الراية الرياضية
ترقب ومتابعة عالمية للحدث التاريخي الكبير تحت أضواء لوسيل

كل الأحلام في مسك الختام

كأس النسخة التاريخية على المنصة في انتظار البطل الاستثنائي

الفرنسي «حامل اللقب» المدجج بالنجوم وجهًا لوجه مع أرجنتين ميسي

اللقب الثالث يفض الشراكة بين المنتخبَين في السجل الذهبي لأبطال العالم

متابعة- صابر الغراوي:

اقتربتْ لحظةُ الحقيقةِ وحانَ الموعدُ المنتظرُ وباتت الأنظارُ متجهةً صوب استاد لوسيل المونديالي والآذان تترقبُ صافرة انطلاقة النهائي التاريخي، والقلوب تدقُّ قلقًا وشوقًا وتعاطفًا إما مع الأرجنتين أو مع فرنسا في المواجهة المرتقبة والمنتظرة التي تنطلق في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم عندما يدور الصراع بين المنتخبَين العريقَين من أجل الظفر بلقب كأس العالم FIFA قطر 2022.

هذه اللحظةُ التي طالَ انتظارُها مهدت للنهائي المرتقب بين مدرستَين عريقتَين في عالم كرة القدم، هما المدرسة اللاتينية التي يمثلها المنتخب الأرجنتيني بتاريخه العريق في عالم كرة القدم بشكل عام وفي كأس العالم بشكل خاص، والمدرسة الأوروبية التي يدافع عن حظوظها المنتخب الفرنسي للمرة الثانية على التوالي في النهائي الأهم والأصعب والأشهر.

هذا الصراعُ تنطلقُ فصولُه في حضرة قطر صاحبة التنظيم الأفضل بكل المقاييس في نهائيات كأس العالم وتحت أنظار الآلاف في مدرجات استاد لوسيل والملايين في البلدَين المتباريَين في النهائي، والمليارات في كافة أنحاء العالم والذين يتابعون هذه المواجهة عبر الشاشات في كافة دول العالم.

وعندما نتحدث عن أهمية هذه المواجهة فيكفي أن نشير إلى أن نتيجتها ستفض الشراكة بين اثنَين من أشهر منتخبات العالم بتواجدهما في المركز الرابع جنبًا إلى جنب بالتساوي مع منتخب الأوروجواي برصيد لقبَين لكل منهما خلف الثلاثي الأكثر تتويجًا البرازيل (5 ألقاب)، ألمانيا (4 ألقاب)، وإيطاليا (4 ألقاب)، وبالتالي فإن الفائز سينفرد بالمركز الرابع في قائمة أكثر المتوجين برصيد (3 ألقاب) في حين سيضطر الخاسر للتراجع إلى المركز الخامس في تلك القائمة الذهبية بالتساوي مع الأوروجواي.

وإذا كان الجميعُ سيتابعُ الموقعةَ الكبيرة بين المنتخبين فإن تلك الموقعة تحمل في طياتها الكثير من الأحداث الصغيرة والتفاصيل الدقيقة التي قد تشكل في نهاية الأمر النتيجة النهائية لهذا الصدام الكُروي الكبير.

وتبدو المواجهةُ الخاصةُ بين الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي وزميله في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي هي الأشهر والأبرز والأهم في هذا اللقاء للعديد من الاعتبارات، يأتي في مقدمتها أن نجاح أحدهما وتألقه قد يعني قيادة منتخب بلادِه لمنصة التتويج الثالثة، فضلًا بالطبع عن الصراع الخاص على لقب الهداف باعتبار أنَّ كلًا منهما يملك في رصيده خمسة أهداف، وبالتالي يتشاركان في صدارة قائمة الهدَّافين حتى الآن. وما زالَ عشاقُ كرة القدم يتذكرون تفاصيل المواجهة التي جمعت بين المنتخبين في المونديال السابق في روسيا عام 2018 وبالتحديد في مرحلة دور ال16، والتي اتفق الجميع على أنها كانت الأجمل والأكثر إثارة وحماسًا وقوة وندية من بين كل مباريات تلك النسخة، والتي نجح الديوك في حسمها لصالحهم في نهاية الأمر بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ليحجز مبابي ورفاقه بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي عبر البوابة الأرجنتينيَّة. وبشكلٍ عام التقى المنتخبان معًا في نهائيات كأس العالم في ثلاث مناسبات، فاز راقصو التانجو في مرتَين؛ الأولى في نسخة عام 1930 في الأوروجواي بنتيجة 1/‏‏‏صفر، والثانية في نسخة الأرجنتين عام 1978، وانتهت بهدفَين مقابل هدفٍ واحد، في حين فاز الديوك مرة وحيدة بنتيجة 4/‏‏‏3 في المونديال الأخير بروسيا.

وبعيدًا عن المُواجهات الخاصة بينهما في كأس العالم، فقد التقى المنتخبان معًا في 8 مواجهات ودية تفوق فيها المنتخب الأرجنتيني أيضًا بأربعة انتصارات مقابل انتصارين فقط للمنتخب الفرنسي، في حين فرض التعادل نفسه على مواجهتَين.

بقي أن نشيرَ إلى أنَّ مثل هذه المواجهات تحتاج للتحلي بأعلى درجات التركيز باعتبار أنَّها تلعب على التفاصيل الدقيقة وأي هفوة أو لحظة شرود في أي وقت من أوقات المباراة قد تعني ضياعَ حلم شعب بأكمله.

يد البرغوث لن تصفق وحدَها

سكالوني يلوح بالثنائي الجديد

يراهنُ ليونيل سكالوني مدربُ المنتخب الأرجنتيني بدورِه على الثنائي الجديد الذي يضم ليونيل ميسي رفقة اللاعب الشاب جوليان ألفاريز، بعد أن نجحا معًا في دكِّ حصون الدفاعات الكرواتية خلال لقاء الدور نصف النهائي. ويرى الجميع أنَّ المدرب الأرجنتيني وجد ضالتَه في هذا الثنائي بعد أن عانى كثيرًا من عدم وجود المهاجم الذي يمكنه من استغلال قدرات ميسي الخارقة، وبالتالي بدا المنتخب الأرجنتيني وكأنه يصفق دائمًا بيد واحدة وهي يد ميسي. وسجَّل ألفاريز هدفَين من صناعة البرغوث الذي أضافَ هدفًا من ركلة جزاء، ليفوز راقصو التانجو بثلاثيَّة نظيفة على كرواتيا ويتأهلوا إلى المباراة النهائية.

وبطبيعة الحال سيشكل هذا الثنائي عبئًا ثقيلًا على المدرب الفرنسي ديديه ديشامب الذي سيركزُ كثيرًا على كيفية إيقاف ميسي من ناحية ومحاولات ألفاريز من ناحية أخرى.

حضور عربي قوي في النهائي

تُسجِّلُ المنتخباتُ العربيةُ حضورًا قويًّا في نهائي كأس العالم من خلال الانتصاراتِ التي حققتْها منتخباتُنا في مرحلةِ المجموعاتِ. وهذا الحضور يتمثلُ في منتخبَي السعودية وتونس باعتبار أنَّ الأخضر هو المنتخب الوحيد الذي فازَ على الأرجنتين في هذه النسخةِ قبل مباراتِه النهائية، كما أنَّ نسور قرطاج هو المُنتخب الوحيد الذي قهر الديوك، حتى الآن في البطولة، وبالتالي فإنَّ المنتخبَين المتصارعَين على اللقب كل منهما يمنِّي النفْس بالحفاظ على سجل مبارياته بالهزيمة العربية الوحيدة.

جميعهم حاضرون في لقاء اليوم

ديشامب يراهن على أبطال موقعة روسيا

رغم أنَّ المنتخب الفرنسي يراهنُ اليوم على تشكيلته المدججة بالنجوم، إلا أنَّه يراهن أكثر على أبطال موقعة مونديال روسيا التي جمعت بين المنتخبَين وانتهت بفوز فرنسا بنتيجة 4/‏‏‏3.

هؤلاء الأبطال الثلاثة الذين أحرزوا الأهداف الأربعة خلال تلك الموقعة، هم: أنطوان جريزمان وينيامين بافارد وأحرز كل منهما هدفًا، فضلًا عن النجم كيليان مبابي الذي أحرز هدفَين في تلك المباراة، والمفارقة أن هذا الثلاثي ما زال حاضرًا في تشكيلة المدرب ديديه ديشامب خلالَ هذه البطولة.

وفي المُقابل فإنَّ اللاعبين الثلاثة الذين أحرزوا أهدافَ الأرجنتين في هذا اللقاء لم يبقَ منهم سوى أنخيل دي ماريا صاحب الهدفِ الأوَّل.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X