واحة النفس.. الأسرة عماد التنشئة الصحيحة للأبناء
دور أساسي للآباء في تشكيل الأخلاق والسلوكيات
الأسرة عماد التنشئة الصحيحة للأبناء
التفكك الأسري من أخطر الأمور التي تُوَلِّد انحراف الأبناء
إِنَّ التأكيدَ على أهميَّة دور الأسرة في رعاية الأبناء، من الأمور التي يجبُ أن تتضافرَ جهودُ الآباء والأمهات، وأهل العلم، والدعاة، والتربويين، والإعلاميين عليها، وذلك للمحافظة على بناء الأسرة الصالحة في المجتمع، فهي أمانة أمام الله -تعالى-، نحن مسؤولون عنها، فالمرء يُجزى على تأدية الحقوق المتعلقة بأسرته، إِنْ خيرًا فخير وإلا غير ذلك، قال تعالى: (يأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَة).
فطر الله -عز وجل- الناس على حب أولادهم قال تعالى: (المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيا)، ويبذل الأبوان الغالي والنفيس من أجل تربية أبنائهما وتنشئتهم وتعليمهم، ومسؤولية الوالدَين في ذلك كبيرة، فالأبناء أمانة في عنق والديهما، والتركيز على تربية المنزل أولًا، وتربية الأم بالذات في السنوات الأُوَل، وكما ذكر الإمام أبو حامد الغزالي في وصف تربية الأبناء : «على أن قلوبهم الطاهرة جواهر نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهم قابلون لكل ما ينقش عليها، فإن عُوِّدُوا الخير والمعروف نشؤوا عليه، وسُعِدوا في الدنيا والآخرة، وشاركوا في ثوابِ والديهم، وإن عُوِّدُوا الشر والباطل، شقُوا وهلكُوا، وكان الوِزْرُ في رقبة والديهم، والوالي لهم».
ويمكن القول إن للأسرة دورًا كبيرًا في رعاية الأولاد -منذ ولادتهم- وفي تشكيل أخلاقهم وسلوكهم، وما أجمل مقولة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: «الصلاح من الله والأدب من الآباء». ومن يُحَلِّل شخصية صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، فإنه سيجد أن سر نجاحه وتميزه سببه التربية التي تلقاها في البيت، وما أجمل عبارة: « إن وراء كل رجل عظيم أبوَين مربيَين»، وكما يقول بعض أساتذة علم النفس: «أعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء نعطِكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء». وكما قيل: «الرجال لا يولدون بل يُصنعون».
للوالِدَيْنِ في إطارِ الأسرة أساليبُ خاصة من القيم والسلوكِ تجَاهَ أبنائهما في المناسباتِ المختلفةِ، ولهذا فإن انحرافاتِ الأسرةِ من أخطرِ الأمورِ التِي تُوَلِّدُ انحرافَ الأبناءِ.
فالتوجيهُ القيمي يبدأُ في نطاقِ الأسرةِ أولًا، ثم المسجد والمدرسة والمجتمع. فالأسرةُ هي التي تُكْسِبُ الطفلَ قِيَمَهُ فَيَعْرِفُ الَحقَّ والبَاطلَ، والخيرَ والشرَ، وَهو يَتلَّقَى هذه القيمِ دونَ مناقشةٍ في سِنيهِ الأولى، حيث تتحددُ عناصرُ شخصيتِهِ، وتتميزُ ملامحُ هُويتِهِ على سلوكه وأخلاقه؛ لذلك فإن مسؤولية عائل الأسرةِ في تعليمِ أهلِهِ وأولاده القيم الرفيعة، والأخلاق الحسنة، وليس التركيز فقط على السعيِ من أجل الرزق والطعام والشراب واللباس..، قالَ: «ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيتِه، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده، وهي مسؤولة عنهم»، وكان يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه -رضوان الله عليهم-: «ارجعوا إلى أهلِيكُم فأقيمُوا فيهم وَعَلِّمُوهم». و يقول ابن القيم -رحمه الله-: فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدى، فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة، وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم، وتركِ تعليمِهِم فرائضَ الدينِ وَسُنَنَه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسِهِم ولم ينفعوا آباءَهُم كِبَارًا.
يمنحك قائمة لأهداف المستقبل
مزايا التفكير الإيجابي
الإيجابية والتفاؤل والطاقة والقدرة على الدفاع عن النفس.. أهم المكاسب
يمكنُ أن تُحدَّد ثمرات التفكير الإيجابي من خلالِ الفلسفة التي يتبناها الإنسان لتحقيق أهدافه في هذه الحياة، فالمسلم لديه هدفٌ سامٍ يتمثل في تحقيق دوره في هذه الحياة بالعبودية لله عز وجل، وذلك بالتزام التفكير السليم بما تتضمنه معاني الإيمان وأركانه، وبما ينتج عن ذلك الإيمان بحيث يكون من لوازم العمل الإيجابي، العمل الصالح وحينها يتحقق للإنسان الحياة الطيبة في الدارَين، قال الله تعالى: «من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة». ومن ثمرات التفكير الإيجابي نذكر ما يلي:
1- هو الباعث على استنباط الأفضل، وهو سرّ الأداء العالي، ويعزز بيئة العمل بالانفتاح والصدق والثقة.
2- يدعك التفكير الإيجابي تختار من قائمة أهداف الحياة، المستقبلَ الأفضل الذي يحقق أهدافك.
3- تأكَّد أن التغيير الإيجابي البنَّاء الذي تجريه داخل نفسك سوف يكون له الأثر النافع في شخصيتك وفي كافة نشاطاتك.
4- أن تكونَ مُفكِّرًا إيجابيًا؛ يعني أن تقلق بشكل أقل، وتستمتع أكثر، وأن تنظر للجانب المضيء بدلًا من أن تملأ رأسك بالأفكار السوداء، وتختار أن تكون سعيدًا بدلًا من الحزن، وواجبك الأول أن يكون شعورك الداخلي طيبًا.
5- إن العقلَ يمتلك فكرة واحدة في أي وقت، فإذا أدخلنا في عقولنا فكرة إيجابية أخرجت الفكرة السلبية التي تقابلها، إن العقل لا يقبل الفراغ فإذا لم تملأْه بالأفكار الإيجابية فسوف تملؤه الأفكار السلبية.
6- إن هذه الإيجابيات في عقولنا ومشاعرنا تصنع في حياتنا: الإيجابية، والتفاؤل والطاقة، والقدرة على الدفاع عن النفس، وصد الهجوم الذي يصدر إلينا من شياطين الأنس والجن، وأكبر منهما حديث النفس.
7- عندما نفكر بطريقة إيجابية تنجذب إلينا المواقف الإيجابية، والعكس يحدث عندما نفكر بطريقة سلبية فإننا نجذب إلينا الموقف السلبية.
8- إن الشخص الذي يفكر إيجابيًا ويعتمد على نفسه، وينظر نظرة متفائلة يستطيع أن يستهوي ما حوله فعلًا، ويطلق القدرات التي تحقق الهدف.
9- يبحث التفكير الإيجابي عن القيمة والفائدة، وهو تفكير بناء توالدي، وتصدر منه المقترحات الملموسة والعملية، حيث يجعل الأشياء تعمل، وهدفه هو الفاعلية والبناء.
ينبغي عدم الإفراط في أن التفكير الإيجابي بمفرده يكفي لتغيير الحياة إلى الأفضل، فمن الضروري أن يكون لدى الإنسان بعض الاستراتيجيات، وبعض الخطط التدريجية لتغيير الطريقة التي يفكر بها، والتي يشعر بها، وأيضًا لتغيير ما يفعله في كل يوم يمرُّ عليه.
أفقد الشعور بالواقع !
عُمري 21 سنة، وأعاني منذ المرحلة الإعداديَّة، من حالة غريبة جدًا تزعجني كثيرًا، وهي أنني فجأةً أفقدُ الشعورَ بنفسي، وبالواقع وأبدأ أشعرُ كأن ما أراه أمامي، حلمٌ، أي كأنني نائمة، وما أراه هو أحلام، حتى عندما أريد أن أتكلم أحس كأنني لست أنا، وكأنني أستمع لنفسي وهي تتحدث.. كما أعاني من الاكتئاب والتوتر والخجل والوسوسة في الصلاة.. أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
أختكم: نور
الإجابة:
أختي السائلة نور حفظكِ الله ورعاكِ، وأشكركِ على تواصلك معنا.
اعلمي أن القلق هو شعور الإنسان بعدم الراحة تجاه شيء ما يمكن أن يحدث وهو غير مؤكد، أو خطر مُحدق يخاف منه الإنسان؛ فيشتت ذهنه، ويضايقه، ويقلق منامه، ويعكر صفوَه! والقلق الشديد والذي يعدُّ مرضًا يعتبر عدوَّ النجاح والوصول إلى الهدف المنشود، بخلاف القلق البسيط الذي يجعل الذهن متفتحًا ومنتبهًا لما يدورُ أمامه!
وهذا الخوفُ هو خوف وهمي تتخيلينه أنتِ من شدة التعب، أو القلق، أو مرت عليك حادثة مؤلمة جعلتكِ تتخيلين كل شيء يحدث أمامكِ أنه سيضرك ويتعبك، وإذا جاءكِ هذا الفزع والقلق، فلا تخافي، واجعلي إيمانك بالله قويًا! ولا تفكري في الأمور المجهولة، ولا تشغلي بالك بها.
ويجب أن تعلمي أن الخوفَ والقلق لصَّان من لصوص الطاقة، وهما عائقان في وجه النجاح؛ لأنه يستهلك جميع طاقتكِ وقواكِ، ويجعلكِ تركزين تفكيرك على النواحي السلبية التي تكمن في حياتك بدلًا من أن تركزي في تفوقك، ونجاحك في الحياة.
حاولي أن تواجهي هذا الخوف بقوة الإيمان، وقوة اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيشين حياة الفزع والخوف، فإنك ستظلين تعيشين أسيرة وحبيسة للخوف طوال حياتك، وتفنين عمرك في الأوهام، بادري بالانطلاق، ولا تفكري في شيء، وأبعدي عنك القلق والخوف، عيشي حياتك بعيدًا عن التوتر.
اعلمي أن الإنسان الإيجابي هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته، ويعترف بمسؤولياته الكاملة عن أفعاله وتصرفاته، فيكون تفكيره إيجابيًا بعيدًا عن الارتباك والخوف والقلق، والشخص الإيجابي يتميز بصفات، نذكر منها:
1- لا ينهزم للواقع، بل يبحث عن البدائل دائمًا.
2- يتحكم في ردوده وأفعاله.
3- يبذل قصارى جهده كي يفوز بثقة الآخرين.
4- يجرب أساليب كثيرة تقربه إلى الناس ولا ييأس.
واطمئني، فأنتِ بخير ولله الحمد، وهذا مجرد ضعف في شخصيتكِ، فحاولي أن تقويها، كما ذكرتُ لك، وقدري ذاتك وحاولي أن تعيدي الثقة بنفسك، ولكن أحذرك من لصوص الطاقة الذين يسرقون منك النجاح والعزيمة والجد، حاولي أن تحذري منهم: التعب، والقلق، وتشتت الذهن، وكثرة الأكل، أي: التخمة، فكلها لصوص تعمل على سلب الطاقة الفكرية والجسدية من الإنسان.
وباللهِ التوفيق.
1- الإنسانُ الناجح هو الذي يغلقُ فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.
2- لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين، فلا تنسَ أنهم مثلك لهم عيون وألسن.
3- تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتًا طويلًا، لأن بعضنا يعرف عنها أكثر مما يعرف عن المسائل الهامة.
4- إذا كان لديك رغيفان فكُل أحدهما وتصدق بالآخر.
5- عندما يمدح الناس شخصًا، قليلون يصدقون ذلك، وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.
6- لا يوجد رجل فاشل، ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقي فيه.
– ينبغي احترامُ مشاعر الأبناء، فهم كيان مستقل، لهم مشاعرُ تختلف عن مشاعرنا.
– جاهدْ نفسك لتُسمِع أبناءك أحسن وأجمل وأطيب الكلمات، واحتسب الأجر في ذلك.
– إن أبناءك هُم أحقُّ الناس بالرفق واللين والرحمة والمحبة والوفاء والصدق والعدل والإحسان.
– ينبغي أن تتقبل أبناءك على ما هُم عليه، ثم تتأهل بالقراءة والاستماع والسؤال والاستشارة، لتتمكن بعد مطمئنةٍ، وتربيةٍ بعيدة عن تربية المتُشدّدين أو المتساهلين.
– تقبلُ مشاعرِ الأولاد يجعلهم مُستعدين لقبول تلك الحدود التي تريد أن يقفوا عندها.
– من آفات التربية الاستعجالُ، والصابرون هم الفائزون.