الرعاية الطبية للمواطنين والمقيمين لم تتأثر بالمونديال
خدمات طبية في مناطق الفعاليات والمباريات
1000 مراجع يوميًا لـ 100 عيادة.. و8 دقائق زمن وصول الإسعاف
مسعفون متجولون بين الحشود وإشادة من الجمهور بمستوى الخدمة الطبية

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
أكدَ السيد علي عبدالله الخاطر، رئيس لجنة الاتصال العُليا للرعاية الصحية بوزارة الصحة العامة ومسؤول الاتصال بين القطاع الصحي واللجنة العُليا للمشاريع والإرث، أن الخطة الطبية خلال مونديال كأس العالم أثبتت نجاحًا كبيرًا في استيعاب الطلب المُتزايد على الرعاية الصحية خلال البطولة وفي نفس الوقت لم تتأثر الخدمات الطبية الاعتيادية المُقدمة للمواطنين والمُقيمين.
وقالَ السيد علي الخاطر في تصريحات خاصة لـ الراية: إن فرق الرعاية الصحية من مُختلف مرافق القطاع الصحي عملت على توفير مجموعة واسعة من خدمات الدعم الطبية، ونجحت بالفعل في استيعاب الطلب المُتزايد على الرعاية الصحية بفضل التوسع الكبير الذي شهده القطاع الصحي في البلاد خلال السنوات الأخيرة، ما مكن المُشجعين الزائرين من الوصول إلى خدمات طبية عالية المستوى.
وأضاف: إن أهم ركيزة تضمنتها استراتيجية الرعاية الصحية في البطولة كانت تمكين الوصول السهل إلى الرعاية الصحية، حيث كان في إمكان أي شخص يعاني من إصابة أو حالة تُهدد حياته الاتصال بالرقم 999 لطلب سيارة الإسعاف، لتلقي رعاية طبية سريعة، ونقله إلى قسم الطوارئ الطبية المُناسب.
وأشارَ إلى أن تخصيص الـ 100 عيادة طبية في أماكن مُختلفة في الدولة، سواء في الملاعب أو مناطق المُشجعين أو مواقع الإقامة الرئيسية، ساهمَ في ضمان الدعم الطبي للمُشجعين والحصول على خدمات طبية مُناسبة.
وأوضحَ أن العيادات الطبية الـ 100 التي تم تخصيصُها لبطولة كأس العالم كانت تستقبل بمُعدل 1000 شخص يوميًا، على مدار أيام البطولة التي استمرت من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر بإجمالي 29 يومًا.
ولفتَ إلى أن الغالبية العظمي من هذه الحالات كانت تُعاني من حالات بسيطة ومتوسطة، مثل الزكام، أو صداع الرأس، أو الكحة، في حين كان يتم تحويل بعض الحالات التي تحتاج مزيدًا من الرعاية الطبية إلى المُستشفيات لتلقي العلاج والمُغادرة في الوقت نفسه، بينما كان ما بين شخص إلى اثنين، يحتاج إلى المكوث في المُستشفي للمُراقبة، وهو مُعدل طبيعي ومُناسب جدًا في مثل هذه الفعاليات الكُبرى.
ولفتَ إلى أن استراتيجية القطاع الصحي في البطولة ركزت على توفير الرعاية الطبية بالقرب من الأشخاص، وهو ما يعني توفير خدمات صحية في كل مواقع المُشجعين تقريبًا.
وأشارَ إلى أنه تم خلال البطولة توفير مجموعة واسعة من الخدمات داخل كل من الملاعب الثمانية في أيام المُباريات، وشمل ذلك ما يصل إلى 13 عيادة طبية انتشرت حول كل ملعب، وفرقًا طبية وسيارات إسعاف مُخصصة للاعبين وخدمات الطوارئ ضمت 31 فريقًا طبيًا مُتنقلًا، و8 سيارات إسعاف لكل ملعب. وأضافَ: إن القطاع الصحي وفر لبطولة كأس العالم أكثر من 2200 موظف طبي عملوا في مُختلف المناطق والفعاليات في البطولة، وقدموا مجموعةً كاملةً من خدمات الرعاية الصحية للجميع.
وأشارَ إلى أن خدمة الإسعاف لعبت دورًا كبيرًا خلال بطولة كأس العالم، حيث تم تزويد جميع ملاعب المونديال بسيارات إسعاف، إلى جانب توفير سيارات إسعاف في مناطق المُشجعين، وفي مُختلف مناطق البلاد، موضحًا أنه رغم ذلك لم يتأثر زمن وصول سيارة الإسعاف إلى أي شخص خلال البطولة، وحافظت الخدمة على تميزها المُسجل مُسبقًا، وهو 8 دقائق للوصول بعد تلقي طلب الخدمة على الرقم 999. وأوضح أنه تم إلى جانب ذلك توفير مُسعفين مُتجولين بين الحشود، وفي مناطق الفعاليات وخدمات طارئة أخرى تضم مُسعفين أيضًا لديهم أجهزة إنعاش رئوي، وغيرها من مُتطلبات الإسعافات الأولية.
ولفتَ إلى أن هذا النجاح الكبير في استيعاب الطلب المُتزايد على الخدمات الصحية للجماهير والمواطنين والمُقيمين يرجع إلى التخطيط المُسبق والإعداد الجيد للبطولة، إلى جانب الخبرات الكبيرة التي اكتسبها القطاع الصحي في إدارة الخدمات الطبية أثناء الفعاليات الرياضية الكُبرى الأخرى التى استضافتها قطر على مدار الأعوام القليلة الماضية.
وأوضحَ أنه في السنوات العشر الأخيرة شهدت البنية التحتية للقطاع الصحي تطورًا كبيرًا مع بناء حوالي 10 مُستشفيات جديدة، و16 مركزًا صحيًا، لتنضم إلى المُستشفيات والمراكز الصحية الموجودة قبل ذلك.
وشددَ على أن الاستراتيجية التي اتبعها النظام الصحي في قطر لإدارة الخدمات الصحية أثناء بطولة كأس العالم ساعدت الجميع في الوصول إلى الخدمة الطبية بأسرع وقت، ما كان له تأثير طيب في نفوس الجمهور الذي أشاد بمستوى الرعاية والخدمة الطبية، ولم تكن الجماهير بحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة أو التوجه إلى المُستشفيات لطلب العلاج.
ولفتَ إلى أنه تم تخصيص أربعة مُستشفيات لخدمة جماهير كأس العالم ممن يُعانون من حالات مرضية طارئة غير مُهددة للحياة، وهي مُستشفيات عائشة بنت حمد العطية، والوكرة، وحمد العام، وحزم مبيريك، وهو ما ساهم أيضًا في تقديم خدمات طبية وصحية عالية الجودة للجماهير دون تأثر الخدمات الاعتيادية المُقدمة للمواطنين والمُقيمين.
وأوضحَ أنه من خلال شراكة الرياضة من أجل الصحة، عملت وزارة الصحة العامة أيضًا بشكل وثيق مع خبراء من مُنظمة الصحة العالمية لوضع خُطة شاملة لمُعالجة جميع السيناريوهات المُحتملة، حيث تضمن ذلك سلامة الأغذية والأمراض المعدية ومكافحة الأدوية والتوعية بالشمس والحرارة والسلامة على الطرق، والترفيه، وجودة الهواء والماء.
ولفتَ إلى أن الوزارة وضعت أنظمة قوية لمُراقبة الصحة العامة لرصد وتتبع أي انتشار مُحتمل للأمراض أو المشاكل الصحية الضارة والتي ضمنت تحديد المخاطر المُتزايدة بسرعة والتصرف بشكل مُناسب.