«الرومي».. ملحمة مسرحيَّة موسيقية من التراث العربي

الدوحة- الراية:

تعودُ الملحنةُ القطريةُ دانا الفردان برائعتِها المسرحية الموسيقية «الرومي»، التي شاركتْ في تأليفِها مع نجم المسرح نديم نعمان، لتتحف جمهور الدوحة لأول مرة بحفلتَين موسيقيتَين، وذلك ضمن فعاليات في مهرجان دريشة للفنون الأدائية 2022، وذلك لأول مرة في قطر بعد عرضها العالمي الأول في لندن، والذي نال استحسان النقاد والجمهور. ويشارك في الحفلتَين فنانون من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، وذلك بالإضافة إلى موسيقيين من لندن سيقدمون أداءً موسيقيًا بالتعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية، وأكاديمية قطر للموسيقى، إلى جانبِ عازفة البيانو الكورية العالمية سونيا بارك. وبهذه المُناسبة، قالت الفنانة دانا الفردان: فخورة جدًا بتقديم هذا العمل المسرحي الموسيقي لأوَّل مرة في الدوحة، ومنحي الفرصةَ لعرضِ تجربتي الموسيقيَّة في بلدي الحبيب قطر، وبالتزامنِ مع مناسبة مهمة جدًا، ألا وهي استضافة دولة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. مضيفة: يعد تنظيم قطر هذه البطولة تجربة استثنائية وفريدة من نوعها، حيث نجحت هذه النسخة التي تقام لأول مرة على أرض عربية في سد الفجوة الثقافية بين الشعوب وتعزيز الوحدة والتسامح، كما أنها وفرت منبرًا لسماع أصواتنا وتقديرها.

من جانبه، قالَ نديم نعمان، المؤلف المشترك وأحد الممثلين البارزين في العمل: بينما تدعو قطر العالم ليرى أن الشرق الأوسط بإمكانه أن يكون موطنًا للنجاح الرياضي، أتمنى بشغف أن يُنظر إلى الشرق الأوسط على أنه موطن مزدهر للفنون أيضًا. وتابع: أشعر بالمزيد من الفخر والحماسة لشريكتي في التأليف دانا الفردان لتتمكن من تقديم هذه المسرحية الموسيقية في وطنها الأم، وآمل أن يجد جمهورنا فيها مصدر إلهام لاستكشاف الموسيقى والمسرح، حيث إن المنطقة ككل ستستمر في إدراك أن الفنون تعمل، تمامًا كما تعمل الرياضة، كإعلان رائع ومنصة موحدة لنجاح مواهب أمة وشعبها. مضيفًا: تشارك في رحلتنا لاكتشاف قصة الرومي، الذي ألهم إرثه الملايين عبر القرون وحول العالم، أوركسترا مؤلفة من 29 قطعة يقودها قائد العرض في التوجيه والإشراف الموسيقي، الزوج والزوجة الثنائي، المنسق والمنظم جو دافيسون، واختصاصية المؤثرات الصوتية نيكي دافيسون.

والعرض المسرحي «الرومي» مستلهم من حياة الفيلسوف والشاعر جلال الدين الرومي الذي عاش في القرن الـ 13، وهو من تأليف إيفرين شارما، وتدور فكرته عن العلاقة القوية التي جمعت جلال الدين الرومي ومعلمه الصوفي شمس التبريزي، وكيف أثرت هذه الصداقة على بزوغ الرومي كمفكر وكاتب، ما نتج عنه أشعاره وأعماله، وتأثر الملايين حول العالم بما كتبه جلال الدين الرومي، ولا يزال مؤثرًا رغم مرور ما يقرب من 8 قرون.

وتعدُّ هذه هي المرة الثانية التي يجلب فيها كل من دانا ونديم شاعرًا من الشرق الأوسط إلى المسرح العالمي. وفضلًا عن ذلك، يعكس طاقم العمل في العرض علاقاته بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والعديد من الدول التي سافر الرومي عبرها. وكان هذا جزءًا من رد فريق العمل على الدعوات بهدف التمثيل والتنوع الأكبر في ويست إند. وقد أنتج هذه المسرحية الكاتب المشهور علي مطر الذي ينضم إلى المخرج الشهير برونا لاغان في إعداد هذه الموسيقى الملحمية. فيما قام الممثلان المسرحيان كيسي الشقصي، وصوفيا فروغي، بدور البطولة، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الممثلين وهم: آدم بيجو ويزدان قافوري ويوهان منير وحسون شريف. كما أن هناك أيضًا فرقة تضم إيفا تيريزا تشوكاريان وداني كولينز ودانييل لويز وزارا نعيم وأليزا فاكيل وبيثاني ويفر وكاريشما يونغ. وقام جريجور دونيلي بتصميم مجموعة الأزياء للموسيقى الساحرة، مع تصميم الإضاءة لنيك فارمان، وتصميم الصوت لسايمون هندري، وتصميم الفيديو لمات باول. وقامت ماياس اليماني بمزيد من الإشراف الموسيقي الشرق أوسطي، وتمَّ تنفيذ الكوريغرافيا بواسطة أنجالي ميهرا.

ويتميز العرض بدرجة كبيرة تجمع بين أصالة الشرق الأوسط والتأثيرات الكلاسيكية والمسرح الموسيقي المعاصر، مع كلمات مشتقة من شعر الرومي. وترك العمل الجذاب للفريق أثرًا حقيقيًا، حيث أشادت مجلة ميوزيكال ثيتر ريفيو بالعرض، قائلة: «يخطف العرض قلبك منذ بدايته، حيث يتم نقلك إلى الشرق الأوسط فتلتقي المؤثرات الكلاسيكية والمسرح الموسيقي مباشرة وبطريقة مذهلة».

يشار إلى أن مهرجان دريشة للفنون الأدائية يستمر سبعة أيام في حديقة الأكسجين، بالمدينة التعليمية، وهو مكان يمكن للزوَّار من خلاله تجربة الثقافة العربية والإسلامية من خلال فنون الأداء، مثل الموسيقى والمسرح والشعر ورواية القصص والكثير غير ذلك، في جو عائلي بهيج. وهناك أيضًا سوق «تربة» للمزارعين حيث يمكن للزوار شراء المنتجات والوجبات الخفيفة والقهوة من البائعين المحليين.