كتاب الراية

نبضات.. العرس الكوني

المونديال قرَّب المسافات وأكد أننا أمة تمتلك إرادتها

الآنَ.. ماذا بمقدورِهم أن يقولوا؟! لقد شهدَ الشرفاءُ في كافة أرجاء العالم أن هذه الدورةَ من فضلى الدورات عبر تاريخ كرة القدم.. تسابقَ الجميعُ في وصفِ قطر بأنَّها قدمت ما يربك الآخرين.. وكانت شهادة ليس لنا في هذا الوطن فحسب، ولكن شهادة لكل منظومة دول الخليج العربي والعالم العربي.
إنَّ العرب قادرون على الإسهام في الحضارة الإنسانية، وإن هذا المونديال الكُروي خيرُ دليل على الإنجاز والإعجاز.. والأجمل أنَّ المونديال بنى جسورًا مع الآخر.. يكفي مثلًا تعدد الفعاليات في كتارا، سوق واقف، درب الساعي، الكورنيش، واحتفاليات في كل مكان.
يكفي فرحة الآخر بما شاهدَه هنا من حُسن التنظيم وكرم الضيافة والأمن والأمان.. نعم كانت هناك محاولات من قبل بعض النماذج لتعكير المونديال وبخاصة أصحاب الشارات المرفوضة، ولكن المحاولات ماتت في مهدها، ويكفي الشرفاء في أرجاء العالم الذين وقفوا معنا في هذا الأمر، والأهم أن المونديال قرب المسافات وأكَّدَ أننا كأمة عربية وإسلامية نملك اتخاذ المواقف ونمتلك إرادتنا وأن العقيدة الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا تأبى هذه الأمور، ولأننا نملك إرادتنا فقد حققنا ما نصبو إليه.. إننا جزء من العالم الحر الذي يملك اتخاذ قراراته.. وإننا الآن الجزء الأهم والأكبر والمساهم الأبرز في الحضارة الإنسانية، بجانب أننا قدمنا للآخر لوحاتٍ من فنوننا وثقافتنا، وأننا عبر كل هذه السنوات واصلنا العطاء ولم نلتفت إلى آراء المغرضين. ولعل نجاح هذه الدورة قد أصابَ الأعداء في مقتل، وبعض الأصوات المأجورة التي كانت تنبح ليل نهار. أحد الكومبارس أفتى بعد أن أقسم برب العزة أن المونديال لن يقام في قطر وحلف برأس أمه وخالته، وكان الرد عمليًا.
كان الأمرُ الأجمل والأكثر تأثيرًا ما قام به حضرة صاحب السمو الشَّيخ «تميم».. تميم العز أن أسكت الآخرين وهو يضع «البشت» على كتف «ميسي» حتى أصبح الجميع يريد أن يقتني هذا البشت.. كانت لفتة رائعة من القائد الرمز «تميم المجد» حفظه الله.. كان هذا الأمر مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الخليج والأمة العربية..
هذا المونديال أكَّد أن عزيمة الرجال تحقِّق المُستحيل ونقول لسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني.. وعدت وكفيت ووفيت.. ونهنئ الرمز الأكبر لنا صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله..
تحية إجلال وتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا العرس الكوني.. والأمر قد أسعد الإنسانية عبر كافة المدن والقرى في عصر سوف يحمل لقب: مونديال قطر.

 

[email protected]

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X