات تنافسية
فيما وجَّهت السيدة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون في وزارة الثقافة، التحية للفنان عماد صالحي، معربةً عن فخرها بما تقدمه وزارة الثقافة من مبادرات تنافسية عالمية يساهم فيها الجميع. مشيرةً إلى أنَّ هذه ليست المرَّة الأولى التي يتم فيها تسجيلُ أرقام قياسية ترتبط بالثقافة بشكل مباشر أو غير مباشر. مؤكدةً أنَّه وبهذه اللوحة يسهم الفنان عماد صالحي في كسر رقم عالمي جديد يتزامن مع تنظيم كأس العالم فيفا 2022 في دولة قطر. وفي ختام حديثها، دعت المبدعين في جميع القطاعات لمزيدٍ من المُبادرات الهادفة.
إنجازات عديدة
من جهتها، قالت الأستاذةُ أسماء النعيمي، مدير إدارة الأنشطة الرياضية في جامعة قطر: بكثير من الفخر والاعتزاز يسر جامعة قطر أن تحتفل مع وزارة الثقافة بتدشين أكبر لوحة فنية رياضية في العالم تزامنًا مع فعاليات كأس العالم 2022 في قطر. وجامعة قطر مشارك رئيسي في جهود دولتنا الحبيبة لإنجاح بطولة كأس العالم. وفي هذا الإطار، يسعدنا إقامة هذا النشاط الرياضي والثقافي هنا في ملعب الجامعة لتحقيق رقم قياسي جديد يضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجامعة في كثير من المجالات.
قصة لوحة
وفي كلمته، بهذه المُناسبة، قال الفنان عماد صالحي: «إنَّ اللوحة الفنية «قصة كرة» تعد أكبر لوحة فنية في العالم بمساحة 9652 مترًا مربعًا على أبعاد ملعب كرة القدم، وهي خلاصة جهد مستمر ومتواصل، وقد استغرق رسمها خمسة أشهر كاملة، واستخدمت فيها كميات كبيرة من الأصباغ والقماش والفرش من أجل تحقيق إرث فني تاريخي يجسد مسيرة كرة القدم خلال بطولة كأس العالم. وتابع قائلًا: «إن «قصة كرة»، وهو اسم اللوحة الفنية، غيرت كثيرًا من مفاهيم العالم في مجال الفن التشكيلي المعاصر، إذ دمجت بين التراث والحداثة، والرياضة والفن، ورُسمت بأحدث أساليب الرسم التعبيري والتجريدي، من خلال مزج الألوان والخطوط، وذلك لكي تشرح تاريخًا بأسلوب حديث في مجال الفن البصري. ووجه الفنان عماد صالحي الشكر إلى وزارة الثقافة على دعمها المتواصل للعمل، و «الفيصل القابضة» و «مجموعة عدنان الدولية»، وكل من شارك أو ساهم في ظهور هذا العمل.