كتاب الراية

الأم… روح مونديال قطر 2022

المونديال قدَّم صورة تحكي قصة جمال متفرد للأم المغربية البسيطة

لحظة ارتماء مدرب المغرب في أحضان أمه من أجمل مشاهد البطولة

هناك صور عدة لأمهات سطّرن أنفسهن كنجمات المونديال

مونديال قطر جسد في أبسط معانيه أعظم صورة للأم

صورُ الحسناواتِ من النِّساء -خاصة الشقراوات- كانت هي الصورة النمطيَّة السائدة عن كأسِ العالم، والكل يتسابقُ لالتقاطِ الصور لهنَّ لحظة الفرح، والحزن.. والكل كذلك يتناقل هذه الصورَ، حيث ترى المحطات الرياضية تبحث بين الجمهور المتنوِّع والمُختلف، عن لقطة لامرأة جميلة تسحر الألباب، ذات مواصفات قياسية لا تشاهدها في الواقع كثيرًا! وحتى الصحف العربية والأجنبية تخصص صفحاتٍ خاصةً لصور الجماهير على اختلاف انتماءاتهم جُلّها لنساء من كوكب آخر! وحتى الجمهور العادي يتناقلون صور أجمل المُشجعات ذوات الصفات الحِسان فيما بينهم أكثر من صور أهداف كأس العالم.

لكنَّ مونديال قطر 2022 كان مونديالًا مُختلفًا فرغم وجود مثل هذه الصور وبكثرة – ولا ننكر جمالياتها!- إلا أنَّ هناك صورة طمست كل هذا.. صورة -بالمقياس الذي نعرفه- قد لا تُصنّف ضمن مقاييس الجمال.. لكنه في الواقع جمال حقيقي.. جمال لا يشبه إلا نفسه، كل صورة تحكي قصة جمال متفرد، مهما وُصفت هذه الصورة بكلمات فلن توفيها حقها: (من في جمال الأم).

إنَّ صورة الأم المغربية البسيطة التي تشبه أمي وأمك، وهي تحتفلُ مع ابنها بالفوز من فوق المدرجات، وفي أرضية الملعب صورة تختزل كل لحظات الفرح بل وكل لحظات الحياة..

هل هناك أجمل من الفوز في مباريات كأس العالم؟ من قُبلة أم على جبين ابنها الكبير، لكنه الصغير في نظرها، أو من رقصة أم مع ابنها وكأنَّه محبوبها الوحيد.

كرة القدم لم تجمع شعوب العالم، ولم توحّد العالم العربي، لكن أسرت قلوب جماهير العالم.

من أجمل المشاهد المؤثرة في كأس العالم، هي لحظة ارتماء مدرب المغرب في أحضان أمه بعد الفوز على البرتغال، ولا أجمل من صورة الأكف التي رفعتها والدة سفيان بوفال وهي تدعو له بالنصر.. نعم هي دعوات الأم التي لا تخيب، ومن ينسى صورة أشرف حكيمي، ويوسف النصيري التي تكررت عقب كل مباراة في عناق حار مع والدتيهما.

هناك صورة عدة لأمهات سطرن أنفسهن كنجمات المونديال، فهذه الأم الجزائرية التي اختارت أن تفاجئ ابنها الذي يعمل حارسًا أمنيًا متطوعًا في مونديال قطر 2022.. وصور عدة لا يسع المقال لذكرها.

لو نعود بالذاكرة للوراء قبل 12 عامًا لحظة فوز قطر باستضافة المونديال كانت عفوية الأم حاضرة لحظة عناق صاحبة السُّمو الشَّيخة موزا بنت ناصر (أم جاسم) لأبنائها.. ومن مثل قلب الأم، نفس هذا الفخر نجده من صاحبة السُّمو وهي تشجع أبناءها العرب بكل حماس من على المدرجات.

إنَّ الثقافة العربية بل كل ثقافات العالم أجمع تربط الأم بصورة ذهنية جماعية أساسها الاحترام بل والتبجيل، فالإسلام كرم الأم أيَّما تكريم، وفي كل الديانات والثقافات كذلك تحتل الأم مكانة خاصة وحتى في لفظ كلمة الأم تشترك جميع الشعوب في طريقة النطق..

هذه الصور العفوية لأمهات -من هنا وهناك- هي دليل على ضرورة عودة الناس إلى حقيقتها وكأنها رسالة لمجتمعات اختارت لنفسها طريقًا شاذًا عن الفطرة السليمة، مونديال قطر جسّد في أبسط معانيه صورًا للحياة ولا يوجد صورة أعظم من صورة الأم.

رحم الله أمي وكل أمهات المسلمين، وأمد الله في عمر كل الأمهات لكي نحتفل معهن بفوز المغرب من جديد.

[email protected]

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X